ما بين التهدئة والإشعال.. ما وراء تصعيدات حركة حماس للعنف في غزة ولبنان؟

تصعد حركة حماس للعنف في غزة ولبنان

ما بين التهدئة والإشعال.. ما وراء تصعيدات حركة حماس للعنف في غزة ولبنان؟
صورة أرشيفية

تعمل حركة حماس الفلسطينية على تأجيج الأوضاع وإشعال الأزمات تارة في قطاع غزة وتارة أخرى في لبنان، وهما مكانان مرتبطان بقوة بنفوذ الحركة، حيث زار مسؤولون رفيعو المستوى من حماس لبنان عدة مرات هذا العام في ظل سعي المنظمة إلى توحيد معسكراتها في لبنان مع غزة.

وأكدت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أنه بالرغم من ذلك، فإن الحركة تواجه في كلا المكانين أسئلة معقدة حول متى يجب التصعيد، وكيفية التعامل مع منظمات مثل حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في غزة وجماعات أخرى في لبنان، فضلاً عن حزب الله وداعميه في العراق.

أعمال شغب

وأوضحت الصحيفة أن أعمال الشغب على طول السياج الحدودي لغزة، بما في ذلك الأحداث التي أدت إلى وقوع إصابات، يمكن أن تشير إلى نواياها هناك، لأن كل ما يحدث هناك يحدث إما بإذن حماس أو بقرار حماس، وخلال الأسبوع الماضي، لاحظ الجيش الإسرائيلي زيادة في الحوادث على طول حدود غزة، وتجمع مئات من مثيري الشغب في أعمال شغب عنيفة بالقرب من السياج الأمني في قطاع غزة خلال عطلة نهاية الأسبوع، حسبما قال الجيش، مضيفًا أنه خلال الحادث، تم اعتقال وتم تفجير عدد من العبوات الناسفة من قِبل مثيري الشغب.


واستعد جنود الجيش الإسرائيلي في المنطقة لأعمال الشغب العنيفة وتحركوا ضدها باستخدام وسائل تفريق أعمال الشغب، وفي حادث آخر، قال الجيش الإسرائيلي: إنه ضرب موقعا عسكريا تابعا لحركة حماس في الجزء الشمالي من القطاع.

سر التصعيد

وأوضحت الصحيفة أن محاولات حماس لتصعيد العنف في قطاع غزة ولبنان الآن يتم حيث ترغب الحركة في أن تكون دائمًا متواجدة على الساحة، كما أن لديها مشاكل تتعلق بالتمويل في قطاع غزة.

وتابعت: إن حماس تسعى الآن لتصعيد الأمور في حماس ولبنان لممارسة الضغط على الدول العربية من أجل الحصول على صفقة جديدة مع إسرائيل وربما تمويل أيضًا، بالإضافة إلى ذلك، فإن توقيت هذا التصعيد ليتزامن مع الأيام المقدسة في إسرائيل، وكذلك رحلة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة، لا يمكن أن يمر دون أن يلاحظه أحد.

وأضافت: أنه وفي لبنان، سعت حماس إلى التوسط لوقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية في مخيم عين الحلوة، وهو مخيم تاريخي للاجئين أصبح حياً حضرياً كبيراً ومكتظاً في صيدا، ويُعتقد أن هناك 100 ألف شخص في المنطقة يحملون كمية كبيرة من الأسلحة غير القانونية، بما في ذلك بنادق AK-47 وقذائف آر بي جي والمدافع الرشاشة، وعلى مدى الأسابيع الماضية، قُتل ما يقرب من 20 شخصًا في القتال الدائر هناك وأصيب عدد أكبر بكثير.

وذكرت صحيفة "آرب نيوز" الدولية، في تقرير الأسبوع الماضي، أن "المسؤول الكبير في حماس موسى أبو مرزوق سيلتقي بمسؤولين لبنانيين وممثلين عن الفصائل الفلسطينية لمحاولة التوصل إلى تسوية لإنهاء الاشتباكات، حسبما ذكرت الجماعة المسلحة في بيان لها".

ويضيف التقرير: أن حماس لم تشارك في المواجهات، والتقت حماس وفتح وقائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون برئيس الوزراء نجيب ميقاتي يوم الأربعاء الماضي، وهو لقاء يعطي فكرة عن مدى تأثير القتال في المخيم على لبنان كله.

كما قامت حماس بإرسال قادة إلى لبنان خلال العام الماضي لتهديد إسرائيل، مثل صلاح العاروري، الذي أدلى بتعليقات حول صراع إقليمي ضد إسرائيل قبل عدة أسابيع، كما قام بزيارة لبنان في نهاية هذا الأسبوع فقط.

وأكدت الصحيفة الإسرائيلية أنه يبقى أن يرى العالم ما إذا كانت حماس قادرة على تهدئة النيران في لبنان، في حين تعمل على تأجيجها في غزة، أو ما إذا كانت تلعب بالكثير من النار في كلا المكانين.