روابط أخوية وعلاقات نموذجية.. تفاصيل زيارة ولي العهد السعودي للإمارات
زار ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الإمارات
تشكل العلاقات الأخوية بين الإمارات والسعودية نموذجاً مشرقاً، في ظل الانسجام التام وتكامل الرؤى تجاه القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وقد قطعت دولة الإمارات شوطاً كبيراً في إرساء دعائم العلاقات الإستراتيجية بينها والمملكة في كافة المجالات والميادين، على أسس ثابتة وراسخة ومستقرة، وتطمحان، كأكبر قوتين اقتصاديتين في المنطقة في الوصول إلى الشراكة الاقتصادية الكاملة فيما بينهما من أجل خدمة شعبي البلدين الشقيقين والمنطقة، وهو ما حدث خلال زيارة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في المملكة العربية السعودية، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة.
وقالت وكالة أنباء الإمارات: إن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، كان في مقدمة مستقبلي الأمير محمد بن سلمان والوفد المرافق لدى وصوله مطار الرئاسة في العاصمة أبوظبي.
تعزيز العلاقات المشتركة
وأكد المحلل السياسي الكويتي الدكتور فهد الشليمي، أن زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لدولة الإمارات ليست مستغربة، وتأتي في إطار العلاقات التاريخية المتجذرة بين الدولتين.
ولفت الشليمي أن دولة الإمارات من الدول الإقليمية المؤثرة، ولها سمعة عالمية طيبة، كما أن وجودها في مجلس التعاون الخليجي هو دعم للمسيرة الخليجية، والعلاقات السعودية الإماراتية خلال الأربعين سنة الماضية، ومنذ تأسيس الدولة كانت علاقات متقاربة جداً، ووصلت إلى قمتها أثناء التحالف في عاصفة الحزم لإعادة الشرعية في اليمن، بالإضافة إلى أن الإمارات أكبر شريك رئيسي في هذا التحالف، وبالتالي حتى القرارات المهمة في المنطقة، للإمارات دور رئيسي ومحوري في دعم الأمن الخليجي.
وقال: إن “جولة ولي العهد السعودي هي تعزيز للعلاقات الخليجية وخصوصاً الأمن الخليجي والأمن الاقتصادي الخليجي، لسبب بسيط أن هناك توترا شديدا في المنطقة بين إسرائيل وإيران، وبين إيران والغرب، والعامل المشترك أن دولة الإمارات لديها علاقات جيدة مع كل الأطراف حيث لديها علاقة مع الإيرانيين ومع الإسرائيليين، بالتالي قد تلعب الإمارات دورا رئيسيا ودور الوسيط في مجلس التعاون الخليجي للحفاظ على المصالح الخليجية".
وأضاف المحلل السياسي: “في الحقيقة العلاقات السعودية الإماراتية غنية عن الكلام، فالمواقف الإماراتية تتحدث عن نفسها، مثل شهداء الإمارات في عملية عاصفة الحزم، والعلاقات التاريخية المشتركة، أيضا المنافسة الإيجابية بين الدولتين موجودة ، هناك تنافس اقتصادي محمود، وهي طبيعية بين الدول.
مسيرة مباركة
وصف المحلل السياسي السعودي سامي المرشد زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لدولة الإمارات العربية المتحدة بأنها مسيرة مباركة".
وقال في تغريدة على حسابه بموقع التدوين المصغر تويتر اليوم إنه: "تتقدم على طريق الخير المسيرة المباركة إلى الأمام لبناء الأوطان وتكاملها ونموها واستقرارها وسعادة شعوبها"، مختتما بهاشتاج هيثم بن طارق ومحمد بن زايد ومحمد بن سلمان".
علاقات اقتصادية مشتركة
كشف الأكاديمي والمحلل السياسي، خالد بطرفي، عن حجم التبادل التجاري بين السعودية والإمارات، مشيرًا إلى أنه وصل لـ 72 مليار ريال في 2018، وذلك خلال زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع.
وقال «بطرفي» في تصريحات للإخبارية: «في يونيو 2018 كانت هناك مفاجأة كبيرة للمجتمع الدولي والعربي، عندما أعلنت السعودية والإمارات انطلاق إستراتيجية مشتركة للتكامل بين البلدين
وأضاف كان هناك 44 مشروعًا إستراتيجيًا مشتركًا بين البلدين، عمل عليهم 350 مسؤولًا من البلدين، وذلك بين 139 جهة حكومية وسيادية وعسكرية».
وتابع: «العلاقات بين البلدين ترتفع بشكل كبير، فهما أكبر دولتين في مجلس التعاون الخليجي من حيث المساحة والسكان وحجم التبادل التجاري؛ حيث وصل التبادل التجاري بينهما إلى 72 مليار ريال في 2018.
فيما أكد الكاتب والمحلل السياسي الإماراتي محمد خلفان الصوافي، أن زيارة ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان إلى الإمارات تؤكد أن العلاقة بين البلدين تتعدى مفهوم العلاقات المرتبطة بالمصالح، لافتاً إلى أن “محاولات تشويه علاقتهما الإستراتيجية، محاولات يائسة من أصحاب أجندات تخريبية.
أكد الكاتب والمحلل السياسي الإماراتي محمد خلفان الصوافي، أن زيارة ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان إلى الإمارات اليوم الثلاثاء، تؤكد أن العلاقة بين البلدين تتعدى مفهوم العلاقات المرتبطة بالمصالح، لافتاً إلى أن “محاولات تشويه علاقتهما الإستراتيجية، محاولات يائسة من أصحاب أجندات تخريبية".
محاولات يائسة
وأشار إلى أن محاولات أصحاب الأجندات التخريبية تشويه العلاقة الإستراتيجية بين الإمارات والسعودية أو محاولة الصيد في الماء العكر، هي محاولات يائسة”، مشيراً إلى أن “التنسيق المشترك بين البلدين، والأقرب إلى التكامل، يعزز إحياء الدور العربي الإقليمي بتحقيق الاستقرار في المنطقة، ومواجهة التغيرات الإستراتيجية على المستوى الدولي لسد الفراغات الأمنية، لأن السعودية والإمارات هما الدولتان حالياً اللتان تمثلان ثقلاً وحائط صد عربي لكل المؤامرات".
وأوضح الصوافي أن “الإمارات والسعودية تمثلان عمقاً إستراتيجياً جغرافياً وعسكرياً واقتصادياً يعتمدان على بعضهما البعض، الأمر الذي يجعلهما صمام أمان المنطقة”، لافتاً إلى أن “التفكير الإستراتيجي عند تهديد الأمن الوطني للدول لا يكون بالضرورة استهدافاً مباشراً خاصة من قبل من يسعى لتشويه العلاقات بين الدول خدمةً لدول أخرى أو أجنداتها الفاسدة".