خسائر مستمرة.. الجيش الإسرائيلى يعلن مقتل 4 جنود من لواء كفير فى معارك بشمال قطاع غزة
خسائر مستمرة.. الجيش الإسرائيلى يعلن مقتل 4 جنود من لواء كفير فى معارك بشمال قطاع غزة
في خضم الحرب المستعرة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، والتي امتدت تداعياتها إلى الجبهة الشمالية مع حزب الله في جنوب لبنان، تصاعدت وتيرة الاستهدافات المباشرة للجنود الإسرائيليين بشكل ملحوظ، خاصة في المعارك الأخيرة شمال قطاع غزة.
هذه الاستهدافات أظهرت تطورًا تكتيكيًا ملحوظًا من قبل حماس وحزب الله؛ مما أثّر بشكل كبير على معنويات الجيش الإسرائيلي والمجتمع الإسرائيلي ككل.
خلال الأسابيع الماضية، كثفت حركة حماس هجماتها في شمال غزة عبر عمليات تسلل دقيقة واستهدافات باستخدام القناصة كذلك الكمائن؛ مما أدى إلى إيقاع عدد من الخسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي.
وبالتزامن، واصل حزب الله تصعيد هجماته من الجنوب اللبناني، حيث استخدم صواريخ موجهة وقذائف هاون لضرب مواقع عسكرية إسرائيلية، مركّزًا بشكل خاص على الجنود المنتشرين على الحدود الشمالية.
استهدافات مستمرة
وقد نجحت حماس في تكبيد الجيش الإسرائيلي خسائر ملحوظة باستخدام تكتيكات حرب العصابات واستغلال البيئة المعقدة لشمال القطاع. التقارير الإسرائيلية تؤكد أن وحدات النخبة التابعة لحماس تمكنت من إيقاع الجنود الإسرائيليين.
أكد الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم الثلاثاء، مقتل 4 جنود من لواء كفير في المعارك بشمال قطاع غزة.
وذكرت صحيفة معاريف، أن الجنود الأربعة قتلوا داخل مبنى استهدف بصاروخ مضاد للدروع في بيت لاهيا.
وفي وقت سابق أمس، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل ضابط برتبة رائد كان قائد فرقة في وحدة لوتار في معركة شمال قطاع غزة.
وكان قد أعلن الجيش الإسرائيلي، أن أحد جنوده لقي مصرعه في انفجار قنبلة يدوية، شمال قطاع غزة.
ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، عن بيان الجيش القول: إن الشرطة العسكرية بدأت تحقيقا في ملابسات الحادث، الذي يبدو أنه لم يكن مرتبطا بشكل مباشر بالقتال.
ولم يعلن الجيش الإسرائيلي عن هوية الجندي الذي لقي مصرعه جراء انفجار القنبلة، وقد حددته السلطات المحلية باسم شناور زلمان كوهين، 20 عاما، من مستوطنة يتسهار بالضفة الغربية.
أزمات على المستوي الداخلي الإسرائيلي
على المستوى الداخلي، أدت هذه الخسائر إلى تعميق أزمة الثقة بين المجتمع الإسرائيلي والمؤسسة العسكرية.
أصوات عديدة في وسائل الإعلام الإسرائيلية انتقدت الأداء الميداني للجيش في مواجهة تصاعد عمليات الاستهداف، خاصة في ظل تكرار مشاهد الإجلاء السريع للجنود الجرحى من خطوط المواجهة.
ونتيجة لذلك، بدأت عائلات الجنود الإسرائيليين في الضغط على الحكومة لإعادة تقييم العمليات العسكرية ورفع مستوى حماية القوات في الميدان.
ومن جانبها، تحاول الحكومة الإسرائيلية احتواء الأزمة، حيث أكد مسؤولون عسكريون، أن الاستعدادات جارية لتعزيز التحصينات وإعادة تموضع القوات في شمال غزة والجبهة الشمالية.
لكن مع استمرار الضغوط الميدانية من حماس وحزب الله، تتصاعد المخاوف من تأثير هذه الاستهدافات على القدرة القتالية للجيش على المدى البعيد.
في الوقت نفسه، تُظهر تقارير استخباراتية إسرائيلية، أن حماس وحزب الله يهدفان من هذه العمليات إلى إحداث شرخ داخلي في إسرائيل وتعطيل قدرتها على إدارة حرب متعددة الجبهات.
وقد أظهرت بيانات حديثة، أن معنويات الجنود الإسرائيليين قد تأثرت بشكل واضح، خاصة في ظل القلق المتزايد من تكرار هجمات الكرّ والفرّ التي أصبحت تكتيكًا رئيسيًا لحماس وحزب الله.
مع استمرار هذه المواجهات وتصاعد الخسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي، يبقى السؤال مفتوحًا حول مدى قدرة إسرائيل على الصمود أمام الضغط المتزايد، خاصة في حال تطور المواجهة إلى حرب أوسع نطاقًا على أكثر من جبهة.
ويؤكد أستاذ العلوم السياسية الدولية طارق فهمي، أن إعلان إسرائيل مقتل جنود لهم في قطاع غزة له عدة دلالات وأبرزها أن حماس ما تزال تقاوم و متواجدة في القطاع وإسرائيل بعد أكثر من عام ما تزال عاجزة أمام الحركة التي بدورها تعرضت للكثير من الأزمات وأبرزها اغتيال السنوار وهنية.
واضاف فهمي - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن ما نشهده الآن هو تصعيد نوعي في العمليات ضد الجيش الإسرائيلي، حيث تعتمد حماس وحزب الله على استراتيجيات الهجمات المفاجئة واستخدام الأسلحة المضادة للدروع.
هذا التصعيد يضع إسرائيل أمام تحديات غير مسبوقة، خاصة وأن الجبهة الداخلية باتت أكثر هشاشة نتيجة الضغوط السياسية والمجتمعية. الحملة العسكرية الإسرائيلية تواجه تحديات في ظل استهداف الجنود الذي يؤدي إلى إضعاف الروح المعنوية.