ارتفاع هائل بالأسعار وموائد فارغة.. رمضان شهر الغلاء في إيران
يعاني الشعب الإيراني عقبات تدهور الإقتصاد الإيراني وفساد نظام الملالي فخلت موائدهم في شهر رمضان من الطعام وعانوا ويلات إرتفاع الأسعار
تأخير في الرواتب وقفزات هائلة في الأسعار تشهده الأسر الإيرانية خلال شهر رمضان المبارك، جراء الفشل الاقتصادي للنظام الإيراني، والعقوبات الأميركية المفروضة عليها بسبب إصرارها على مواصلة برنامجها النووي رغم الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، فضلًا عن التداعيات السلبية لجائحة فيروس كورونا "كوفيد - 19".
وشهدت أسعار التمور خلال شهر رمضان، ارتفاعًا بنسبة 15% عن العام الماضي، بالإضافة لارتفاع أسعار الأرز واللحوم والسكر من 40% إلى 113%، والبقوليات 15% والبيض 25%، حيث تقدر نفقات السحور والفطور في إيران بـ71 ألف تومان، بما يعادل 80% من دخل الطبقة العاملة.
التضخم السنوي يبلغ 99%
وفي نفس السياق، أكد ستيف هانكه أستاذ الاقتصاد التطبيقي في جامعة جونز هوبكنز، أن معدل التضخم السنوي في إيران يبلغ 99%، مشيرًا إلى أن نظام الملالي يلجأ لرفع الأسعار للتغطية على عجز ميزانيته عن طريق نهب المواطنين.
تظاهرات واسعة
شارك الآلاف من المتقاعدين والعمال في مظاهرات ضد الغلاء والفقر بعدة مدن في إيران، احتجاجًا على تردي أوضاعهم المعيشية؛ بسبب عدم تلقيهم رواتبهم ومستحقاتهم المتأخرة منذ أشهر، بالإضافة لعدم تناسب الرواتب مع الارتفاع الهائل في أسعار السلع الأساسية.
هجوم على مدجنة بسبب الغلاء
وهاجم عدد من المواطنين، مدجنة في إيران، جراء غلاء أسعاره بالأسواق الإيرانية، ونقصه الحاد في الأسواق الحكومية التي تقدمه بأسعار مخفضة، لتنتشر الطوابير الطويلة من الأسر الإيرانية أملا في توفير حاجاتها الأساسية.
ومن جانبه، قال أحمد فاروق الباحث في الشؤون الإيرانية: إن هناك قطاعًا عريضًا من الشعب الإيراني يواجه انكماشًا في موائد الإفطار خلال شهر رمضان المبارك، بسبب موجة الغلاء في أسعار السلع الأساسية؛ فضلاً عن التبعات الناجمة عن تفشي وباء كورونا.
طوابير بالمئات لشراء السلع المدعمة
وأضاف "فاروق"، في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"، أن طوابير انتظار الأهالي في إيران امتدت لعشرات الكيلومترات، بعدما ارتفعت أسعار 12 صنفًا من المواد الغذائية خلال شهر إبريل / نيسان الماضي.
200 تومان لتجهيز مائدة إفطار واحدة
وتابع الباحث في الشؤون الإيرانية، أن الأسرة في إيران المكونة من 4 أفراد تحتاج إلى ما لا يقل عن 200 ألف تومان لتجهيز مائدة إفطار واحدة، حيث يتصدر الزيت والأرز والدجاج قائمة زيادة الأسعار السنوية.
وأوضح أن سبب الانكماش بموائد الإفطار في إيران، يرجع إلى موجة الغلاء الشديدة التي تضرب البلاد، بسبب احتكار التجار، فضلاً عن عدم قدرة نظام الملالي على السيطرة على الأسعار نتيجة سوء إدارتها للملف الاقتصادي إجمالًا.
عقوبات ترامب فاقمت أزمة غلاء الأسعار
وأشار إلى أن استيراد الأعلاف الحيوانية من الخارج، يضيف أعباء جديدة على أسعار اللحوم، في ظل الضغوط المفروضة على إيران، خلال السنوات الأربعة الماضية، في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وتراجع الاحتياطي النقدي الإيراني من العملة الأجنبية، مما أسفر عن ارتفاع جميع الأسعار تأثرًا بذلك.
تجاهل حكومي
هذا وتشير دراسات اقتصادية، إلى أن أكثر من نصف التضخم الذي يعاني منه الشعب الإيراني، يرجع لارتفاع 5 مجموعات من السلع والخدمات فقط، وسط نمو أسعار السلع والخدمات الأساسية مثل النقل والخبز والحبوب واللحوم والرعاية الصحية؛ لتتفاقم أزمات الأسر الإيرانية في ظل تجاهل حكومي.