كيف تستغل الجماعات الإرهابية ألعاب الفيديو ومواقع التواصل لتجنيد الشباب؟
تستغل الجماعات الإرهابية ألعاب الفيديو ومواقع التواصل لتجنيد الشباب
استطاعت ألعاب الفيديو الإلكترونية تحقيق انتشار كبير، بسبب وضعها للاعبين في واقع بديل وتجريبي لبناء هوياتهم، إلا أنّ الإرهابيين والمتطرفين استغلوا هذه النقطة لتجنيد الشباب وتلقينهم، واستدراجهم إلى عالم شبيه بتلك الألعاب، والاستفادة من تلك المنصات للتخطيط لعملياتهم البشعة، والتواصل فيما بينهم.
الخطر الصامت
ورصد الائتلاف المصري للتنمية وحقوق الإنسان، في تقرير حديث صادر عنه، عددا من المحاور المتعلقة بالإرهاب الإلكتروني، والذي وصفه بـ"الخطر الصامت" في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أوضح التقرير طرق استخدام الإنترنت في الأعمال الإرهابية، وما دور مواقع التواصل اﻻﺟﺘﻤﺎﻋي في ﻧﺸر الفكر المتطرف بين الشباب؟، كما استعرض التقرير الحقوقي، أسباب استخدام الجماعات المتطرفة لمواقع التواصل الاجتماعي والأساليب المتبعة في تجنيد الشباب من خلال مواقع التواصل.
وتناول التقرير أيضًا، كيفية استغلال الألعاب الإلكترونية في الإرهاب والتجنيد، وتوضيح ما هي لعبة صليل الصوارم، وشرح تأثير تلك الألعاب على تنامي السلوكيات الإرهابية لدى الشباب والأطفال، مع تحديد آليات مواجهة ظاهرة تجنيد الشباب في الجماعات الإرهابية، والتعرف على الجهود الدولية والعربية المبذولة لمكافحة الإرهاب الإلكتروني، كما قدم التقرير الحقوقي بعض التوصيات لمعالجة هذا الخطر الذي يهدد العالم بأسره.
الإرهاب الإلكتروني
يقول المهندس أحمد طارق خبير أمن المعلومات: إن الإرهاب الإلكتروني يعتبر من أبشع وأخطر الجرائم التي تُرتكب عبر الإنترنت وتهدد العالم بعصره الآلي، فهو يستغل الساحة المعلوماتية أو الفضاء الإلكتروني من خلال إنشاء حسابات خاصة بالإرهاب في مواقع الإنترنت لنشر التطرف والفكر الإرهابي في العالم والتواصل بين أعضائها حول كيفية اختراق وتدمير المواقع ونشر الفيروسات والتجسس على الدول لكشف أسرارها وابتزازها لتحقيق أغراض إرهابية والحصول على تمويل نشاطها الإرهابي وتدمير البنية التحتية للدول.
وأضاف في تصريح لـ"العرب مباشر": أن هذا يعتبر الإرهاب المعاصر النسخة الإلكترونية للإرهاب التقليدي، إذ إن الإرهابيين باتوا على قدر كبير من الحنكة في استغلالهم لتكنولوجيات الاتصالات للاتصال ببعضهم البعض دون الكشف عن هوياتهم عند التخطيط لأعمال إرهابية، فقد يستخدم الإرهابيون حساب بريد إلكتروني بسيط الإبداع من خلال رسائل في صندوق بريد إلكتروني أو افتراضي، ويقصد بذلك كتابة رسائل دون إرسالها، بحيث لا تخلف وراءها إلا الحد الأدنى من الآثار الإلكترونية، ويمكن الاطلاع عليها في أي جهاز متصل بالإنترنت في جميع أنحاء العالم من قِبل أفراد متعددين يعرفون كلمة السر الخاصة بهذا الحساب.
مساعدة جماعات الإرهاب
وأضاف: أن السمات التي يتميز بها الإنترنت من طبيعة تفاعلية وفورية وقدرة على الوصول لفئات مختلفة من الأفراد في مختلف أنحاء العالم، تساعد الجماعات المتطرفة والإرهابية على توظيفه للوصول إلى مصادر لتمويلها ودعمها ماليًا، ما يظهر في عدة أشكال تتبعها مواقع هذه الجماعات، كما تستخدم الجماعات المتطرفة والإرهابية الإنترنت في كسب تعاطف وتأييد الآخرين خاصة من الشباب وفي محاولة تجنيدهم والحصول على مساعداتهم ودعمهم.
وأوضح أنه خلال استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، واستدراجهم ومن ثَم تجنيدهم في تلك الجماعات الإرهابية العابرة للدول والقارات، واستطاعت ألعاب الفيديو الإلكترونية تحقيق انتشار كبير بلعبها على وتر "غمر" اللاعبين في واقع بديل وتجريبي لبناء هوياتهم، إلا أن الإرهابيين والمتطرفين استغلوا هذه النقطة لتجنيد "وقود" لحروبهم، والاستفادة من تلك المنصات للتخطيط لعملياتهم، والتواصل فيما بينهم.
ووصف الألعاب الإلكترونية أيضًا بأنها أداة لتعميق الاغتراب ووسيلة للانطواء من خلال إبعاد الأطفال عن ذواتهم وواقعهم، وذلك لأن أغلب الحوارات التي تدور عند ممارستهم لألعاب القتل والمغامرة، تتجه إلى التعبير عن الانتماء إلى جماعات اجتماعية جديدة حقيقية في الواقع، تستلهم مُثلها وقيمها ومرجعياتها الثقافية من ثقافة العنف والحرب والتدمير، التي لا تقوم على مبادئ الشرف والحرية والعدالة والتسامح بقدر ما تنادي بالقوة والانتهازية والسيطرة، وتنشئة الأطفال على عدم التقيد بالنظام والعمل به، وإكسابهم الاتجاهات السلبية نحو المحافظة على الممتلكات العامة والخاصة وهذه القيم تكرس الإرهاب.
توصيات لمواجهة الإرهاب
وأكد على عدد من التوصيات لمواجهة خطر الإرهاب الإلكتروني، جاء أبرزها متمثلًا في ضرورة بدء الحكوﻣﺎت في تحديد ووﺿﻊ خطوات ﺟﺎدة لتطوير الخطاب الديني لمقاومة الأفكار التي ﺗﺴﻌى الجماعات الإرﻫﺎبية إلى ﻧﺸرﻫﺎ، علاوة على، رعاية مشروع وطني ﻹﻧﺘﺎج أﻟﻌﺎب إلكترونية مصرية لمواجهة اﻹرﻫﺎب وزرع القيم الوطنية لدى اﻟﺸﺒﺎب، مع توحيد الجهود العربية نحو وضع تشريعات داخلية صارمة لمكافحة الجرائم المتعلقة بالإرهاب الإلكتروني.