الكواليس وراء هدنة غزة.. جهود دبلوماسية ومفاوضات معقدة في ظل تباين المواقف
الكواليس وراء هدنة غزة.. جهود دبلوماسية ومفاوضات معقدة في ظل تباين المواقف
في الوقت الذي يسود فيه توتر مستمر في الأراضي الفلسطينية، تبرز الجهود الدبلوماسية والضغط الدولي كعوامل أساسية لتحقيق الهدنة بين الأطراف المتنازعة في قطاع غزة. وتُعد الكواليس وراء هذه الهدنة مليئة بالمفاوضات المعقدة، حيث تتداخل المصالح الإقليمية والدولية مع الوضع الميداني على الأرض.
في هذا السياق، تشير مصادر مطلعة، أن العديد من الدول، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، مصر، وقطر، تلعب دورًا محوريًا في محاولات التوسط بين إسرائيل وحركة حماس.
وتعمل هذه الدول على تقليل حدة الصراع وتأمين هدنة مؤقتة لتوفير المساعدات الإنسانية للسكان في غزة، الذين يعانون من حصار طويل الأمد وتدمير هائل للبنية التحتية نتيجة القصف المستمر.
وفي الكواليس، يتواجد ممثلون عن هذه الدول في محادثات مستمرة مع الطرفين من خلال قنوات خلفية، بينما تضغط المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة والصليب الأحمر على الأطراف لوقف الأعمال العدائية، على الرغم من أن تلك الجهود غالبًا ما تواجه معوقات بسبب الانقسامات السياسية الداخلية والمطالب الأمنية من كلا الجانبين.
وفي الوقت الذي يتم فيه تسليط الضوء على هذا التوتر، يتزايد القلق من استمرار تعثر المفاوضات.
وتؤكد بعض التقارير، أن هناك مطالبات متزايدة من الأطراف الفلسطينية بتخفيف الحصار وفتح المعابر الإنسانية، بينما تواصل إسرائيل الضغط لضمان أمنها وتفكيك البنية التحتية العسكرية لحركة حماس.
وعلى صعيد آخر، تؤكد بعض المصادر الدبلوماسية، أن هناك محاولات غير معلنة لتحسين العلاقات بين بعض الدول العربية وإسرائيل، وهو ما قد يكون له تأثير على مسار الهدنة، لكن ذلك يبقى محل شكوك وتحديات كبيرة في ظل التصعيد المستمر.
أكد المحلل السياسي الفلسطيني أحمد الكحلوت، أن التفاوض على هدنة في غزة يواجه تحديات كبيرة، مشيرًا أن الوضع الميداني المعقد والصراعات السياسية بين الفصائل الفلسطينية يزيد من صعوبة التوصل إلى اتفاق مستدام.
وقال الكحلوت: "المفاوضات على الهدنة بين إسرائيل وحماس لا تتم في بيئة مثالية، حيث تتداخل المصالح الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى الانقسامات السياسية داخل الساحة الفلسطينية التي تؤثر سلبًا على قدرة الأطراف المتفاوضة على الوصول إلى حلول فعّالة".
وأضاف المحلل الفلسطيني - في تصريح للعرب مباشر-، أن الجانب الإسرائيلي يركز بشكل رئيسي على ضمان أمنها، بينما يطالب الفلسطينيون بوقف الحصار وتحسين الظروف الإنسانية في غزة، وهو ما يتطلب توافقات معقدة بين الأطراف.
كما أشار أن هناك ضغوطًا دولية كبيرة، خاصة من الولايات المتحدة ومصر، للعمل على ضمان الهدنة مؤقتًا للسماح بدخول المساعدات الإنسانية، لكن هذه الضغوط لا تتوافق دائمًا مع المطالب الفلسطينية.
وفيما يتعلق بالتأثيرات الإقليمية، أشار الكحلوت، أن بعض الدول العربية تسعى للمساهمة في تهدئة الوضع في غزة، لكن هذه الجهود تتأثر بالتوازنات السياسية في المنطقة، وخاصة في ظل وجود التوترات بين بعض الحكومات العربية وإسرائيل.
وختم المحلل الفلسطيني حديثه بالقول: إن المستقبل القريب قد يشهد مزيدًا من التصعيد إذا استمرت حالة الجمود في المفاوضات، داعيًا إلى ضرورة أن تكون أي هدنة شاملة ومتوازنة تأخذ في اعتبارها مصالح جميع الأطراف، بما في ذلك الشعب الفلسطيني الذي يعاني من تداعيات الحصار المستمر.