قبل فصل الشتاء.. هل ينجح المجتمع الدولي في وضع نهاية للأزمة الروسية الأوكرانية؟
يسعي المجتمع الدولي لوضع نهاية للأزمة الروسية الأوكرانية
واحدة من أعظم المآسي التي تعرضت لها أوكرانيا أثناء شنها هجومًا حاسمًا فشل حتى الآن في تلبية توقعاتها والتوقعات الغربية هي أنها لا تستطيع، بمفردها، أن تقرر مصيرها، حيث تعتمد حكومة الرئيس فولوديمير زيلينسكي على خط هائل من الأسلحة الأميركية والغربية، في ظل أنه سيكون للرئيس الروسي فلاديمير بوتين رأي حاسم بالفعل في ما إذا كانت ستنتهي هذه الأزمة ومتى تنتهي.
ومع اقتراب فصل الشتاء، أثيرت التساؤلات عن موقف الأزمة التي لها تأثيرات كبرى ومباشرة على إمدادات الطاقة والغذاء في العالم، خصوصًا بعد انسحاب روسيا من صفقة الحبوب التي ترعاها الأمم المتحدة، وتهديدات أوكرانيا باستهداف كافة السفن الروسية في البحر الأسود وحتى التجارية المدنية.
سيناريوهات الأزمة
وبحسب شبكة "سي إن إن" الأميركية، فإن النتيجة الحاسمة للأزمة المشتعلة منذ مطلع العام الماضي، تتشكل من خلال العوامل الخارجية، بما في ذلك القوى السياسية المتغيرة في الولايات المتحدة وموسكو والعواصم الأوروبية.
وتابعت أن الهجوم الأوكراني الفاشل الذي يتزامن مع اقتراب فصل الشتاء، سيتزامن معه تداعيات خاصة في الولايات المتحدة الأميركية، لأنه قد يزيد من حدة التساؤلات حول دعم الولايات المتحدة للأزمة التي سيتم دفعها إلى عام انتخابي حاد، وصدام محتمل بين الرئيس جو بايدن، الذي أعاد إحياء التحالف الغربي وهو الداعم الخارجي الأكثر أهمية لأوكرانيا ، والرئيس السابق دونالد ترامب، المشكك في الناتو والمعجب الأكبر ببوتين وتعهده بإنهاء هذه الأزمة في غضون 24 ساعة، وحتى لو لم يكن ترامب مرشح الحزب الجمهوري في عام 2024 ، فإن انحسار الدعم الشعبي للحرب قد يضر بايدن.
وأضافت أنه لأسباب سياسية وإستراتيجية، هناك ضغط هائل على الهجوم المضاد الأوكراني الذي طال انتظاره هذا الصيف لتحقيق اختراقات كبيرة في ساحة المعركة، لكن حتى الآن ، تعتبر هذه الدفعة شاقة أكثر من كونها حربًا خاطفة، ما يزيد من احتمال أن تستمر الأزمة على الأقل عاما آخر.
قدرات محدودة
وأوضحت الشبكة الأميركية أن تقريرا صادرا عن Jim Sciutto لخص الطبيعة الحرجة لقدرة أوكرانيا على إظهار الزخم في التأثير على سياسات الحرب في العالم الخارجي، حيث تحدث كبار المسؤولين الأميركيين والغربيين عن تقييمات "واقعية" بشكل متزايد حول قدرة القوات الأوكرانية على استعادة مناطق كبيرة، وقدرتها المحدودة في تهديد الملاحة البحرية الروسية وإمدادات الغذاء والطاقة العالمية.
قال دبلوماسي غربي إنه بينما تتاح الفرصة لأوكرانيا لإحراز تقدم، كان من "المستبعد للغاية" أن تغير موازين الصراع في الأسابيع المقبلة، حيث يعترف المسؤولون داخل وخارج أوكرانيا الآن بأن التقدم في الهجوم يأتي ببطء أكثر مما كانوا يأملون في رؤيته.
وتابع: "تنبع صراعات أوكرانيا -والخسائر القتالية الفادحة- جزئيًا من مواقع دفاعية متحصنة ومتعددة الطبقات، وخنادق وحقول ألغام كان لروسيا أشهر لبنائها، وواقع ساحة المعركة بأن القوة المهاجمة تحتاج إلى ميزة عددية حيث دخلت الأزمة الآن مرحلة أكثر صعوبة بالنسبة لأوكرانيا".
وأضاف: "من السابق لأوانه القول بأن الوقت ينفد من الهجوم الأوكراني على الرغم من اقتراب وصول طقس الخريف الذي قد يجعل المناورات الرئيسية أكثر صعوبة".
تأثيرات عالمية
وأكدت الشبكة الأميركية أن الصراع الأكبر في العالم الآن، يهدد بشكل قوي إمدادات العالم من الغذاء والطاقة، قبيل فصل الشتاء، الذي من المتوقع أن يكون قاسيا نظرًا لتغيرات المناخ، كما أن العديد من دول العالم ستعاني بشدة من تأثر إمدادات الغذاء والحبوب القادمة من روسيا وأوكرانيا وعلى رأسها بعض الدول العربية وهي ليبيا والسودان واليمن التي تعاني بالفعل من نقص كبير في الغذاء.