بين الضغوط الأميركية والتعنت الإسرائيلي.. الحصار يشتد على غزة

بين الضغوط الأميركية والتعنت الإسرائيلي.. الحصار يشتد على غزة

بين الضغوط الأميركية والتعنت الإسرائيلي.. الحصار يشتد على غزة
حرب غزة

تتزايد المخاوف الإنسانية في غزة مع تراجع تدفق المساعدات، بينما تتباطأ إسرائيل في الاستجابة للتحذيرات الدولية والأميركية المتكررة، في ظل استمرار الهجوم الإسرائيلي المكثف على شمال القطاع، تتفاقم أزمة الغذاء والمياه والكهرباء، مما يعمق معاناة السكان المدنيين الذين يعيشون تحت الحصار.

 التحذيرات الأميركية، التي كانت تهدف إلى زيادة المساعدات اليومية إلى 350 شاحنة، لم تلقَ آذاناً صاغية لدى الحكومة الإسرائيلية، وسط تصريحات تشير إلى إمكانية تجاوز هذه التحذيرات.


 الموقف الأميركي نفسه يبدو وكأنه يواجه اختباراً صعباً، مع اقتراب موعد انتهاء المهلة المحددة لتل أبيب، وهو ما يعزز الشكوك حول مدى قدرة إدارة بايدن على فرض شروطها، خاصة مع تزايد الترقب لتولي دونالد ترامب زمام الحكم مرة أخرى.

 كل هذه التطورات ترسم صورة قاتمة لمستقبل المساعدات الإنسانية في غزة، حيث يبدو أن الحسابات السياسية باتت تعيق الحلول العاجلة للأزمة الإنسانية المتفاقمة.

*تجاهل التحذيرات*


تواصل إسرائيل تقليص المساعدات الإنسانية المتدفقة إلى قطاع غزة، على الرغم من الضغوط الأميركية والدولية المتصاعدة، والتي طالبت بزيادة عدد الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية والضرورية. 

تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد، جدعون ساعر، تعكس استمرار تل أبيب في موقفها الرافض لزيادة تدفق هذه المساعدات، رغم التحذيرات الصادرة عن واشنطن.

 وأكد ساعر، في تصريح له يوم الاثنين، أنه واثق من التوصل إلى تفاهمات مع الولايات المتحدة لحل هذه المسألة، في إشارة واضحة إلى عدم اعتبار الموعد النهائي الذي حددته إدارة بايدن كعنصر ضغط فعال.

في هذا السياق، تبرز أزمة إنسانية متزايدة في شمال غزة، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والماء، بينما تواجه المنظمات الإنسانية صعوبات متزايدة في دخول القطاع لتقديم المساعدات.

مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا)، أكد أن السلطات الإسرائيلية رفضت 85% من محاولات التنسيق لدخول المساعدات إلى شمال القطاع. 

ووفقاً لتقرير أوتشا، قدمت المنظمات الإنسانية 98 طلباً للعبور عبر نقطة التفتيش، لكن السلطات الإسرائيلية وافقت فقط على مرور 15 طلباً منها.

على الرغم من السماح بمرور بعض الشاحنات، إلا إن هذه القوافل تواجه تأخيرات وعراقيل تمنعها من أداء مهماتها بالشكل المطلوب.

 وازداد الوضع سوءًا مع رفض السلطات الإسرائيلية 33 طلباً من أصل 50، ما يزيد من الضغوط على المؤسسات الدولية لتقديم حلول عاجلة لهذه الأزمة.

*التحذير الأميركي وتراجع التأثير*


من جانبها، حذرت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، في أكتوبر الماضي، من خطورة استمرار عرقلة المساعدات، مؤكدة ضرورة زيادة عدد الشاحنات التي تدخل غزة إلى 350 يومياً.

وهددت واشنطن بتقليص الدعم العسكري لإسرائيل في حال عدم الالتزام بالموعد النهائي المحدد، والذي ينتهي خلال أيام، غير أن تل أبيب تستمر في تحدي هذه الضغوط، خاصة مع تزايد التوقعات بتولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة مجدداً في يناير المقبل.

ترامب، الذي كان داعماً قوياً لإسرائيل خلال ولايته السابقة، يبدو وكأنه الخيار المفضل للحكومة الإسرائيلية في المرحلة المقبلة، ما يثير تساؤلات حول مدى فعالية التهديدات الأميركية الحالية.

*أبعاد الأزمة الإنسانية*


مع استمرار انخفاض عدد الشاحنات التي تدخل غزة، والذي وصل الشهر الماضي إلى معدل 57 شاحنة يومياً فقط، تزداد معاناة السكان، ويشير تقرير للأمم المتحدة إلى أن هذه الأرقام تمثل أدنى مستوى لدخول المساعدات منذ اندلاع الحرب في أكتوبر الماضي. 

وبينما تبقى التحذيرات الأميركية في مكانها، فإن الوضع الإنساني في القطاع يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، مع تفاقم النقص في المواد الغذائية والطبية، وسط غياب حلول جذرية تلوح في الأفق.

ووفقًا لمراقبين، شهدت الساعات الأخيرة، تسجيل المزيد من العراقيل أمام دخول المساعدات إلى غزة، حيث أعربت منظمات حقوق الإنسان عن قلقها من تصاعد هذه الممارسات الإسرائيلية، التي تتزامن مع استمرار العمليات العسكرية، كما تم رصد دعوات دولية جديدة للضغط على تل أبيب، حيث طالبت عدة دول أوروبية بضرورة فتح ممرات آمنة لدخول المساعدات دون عوائق.