أطباء أجانب يكشفون: قطر وضعتنا في وجه الوباء
العنصرية أحد أهم أعمدة النظام القطري، مهما كانت الظروف لا يختلف الوضع في الإمارة، وخاصة تجاه الأجانب، حتى لو قادت تلك العنصرية البشر إلى أعتاب الموت.
حياة صعبة وظروف كارثية يعيشها الأطباء الأجانب في الدوحة بعد تفشي وباء "كورونا" المستجد (كوفيد-19)، حيث يعاني الطاقم الطبي في قطر من خطر الإصابة بفيروس "كورونا" التاجي (كوفيد-19) في ظل النقص الحاد في المستلزمات الطبية وأدوات الوقاية والبدل الوقائية وأقنعة الوجه (الكمامات).
إبعاد المواطنين
قامت وزارة الصحة القطرية بمنح العاملين في القطاع الصحي من المواطنين بإجازات، وإبعادهم عن جميع المستشفيات، سواء المنوطة بالعزل الطبي أو حتى المستشفيات العامة.
وقررت الاعتماد فقط على الأطباء الأجانب وخاصة البريطانيين والأميركان والعرب، مستغلة في ذلك عقودهم المبرمة والتي تنصّ على عدم مغادرة البلاد إلا بعد إذن الجهة المختصة.
لا يوجد معدات
تواصل "العرب مباشر" مع عدد من الأطباء الأجانب العاملين في القطاع الطبي القطري، لمعرفة معاناتهم والمشاكل التي يواجهونها.
قال الطبيب البريطاني "جوناثان فودج": إن العديد من الأطباء في مستشفيات العزل بـ"قطر"، لا يحصلون على المعدات الوقائية التي يحتاجون إليها للتعامل مع المرضى المصابين بفيروس "كورونا" المستجد.
وأضاف: "إن الأطباء يعرضون حياتهم للخطر بشكل كبير، ومع ذلك السلطات لا تقدم تسهيلات لمساعدتهم في عملهم، في ظل تزايُد أعداد الإصابات والوفيات يوميا".
التهاون سوف يؤدي إلى كارثة
من ناحية أخرى حذر طبيب عربي، من أن التهاون في عدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة، وحماية الأطباء، لم تظهر عواقبه الحقيقية حتى الآن، حتى ولو كان في ظل ارتفاع الإصابات والوفيات.
وتابع، أن العاملين بالمجال الطبي ربما أصيبوا بالفيروس المستجد خارج المستشفيات عبر ممارستهم لحياتهم العامة، وهو ما يفسر عزل أكثر من مستشفى طبي بسبب نقل العدوى، لافتاً أن الأطباء المقيمين اختارت الدوحة وضعهم في وجه المدفع، مضحية بهم فيما سارعت لحماية الأطباء والممرضين الأجانب.
نقص في عدد الأطباء
فيما أوضح الطبيب "محمد..خ" باكستاني الجنسية، أن منح الأطباء والممرضين القطريين إجازة وإبعادهم عن العمل، أدى إلى نقص كبير في اليد البشرية العاملة في مكافحة الفيروس.
وأضاف: "في ظل تجاوُز الفيروس في قطر لـ5000 حالة فإن عددنا غير كافٍ لتغطية جميع الحالات، مما يضعنا في ضغط عصبي، ويؤدي إلى إهمال بعض الحالات، وعدم القدرة على تقديم الخدمة الطبية على نحو متساوٍ".
تابع: "لا نريد الهروب وترك المصابين، ولكن مطلبنا الأساسي بمساواة الطواقم الطبية بالأطباء المقيمين، ليس له علاقة بزيادة الأجور، ولكن توزيع عادل لساعات العمل" .
مستشفيات خارج الخدمة
ومع تفشي كورونا، خرج العديد من المستشفيات من الخدمة، كان مستشفي الرميلة بالدوحة، بعد إصابة طبيب بالفيروس، نقله إلى 67 طبيباً آخر، في حين رفض الأطباء الأجانب بمستشفى حمد العام العمل إلى حين توفير الإمكانيات الضرورية، مطالبين بإغلاق المستشفى وتعقيمه وعزل المخالطين للحالة التي ثبتت إصابتها بكورونا.
ووفقا لمصدر طبي قطري رفض ذكر اسمه، كشف أن الحكومة القطرية لا تهتم بالأطباء المقيمين ولا المواطنين، فهي تتعامل بقدر متساوٍ من التعالي والعنصرية مع الطرفين، قائلاً: "الحكومة لا تهتم إلا بتطلعاتها السياسية وحماية الأسرة القطرية الحاكمة".
أضاف: "وتحت وطأة تلك المعاناة، واستمرار أعضاء الفريق الطبي بالعمل في بيئة عمل غير آمنة، نرى أن تميم بن حمد يهرب من المسؤولية إلى خارج البلاد، وكأنه يؤكد أنه غير قادر على حماية البلاد بكافة قطاعاتها".
كارثة مستشفى الوكرة
حيث تم اكتشاف إصابة 4 ممرضات بفيروس "كورونا"، في مستشفى الوكرة، وتم إجراء فحص الفيروس لهن وجاءت النتيجة إيجابية للأربع حالات.
التقارير أكدت انتشار حالة واسعة من الذعر داخل المستشفى بعد إصابة التمريض، ولا سيما بعد تعاملهم المباشر مع عدد من المرضى.
وحاولت إدارة المستشفى التعتيم على الأمر خوفا من إحداث فوضى بين المرضى الذين تعرضوا للتعامل المباشر مع التمريض.
وتم نقل الممرضات إلى مستشفيات العزل الطبي وهن حاليا في حالة خطيرة، ويقوم المستشفى بعمل مسح وفحص لباقي المرضى في المستشفى المخالطين لفريق التمريض.