طوارئ في حزب الله استعدادًا لجنازة حسن نصر الله.. استنفار أمني
طوارئ في حزب الله استعدادًا لجنازة حسن نصر الله.. استنفار أمني

تعيش الساحة اللبنانية لحظات فارقة مع الاستعدادات المكثفة التي يجريها حزب الله لتشييع أمينه العام حسن نصر الله، وسط حالة من الاستنفار الأمني والتعبئة التنظيمية غير المسبوقة، الحدث، الذي يُنتظر أن يكون أحد أكبر التجمعات الجماهيرية في تاريخ الحزب، يجذب أنظار الداخل والخارج، حيث تسود أجواء من الترقب الحذر خشية أي تطورات أمنية قد تطرأ خلال مراسم التشييع. وبحسب مصادر مطلعة، فقد شكل حزب الله لجانًا خاصة لتنظيم الحدث، فيما دعت قيادته أنصاره إلى ضبط النفس والالتزام بتوجيهات اللجان المنظمة للحفاظ على هدوء الأوضاع، حيث تكثف الجهات المعنية جهودها لضمان تنظيم محكم للمراسم، التي ستقام في مدينة الرئيس كميل شمعون الرياضية في بيروت، قبل أن يُنقل النعش إلى مثواه الأخير في مسقط رأسه، ومع هذه الاستعدادات الضخمة، يبقى التساؤل قائمًا حول تداعيات هذا الحدث على المشهد السياسي والأمني في لبنان والمنطقة.
إجراءات أمنية مشددة
في إطار التحضيرات للجنازة، أعلن حزب الله عن تشكيل لجنة عليا لمراسم التشييع، تضم عدة لجان فرعية متخصصة لضمان تنظيم الحدث بشكل دقيق.
وأكد مصدر مطلع، أن اللجان تشمل فرقًا متخصصة في إدارة الحشود، التغطية الإعلامية، التشريفات والمراسم، الأمن والانضباط، والعلاقات الدولية. ومن المتوقع أن يشارك في التنظيم أكثر من 20 ألف متطوع، إلى جانب كوادر الحزب وأجهزته المختصة.
إلى جانب ذلك، أصدرت القيادة توجيهات صارمة لأعضائها ومناصريها بالتحلي بأقصى درجات ضبط النفس، تجنبًا لأي استغلال سياسي أو أمني قد يؤدي إلى توترات غير مرغوبة.
وأفادت مصادر ميدانية، بأن إجراءات أمنية مشددة ستُفرض في محيط مدينة كميل شمعون الرياضية، التي تم اختيارها لتكون مقر التجمع الرئيسي، حيث من المقرر أن تبدأ المراسم في تمام الساعة الواحدة ظهرًا، يتخللها كلمة مرتقبة لنائب الأمين العام للحزب، الشيخ نعيم قاسم.
وأكد المصدر، أن إن حزب الله أصدر تكليفًا وصفه بـ"التكليف الشرعي" بضرورة مشاكرة كل عناصره ومؤيديه والموالين له في جنازة حسن نصر الله الذي قتل بغارة إسرائيلية خلال الحرب الأخيرة بين الحزب وإسرائيل.
حضور دولي محتمل
من جانبه، أعلن القيادي في حزب الله، علي ضاهر أن التشييع المرتقب سيحظى بمشاركة وفود رسمية وشعبية من نحو 79 دولة، موضحًا أن لجنة التشريفات شرعت في إرسال الدعوات إلى شخصيات بارزة من إيران، سوريا، العراق، روسيا، الصين، ودول أخرى حليفة للحزب، إضافة إلى وفود من حركات المقاومة والفصائل الفلسطينية.
ويرى مراقبون، أن هذه المشاركة تعكس البعد الإقليمي والدولي لحزب الله، وستكون كاشفة إما لاستمرار موقعه كلاعب رئيسي في معادلة التوازنات الجيوسياسية في المنطقة أو حزب انتهى بمقتل رئيسه.
تداعيات مستقبلية
من جانبهم، أكد مراقبون، أن رحيل حسن نصر الله يطرح تساؤلات جوهرية حول مستقبل حزب الله في ظل التحديات الداخلية والخارجية التي تواجهه، فرغم الاستعدادات المنظمة للجنازة، يبقى الحزب أمام اختبار حقيقي في إدارة مرحلة ما بعد نصر الله، خصوصًا مع التغيرات الإقليمية الحادة.
في السياق ذاته، أشارت مصادر، أن القيادة الجديدة للحزب قد تشهد إعادة ترتيب داخلية في الهيكل التنظيمي، بما يضمن استمرار سياساته وتحالفاته، كما أن مسألة خلافة نصر الله ستكون محورية في المرحلة المقبلة، إذ من المتوقع أن يتولى نائب الأمين العام، نعيم قاسم، مهام القيادة مؤقتًا، ريثما يتم اختيار خليفة دائم.
على المستوى الإقليمي، يراقب خصوم الحزب وحلفاؤه تطورات المشهد عن كثب، فبينما تسعى بعض القوى الدولية لاستغلال هذا التغيير لإضعاف الحزب، قد يجد الحزب في هذه اللحظة فرصة لتعزيز صورته المهزوزة بعد غياب قائده الأبرز.