كيف تواجه حكومة الدبيبة تمرد مصراتة؟

تواجه حكومة الدبيبة تمرد مصراتة

كيف تواجه حكومة الدبيبة تمرد مصراتة؟
صورة أرشيفية

صراعات ليبيا لا تنتهي ومنذ ما حدث في 2011، من الإطاحة بنظام حكم العقيد معمر القذافي، ومن بين الصراعات مع الميليشيات الإرهابية وانبثاق ميليشيات أخرى تتحكم في البلاد.
ومؤخراً شهدت ليبيا تمرد عدد من التشكيلات المسلحة التي تواجه الحكومة المتواجدة في مصراتة، حيث ظهر عدد من الميليشيات التي نشأت على أساس عرقي ومناطقي مثل ميليشيات الأمازيغ، ونوع ثالث تأسس لأسباب إجرامية بحتة كعصابات مسلحة، مثل ميليشيات الاتجار بالبشر، وتهريب المهاجرين غير الشرعيين، وتهريب المخدرات والسلاح، وقطع الطرق، وغيرها من جرائم تقوم بها الميليشيات العسكرية.

مواجهة الدبيبة للميليشيا في مصراتة

وقد وجه عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية المؤقتة، بإنشاء غرفة أمنية في مصراتة، في خطوة تهدف إلى صد تمرد تشكيلات مسلحة بقيادة صلاح بادي، في المدينة الواقعة غرب البلاد، والذي توعد بإزاحة الموجودين في السلطة ممن وصفهم بالعملاء والخونة.

بداية الأزمة بسبب المنقوش 

وقد تصاعدت الأزمات مع الميليشيات المسلحة عقب لقاء وزيرة الخارجية المقالة نجلاء المنقوش مع وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين في روما،  وكان المجلس العسكري بمصراتة أعلن إعادة تفعيل نشاطه مرة ثانية، ويقوم الدبيبة بتكليف قواته، خلال اجتماع حكومي، بإنشاء غرفة أمنية، لغرض توحيد الجهود داخل نطاق مصراتة.

قرارات الدبيبة حتى الآن لم تخفف حالة الاحتقان المتصاعدة لدى التشكيلات العسكرية في مصراتة، التي تشهد شوارعها حشداً عسكرياً  ضخماً مع تهديد مجموعة من كتائب المجلس العسكري بالتحرك ضد الحكومة في طرابلس.

تصعيد الميليشيا الإرهابي

وأصدرت ميليشيا كتائب المجلس العسكري - مصراتة بياناً أعلنت، من خلاله، رفضها التدخلات الأجنبية في البلاد، وأعلن صلاح بادي، أنه أمر لواء الصمود، وأحد القياديين بالمجلس، بالعزم على التدخل بالقوة لإزاحة الموجودين في السلطة، ممن وصفهم بأنهم خونة وعملاء. 

ويقول المحلل السياسي الليبي حسين مفتاح: إن الميليشيات المسلحة لن تجعل السلطة تعمل أو حتى تسعي لنقل الحكم؛ فدورها هو تعطيل أي مصالح داخل الأراضي الليبية.

وأضاف مفتاح في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر": أن المعرقل الحقيقي للاستقرار في ليبيا هم الميليشيات الإرهابية المتواجدة في كل المناطق الليبية، والجماعات المسلحة اختلطت بمؤسسات رسمية و"اخترقتها" بشكل كامل، ويتطلب التعامل مع ملف الحل ونزع السلاح نهجا غير مركزي، يشمل إبعاد المجموعات المسلحة عن العملية السياسية،  وكذلك فقضية المنقوش هي ما فتحت أصواتاً للميليشيا ضد حكومة الدبيبة التي بدورها قامت بعزل الوزيرة التي أخطأت في سياسات الدولة الليبية.

ويؤكد المحلل السياسي الليبي، أحمد المهدوي، أن ليبيا خلال 10 سنوات من الدمار شهدت إدماج أعضاء الجماعات المسلحة في هياكل الدولة القائمة، ولا بد من إشراك المجتمعات المحلية في نزع السلاح والتسريح، حيث تعرف كيفية التعامل مع المسلحين، وإقناعهم بترك البندقية بشكل أفضل من السلطات المركزية.

وأشار المهدوي، في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر" إلى أنه لا بد أن يكون التدريب على حقوق الإنسان حاضرا للذين سيتوجهون إلى الجيش والشرطة، مع فرض عقوبات على منتهكيها لحل الأزمات الخاصة بالميليشيات.