دلالات قمة أردوغان وبوتين.. صفقتا الحبوب والغاز على الطاولة

يعقد أردوغان وبوتين ثمة ثنائية

دلالات قمة أردوغان وبوتين.. صفقتا الحبوب والغاز على الطاولة
الرئيسان التركي والروسي

قمة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره التركي رجب طيب أردوغان تحمل بين طياتها الكثير من الدلالات في ظل الأزمة العالمية للحبوب التي تسببت فيها الحرب الروسية الأوكرانية والتي امتدت إلى ما يقرب من عام ونصف.

وتقوم تركيا بمحور خاص للتفاوض مع روسيا بشأن تمرير الحبوب الأوكرانية التي سبّبت أزمة غذاء على مستوى العالم، حيث يلتقي بوتين وأردوغان في سوتشي، في أول لقاء بينهما منذ وقف روسيا العمل بصفقة الحبوب بسبب عدم تنفيذ الشروط الروسية فيها.

مفاوضات تركية جديدة 

وقال المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف: إنه من المقرر مناقشة قضايا مواصلة تطوير التعاون الثنائي المتبادل المنفعة، فضلا عن القضايا الدولية الراهنة، ومن بينها التسوية السورية، كما من المتوقع أن تكون المواضيع الرئيسية للمفاوضات مع بوتين بالنسبة لأردوغان بشكل عام هي سبل التسوية السلمية للنزاع بين روسيا وأوكرانيا وصفقة الحبوب.

وأشار بيسكوف إلى أن أردوغان يبدو مهتماً بعقد مفاوضات جديدة في تركيا لإيجاد حل سلمي، ويريد الحفاظ على التوازن وعلى مسافة معينة بين الطرفين المتعارضين.

وتريد تركيا أن تكون المحادثات حاسمة بالنسبة لمصير صفقة الحبوب، في ظل مخاطر حيال ارتفاع أسعار الحبوب في الأسواق العالمية؛ لذا فإن جميع التفاصيل وكل التصريحات والاتفاقات ستكون مهمة جداً".

لا توقيع لاتفاقيات في القمة

وأشار المتحدث باسم الكرملين إلى أنه من غير المقرر توقيع أي وثائق في ختام الاجتماع بين الرئيسين، وأوضح أن الجزء الأول من المحادثات بين الزعيمين بصيغتها الموسعة، كان بنّاءً للغاية، وجرى تبادل مفصل للمعلومات وتحليل شامل للعلاقات الثنائية.

ومن المرجح أن تكون قضايا مركز الغاز والمشروع المحتمل لإمداد أوروبا بالغاز من خلال خط "السيل التركي" على جدول أعمال اجتماع الرئيسين؛ إذ لا يزال الوضع في شأن "المركز" المذكور يتطور ببطء شديد بسبب الحجم الكبير للمسائل القانونية التي لم يتم حلها بعد، كما أن إنشاء طريق جديدة لإمدادات الغاز يتطلب إجماعاً أوسع بكثير من مجرد إجماع أردوغان وبوتين.

وقال المحلل السياسي ونائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، مختار غباشي، إنه على الرغم من إعلان دعم مبادرة روسيا بتصدير مليون طن من الحبوب بتمويل قطري عبر تركيا، يقود أردوغان المبادرات الأخرى والتي في الغالب لن تحقق الاستقرار في الأسواق العالمية.

وأشار غباشي في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر" أن الرئيسين بحثا مسار تسوية الأزمة السورية وتطبيع العلاقات السورية التركية، وأكدا تقارب مواقف البلدين في دعم السوريين لحل أزمة بلادهم، خاصة أن المصالحة السورية التركية قريبة للغاية، في ظل محاولات تركيا للقاء أردوغان بالأسد.