تحذيرات إسرائيلية لسكان غزة: لا أمان في الشمال والبحر.. ما التفاصيل؟

تحذيرات إسرائيلية لسكان غزة: لا أمان في الشمال والبحر.. ما التفاصيل؟

تحذيرات إسرائيلية لسكان غزة: لا أمان في الشمال والبحر.. ما التفاصيل؟
حرب غزة

في ظل مشهد دموي يخيّم على قطاع غزة بعد خمسة عشر شهرًا من صراع مدمر، وجد الفلسطينيون أنفسهم عالقين بين أنقاض منازلهم وذكريات أحبائهم الذين فقدوا، وبينما دخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، أطلقت إسرائيل سلسلة من التحذيرات التي تلقي بظلالها على الأوضاع الميدانية، محذرة سكان غزة من التحرك شمالًا أو الاقتراب من البحر، هذه التحذيرات، التي جاءت عبر تصريحات للجيش الإسرائيلي، أضافت مزيدًا من التعقيد إلى المشهد، في وقت ينتظر فيه الجميع تنفيذ بنود الاتفاق الهش بين إسرائيل وحركة حماس، بما يشمل تبادل الأسرى والانسحاب التدريجي، ومع استمرار البحث عن حلول دائمة، تظل التحديات الإنسانية والسياسية قائمة في هذا الصراع الذي لا يبدو أنه يقترب من نهايته.

*تحذيرات للنازحين*


وسط محاولات الفلسطينيين لجمع شتات حياتهم بعد أشهر طويلة من الدمار، أطلقت إسرائيل تحذيرات جديدة تزيد من تعقيد الوضع الأمني والإنساني في قطاع غزة.

دعا الجيش الإسرائيلي السكان إلى توخي الحذر من الاقتراب من المناطق الشمالية أو المناطق الحدودية، مشددًا على أن التنقل في هذه المناطق قد يعرض حياتهم للخطر. 

في تصريح نشره المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، على منصة "إكس"، نُصح السكان بتجنب التحرك نحو محور نتساريم، حيث ما تزال القوات الإسرائيلية منتشرة تنفيذًا لاتفاق الهدنة.

كما حذر الجيش الإسرائيلي النازحين من التواجد بالقرب من المناطق العازلة شمال القطاع أو على طول معبر رفح ومحور فيلادلفيا الحدودي مع مصر في الجنوب.  

*الوضع البحري ومستقبل العودة*  


إضافة إلى ذلك، حذرت إسرائيل السكان من الاقتراب من البحر أو ممارسة أنشطة الصيد والسباحة، مشيرة إلى استمرار المخاطر. 
جاء ذلك في وقت تتزايد فيه التساؤلات حول إمكانية عودة سكان شمال غزة إلى مناطقهم. 

وأشار المتحدث العسكري، أن العودة قد تكون ممكنة الأسبوع المقبل إذا ما التزمت حركة حماس ببنود الهدنة، ما يثير شكوكًا حول استمرار الهدوء في الأيام المقبلة.  

اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، الذي دخل حيز التنفيذ مؤخرًا، يمثل خطوة نحو تهدئة الأوضاع، لكنه محفوف بالغموض.

الاتفاق الذي نص على الانسحاب التدريجي وإقامة منطقة عازلة شمال غزة، يهدف إلى تمهيد الطريق لإعادة الإعمار، ورغم ذلك، تبقى هناك تساؤلات حول نوايا إسرائيل بشأن معبر فيلادلفيا الحدودي.  

*تبادل الأسرى محور التهدئة*


في إطار الاتفاق، أعلنت حماس أنها ستفرج عن أربع رهائن إسرائيليات السبت المقبل، كجزء من المرحلة الثانية من تبادل الأسرى.

هذه الصفقة التي بدأت الأحد الماضي، أسفرت حتى الآن عن إطلاق سراح ثلاثة إسرائيليين مقابل 90 فلسطينيًا.

ومن المتوقع أن تمتد المرحلة الأولى من التبادل إلى ستة أسابيع، على أن يتخللها إطلاق 33 أسيرًا إسرائيليًا مقابل 1904 فلسطينيين.  

وتشكل هذه الصفقة بارقة أمل للعائلات الفلسطينية، لكنها في الوقت ذاته تعكس تعقيدات المشهد السياسي والأمني.

إذ من المتوقع أن تكون المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق أكثر صعوبة، خصوصًا أنها ستتضمن إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل أكثر من ألف فلسطيني، إلى جانب الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية ووقف دائم لإطلاق النار.

*الضغط على حماس*


من جانبه، يرى د. محمد المنجي، أستاذ العلوم السياسية، أن التحذيرات الإسرائيلية الأخيرة تعكس استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى الضغط على حماس من خلال توجيه رسائل مباشرة للسكان.

وأوضح المنجي - في حديثه لـ"العرب مباشر"-، أن استمرار القيود على التحركات وفرض المناطق العازلة يعكس عدم وجود ثقة إسرائيلية في الهدنة الحالية، ما يضعف احتمالات تنفيذ بنود الاتفاق بشكل كامل.

 كما أكد المنجي، أن الغموض حول معبر فيلادلفيا يشير إلى تعقيدات في المفاوضات القادمة، خاصة مع تداخل الأطراف الإقليمية. 

وأضاف: أن نجاح المرحلة الثالثة المتعلقة بإعادة الإعمار يعتمد بشكل كبير على قدرة مصر وقطر والأمم المتحدة على ضمان تنفيذ الالتزامات، محذرًا من أن أي انهيار للاتفاق سيعيد المنطقة إلى دوامة العنف.