ارتفاع حصيلة الضحايا في غزة مع استمرار انتشال الجثامين

ارتفاع حصيلة الضحايا في غزة مع استمرار انتشال الجثامين

ارتفاع حصيلة الضحايا في غزة مع استمرار انتشال الجثامين
حرب غزة

في مشهد يعكس حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة، تستمر طواقم الإنقاذ في بذل جهود مضنية لانتشال جثامين الضحايا المدفونين تحت الأنقاض، نتيجة العدوان الإسرائيلي الأخير الذي خلف دماراً واسعاً وخسائر بشرية كبيرة. 

ومع توقف إطلاق النار، تبرز معاناة آلاف الأسر التي تبحث عن أحبائها وسط الركام، في وقت ترتفع فيه حصيلة القتلى والمفقودين بشكل يومي؛ مما يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية.

انتشال جثامين من تحت الأنقاض


انتشلت طواقم الإنقاذ، اليوم الخميس، جثامين تسعة قتلى من بلدة بني سهيلا شرق خان يونس، جنوب قطاع غزة، في إطار عمليات البحث عن الضحايا المدفونين تحت الأنقاض بعد توقف العدوان الإسرائيلي الأخير.

وأفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، أن إجمالي عدد الجثامين التي تم انتشالها منذ بدء وقف إطلاق النار يوم الأحد الماضي ارتفع إلى 170. 

تأتي هذه العمليات في ظل استمرار جهود الإنقاذ لإحصاء وتوثيق الخسائر البشرية الناتجة عن العدوان.

وكانت مصادر طبية فلسطينية قد أعلنت، يوم أمس، عن انتشال 53 جثماناً في مناطق متفرقة من قطاع غزة؛ مما يشير إلى فداحة الدمار الذي لحق بالبنية التحتية وأعداد الضحايا المدفونين تحت الركام.

عدوان مدمر وخسائر إنسانية هائلة


وفقاً لوكالة "وفا"، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانًا واسع النطاق على قطاع غزة خلال الفترة بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير الجاري. 
هذا العدوان أسفر عن استشهاد وإصابة أكثر من 158 ألف شخص، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى تسجيل ما يزيد عن 14 ألف مفقود.

وبحسب أحدث الإحصائيات، بلغ عدد القتلى الفلسطينيين منذ بدء الهجوم الإسرائيلي في أكتوبر الماضي 47,161، فيما تجاوز عدد الجرحى 111,166 جريحاً، ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يمر بها القطاع.

تحديات مستمرة


على الرغم من وقف إطلاق النار، ما تزال آثار العدوان تلقي بظلالها الثقيلة على سكان غزة. الدمار واسع النطاق، والمئات من الأسر تبحث عن أحبائها المفقودين وسط الأنقاض، بينما تعمل الطواقم الطبية والإنسانية بأقصى طاقتها لتقديم المساعدة للمتضررين.

يشير هذا الوضع إلى الحاجة الماسة لتحرك دولي فوري لدعم جهود الإنقاذ وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لسكان القطاع المحاصر. وفي ظل هذه الأرقام الصادمة، يظل قطاع غزة شاهداً على حجم المأساة الإنسانية التي خلفها العدوان الإسرائيلي الأخير.

ويقول المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية أيمن الرقب: إن الأرقام صادمة وغير مسبوقة، يتم معالجة المئات من الجرحى يومياً، بينما تستقبل غزة جثامين جديدة، والوضع الصحي في القطاع متدهور للغاية، والإمدادات الطبية تكاد تنفد واستمرار انتشال الجثامين يكشف حجم الجرائم المرتكبة بحق المدنيين في غزة، حيث إن معظم الضحايا من النساء والأطفال. المجتمع الدولي مطالب بتحقيق دولي شفاف ومساءلة المسؤولين عن هذا العدوان.

وأضاف الرقب - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن الأرقام التي تتحدث عن أكثر من 47 ألف قتيل و111 ألف جريح تضع العالم أمام حقيقة قاسية، العدوان الإسرائيلي الأخير لم يكن مجرد هجوم عسكري، بل كان استهدافاً ممنهجاً للسكان المدنيين والبنية التحتية.