في العيد.. الآلاف في غزة يواجهون المجاعة وشاحنات المساعدات تصطف في مصر
في العيد.. الآلاف في غزة يواجهون المجاعة وشاحنات المساعدات تصطف في مصر
يمتد خط الشاحنات التي تحمل المساعدت على طول مدينة رفح في الجانب المصري، تنتظر الموافقة الإسرائيلية لدخول قطاع غزة الذي يقترب من حافة المجاعة، وفي عيد الفطر المبارك يعكس تكدس الشاحنات النضال اليومي لإطعام غزة خلال الحرب التي شنتها إسرائيل ضد القطاع.
مساعدات ومجاعة
وبحسب صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، فإن مع استمرار عبور الشاحنات للجانب الفلسطيني، لا يزال الجزء الأكبر من المساعدات عالقة على الجانب المصري، بسبب التعنت الإسرائيلي وتترك الجزء الأكبر من سكان غزة على حافة المجاعة.
وتابعت، أن هذا التراكم من الشاحنات على طول مسافة 4 كيلومترات - تحمل 14 ألف طن من البضائع، أي ما يعادل 19 مليون وجبة جاهزة للأكل - سيستغرق تخليصها أكثر من ثلاثة أيام بالمعدل المعتاد للعبور إلى غزة، ولكن في الأيام السيئة، يقول عمال الإغاثة: إن طوابير الشاحنات يمكن أن تمتد على طول طريق العودة إلى مطار العريش المصري – على بعد 50 كيلومتراً من الحدود.
وأضافت، أنه يمكن أيضًا رؤية الشاحنات تنتظر على الحدود الجنوبية لغزة مع إسرائيل عند معبر كرم أبو سالم تنتظر التفتيش، ومع ذلك، تقول الوكالات الإنسانية: إن المزيد من المساعدات تنتظر في المستودعات في مصر، في انتظار الموافقة الإسرائيلية.
وأوضحت، أن المأزق ينبع من واقع قاتم، فلا يمكن إدخال سوى قدر ضئيل من المساعدات الإنسانية إلى غزة أو توزيعها كل يوم، وهو أقل بكثير مما تحتاجه تقديرات وكالات الإغاثة.
عوائق متعددة
وبحسب الصحيفة، فإن ثمة عوائق متعددة تمنع الشاحنات من المرور إلى غزة، منها استهداف الاحتلال الإسرائيلي للكثير منها ووانعدام الأمن داخل غزة، ونقص طاقم الأمن، وعمليات التفتيش الإسرائيلية المعقدة التي لا يمكن التنبؤ بها، وعدد قليل من نقاط الدخول المكتظة، ونقص مركبات التوصيل، ومآسي الحرب التي لا تعد ولا تحصى.
وتابعت، أنه لا توجد حلول سريعة. وحتى الوعد الذي قطعته إسرائيل مؤخرًا بفتح نقاط عبور إضافية، والذي طالب به المجتمع الدولي منذ فترة طويلة ولم يتم تنفيذه بالكامل بعد، لن يحل إلا بعض القضايا.
وأضافت، أن المعابر البرية تعد الوسيلة الأكثر كفاءة وفعالية من حيث التكلفة لتوصيل المساعدات، وخصوصًا المعبر مع مصر، وأعلنت إسرائيل أن 322 شاحنة دخلت غزة يوم الأحد، وهو أعلى إجمالي يومي منذ بدء الحرب.
وفي حين رحبت جماعات الإغاثة بهذه الزيادة، التي جاءت في أعقاب تحذير جو بايدن من أن استمرار الدعم الأمريكي يعتمد على الجهود المبذولة لتخفيف المعاناة الإنسانية في القطاع، فإن العدد لا يزال أقل من المتوسط اليومي الأدنى البالغ 500 الذي تقول الأمم المتحدة أن غزة تحتاجه.
وأضافت، أن مصر تضغط على إسرائيل بقوة من أجل السماح بعبور مئات الشاحنات التي تصطف على الجانب المصري في انتظار العبور.
تعتمد غزة منذ أشهر على معبرين رئيسيين: معبر رفح الغربي مع مصر ونقطة تفتيش كرم أبو سالم الإسرائيلية في الجنوب، ويتم الوصول إلى كليهما عبر نفس الطريق الصحراوي البعيد في اتجاه واحد، بينما تقترب الشاحنات أيضًا من كيرم شالوم من الجنوب.
كما تم أيضًا اختبار معبر ثالث في شمال غزة، وفقًا للأمم المتحدة والهيئة العسكرية الإسرائيلية المسؤولة عن الشؤون الإنسانية في غزة، والمعروفة باسم كوجات، باستخدام طريق عسكري. وتقول Cogat: إن ما يقرب من 50 شاحنة دخلت حتى الآن من هذا الطريق.
وضع مأسوي
وأكدت الصحيفة البريطانية، أنه بعد مرور ستة أشهر على الحرب، أصبح الوضع الإنساني مأساويا، خصوصًا مع احتفال المسلمين حول العالم بعيد الفطر المبارك، الذي يتزامن مع مستويات أزمة الجوع قياسية في غزة، وفقًا للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (IPC)، وهي هيئة استشارية تابعة للأمم المتحدة.
واضطر معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة إلى ترك منازلهم، وحذرت المحكمة العليا للأمم المتحدة، محكمة العدل الدولية، من أن المجاعة "بدأت" بالفعل في بعض المناطق وأمرت إسرائيل بضمان التدفق الفوري "دون عوائق" للمساعدات.
وتنفي إسرائيل أنها تمنع المساعدات ورفضت حكم محكمة الأمم المتحدة، وبدلا من ذلك، تتهم حماس بأخذ الإمدادات وتلقي باللوم على وكالات الإغاثة في سوء التوزيع، لكن الحجج الإسرائيلية لم تجد أي مصداقية في المجتمع الدولي الذي يؤكد أن إسرائيل السبب الرئيسي في الأزمة.