كورونا يهدد تونس بانهيار النظام الصحي
تعاني المنظومة الصحية في تونس من حالة إنهيار بسبب كورونا
ظروف استثنائية يعيشها القطاع الصحي بتونس، عقب اكتشاف أكثر من 100 سلالة من فيروس كورونا المتحور بالبلاد، في ظل العجز الهيكلي والوظيفي الذي تعاني منه المستشفيات وتزايد الضغط على القطاع الطبي، الأمر الذي ينذر بانهيار المنظومة الصحية.
تخطي أسرّة الإنعاش الحد الأقصى
وتخطت أقسام الإنعاش بالمستشفيات العامة والخاصة التونسية، حاجز الحد الأقصى من استقبال المرضى، بالتزامن مع سرعة تفشي الوباء وسط توقعات بتسجيل 4 آلاف حالة وفاة خلال شهر أغسطس / آب القادم.
تونس تدخل الموجة الرابعة من كورونا
وفي نفس السياق، أعلن الدكتور أمان الله المسعدي، عضو اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا وأستاذ الإنعاش الطبي، أن الموجة الرابعة من مراحل تفشي الوباء انطلقت في تونس، مشيرًا إلى أنه عقب الانفلات في الإجراءات الاحترازية خلال عطلة عيد الفطر الماضية ظهر التزايد المتسارع في حجم الإصابات.
القيروان تتحول لبؤرة للإصابة بكورونا
وأكد المسعدي، أن الأوضاع في ولاية القيروان، إحدى ولايات الجمهورية التونسية، وصلت نسبة التحاليل الإيجابية بها إلى 60%، بالإضافة إلى أن نسبة التسجيل للحصول على اللقاح ضعيفة جدًا؛ الأمر الذي ينذر بتحولها إلى بؤرة جديدة لتفشي المرض.
أوضاع غير مطمئنة
ومن جانبه، قال سعيد الزواري المحلل السياسي التونسي: إن تونس تشهد وضعًا غير مطمئن حول تصاعد الإصابات بفيروس كورونا، رغم أن الأرقام الرسمية المعلنة تتميز بحالة من الاستقرار، مؤكدًا أن الجهود المبذولة لمواجهة الوباء في البلاد مشتتة وغير منسقة وضعيفة في أغلب الأحيان.
السياسيون يتجاهلون الأزمات
وأضاف الزواري، في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"، أن الرئاسة التونسية تستغل حالة الاحتقان الموجودة في الشارع التونسي الرافض للقرارات التي تتخذها حكومة هشام المشيشي، للتظاهر بأنها تقف مع إرادة الشارع، مشيرًا إلى أن القادة السياسيين في تونس يتفرغون للمناكفات السياسية ويتجاهلون مشاكل الشعب.
حكومة المشيشي وكسب ولاء الأحزاب الممثلة بالبرلمان
وتابع المحلل السياسي التونسي: إن بعض الأحزاب القريبة من حكومة المشيشي والتي سُمح لها بتنظيم تظاهرات كبيرة، رغم فرض الحكومة التونسية إجراءات مشددة على المواطنين؛ لكسب الحكومة ود وولاء تلك الأحزاب خاصة الممثلة في البرلمان التونسي.
الحكومة التونسية تفتقر الثقل الدبلوماسي
وأوضح أن الحصول على لقاحات فيروس كورونا تتطلب جهدًا حكوميًا كبيرًا يدعمه ثقل دبلوماسي واستغلال للعلاقات الخارجية، وهو ما تفتقره الحكومة التونسية؛ ما يسفر عن تدهور الأوضاع الصحية في تونس.
كميات التلاقيح المتوافرة ضعيفة
وأشار إلى أن كميات التلاقيح المتوافرة في تونس حتى الآن ضعيفة، مؤكدًا أن الأزمة السياسية المتواصلة منذ أشهر ساهمت سلبًا في أزمة كورونا، وأننا كنا سنتجنب الكثير من وقوع الضحايا إذا تمت السيطرة على الوباء منذ البداية.