مدن أشباح وأطلال مدمرة.. غزة تواجه كارثة إنسانية غير مسبوقة

مدن أشباح وأطلال مدمرة.. غزة تواجه كارثة إنسانية غير مسبوقة

مدن أشباح وأطلال مدمرة.. غزة تواجه كارثة إنسانية غير مسبوقة
حرب غزة
  • يواجه الفلسطينيون في قطاع غزة مشهدًا أشبه بالقيامة بعد وقف إطلاق النار الذي أنهى أكثر من 15 شهرًا من القتال بين إسرائيل وحركة حماس.

تُظهر لقطات جوية التقطتها وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، تلالًا من الركام تمتد بقدر ما يمكن أن تراه العين، مما يعكس حجم الدمار الناجم عن أطول وأعنف حرب بين إسرائيل وحماس في تاريخ نزاعهما الدموي.

زفي مدينة رفح جنوب القطاع، جلس حسين بركات، البالغ من العمر 38 عامًا، على كرسي بني فوق أنقاض منزله المكون من ثلاثة طوابق الذي دُمر بالكامل، قائلاً: "كما ترون، أصبحت مدينة أشباح. لا يوجد شيء هنا". 

حجج إسرائيلية دولية


وجهت منظمات حقوقية دولية، بما في ذلك منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، اتهامات لإسرائيل بشن حملة تهدف إلى تدمير النسيج الحياتي في غزة، وهو ما وصفته بعض الأطراف بـ"الإبادة الجماعية".

تنفي إسرائيل هذه الاتهامات، مؤكدة أن عملياتها العسكرية استهدفت القضاء على التهديدات في بيئة حضرية مكتظة بالسكان، مع تقليل الأضرار المدنية قدر الإمكان. 

ومن جهة أخرى، أشار خبراء عسكريون ، أن العمليات في مثل هذه البيئة المعقدة تتسبب حتمًا في دمار واسع.

وقال ماثيو سافيل، مدير العلوم العسكرية في معهد الخدمات الملكية البريطانية: إن تقييم مدى التزام العمليات بالقوانين الدولية يتطلب فحصًا دقيقًا لكل ضربة وهجوم. 

ووفقًا لتقديرات الأمم المتحدة ـ بناءً على صور الأقمار الصناعيةـ تم تدمير أكثر من 60 ألف مبنى بالكامل وتضرر 20 ألف مبنى بشكل كبير حتى ديسمبر 2024، بينما تجاوزت كمية الأنقاض الناتجة عن الحرب 50 مليون طن.
 
وتفاقم الدمار بشكل خاص مع بدء الاجتياح البري الذي شاركت فيه الآلاف من القوات الإسرائيلية باستخدام الدبابات والجرافات لتدمير البنية التحتية والمنازل والأنفاق تحت الأرض التي تُعتبر أحد أبرز شبكات المقاومة التابعة لحماس. 

وفي مخيم جباليا للاجئين في شمال غزة، عاد السكان ليجدوا منازلهم وقد أصبحت ركامًا. يقول نزار حسين، أحد السكان: "على الأقل، نحتاج لسنوات لبناء منزل جديد. لا يمكن وصف الشعور." 

مناطق عازلة


أنشأت إسرائيل مناطق عازلة على طول حدود غزة مع إسرائيل ومصر؛. مما أدى إلى تسوية مساحات شاسعة بالأرض. وبررت السلطات الإسرائيلية ذلك بأنه ضرورة عسكرية لضمان أمان القوات. 
وأثار ارتفاع عدد القتلى المدنيين في غزة والدمار الواسع اتهامات لإسرائيل بارتكاب جرائم حرب، وهو ما تنفيه.

وقال سافيل: "عندما يستخدم المسلحون المباني لإطلاق النار، تُصبح عملية تدمير المبنى خيارًا حتميًا، ولكن يجب أن يكون القرار مبررًا وضروريًا." 

ومن المتوقع أن يستغرق إعادة بناء قطاع غزة عقودًا طويلة، حيث سيطر اللون الرمادي الباهت على المشهد بعد أن كانت غزة تعج بالحياة قبل الحرب. 

وسط هذا الدمار، يظل سكان غزة متمسكين بالأمل، كما قال حسين بركات وهو ينظر حوله بحسرة: "الحمد لله على كل حال."