تحديد مواقع مراكز القيادة ومنشآت إنتاج الأسلحة.. تحركات الاستخبارات الإسرائيلية ضد الحوثيين
تحديد مواقع مراكز القيادة ومنشآت إنتاج الأسلحة.. تحركات الاستخبارات الإسرائيلية ضد الحوثيين

أفادت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، بأن جماعة الحوثيين المدعومة من إيران في اليمن تستعد لتنفيذ هجوم واسع النطاق على إسرائيل، على غرار الهجوم الذي شنته حركة حماس في 7 أكتوبر، مع خطط لاستخدام الأردن وسوريا كنقاط انطلاق، إلى جانب تعزيز إنتاج الصواريخ والطائرات المسيرة.
ووفقًا لمسؤولين إسرائيليين، فإن الحوثيين يدربون إرهابيين ضمن برنامج يحمل اسم "عاصفة الأقصى"، بهدف إعداد الآلاف، وربما عشرات الآلاف، من المقاتلين لتنفيذ عملية تسلل جماعي إلى إسرائيل، مع أهداف تشمل ارتكاب عمليات قتل جماعي والتقدم نحو القدس.
برنامج "عاصفة الأقصى"
أوضح مسؤول عسكري إسرائيلي أن هذا المخطط يمثل فكرة غير مسبوقة في طموحاتها مقارنة بما حاول الحوثيون تنفيذه سابقًا.
وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن الجماعة تعمل على تدريب مقاتلين في اليمن لتنفيذ هجوم يعتمد على التسلل عبر الحدود من الأردن أو سوريا أو كليهما، في محاكاة واضحة لاستراتيجية حماس.
ويأتي هذا التخطيط في ظل مخاوف إسرائيلية من أن تفتح الجماعة جبهة جديدة ضد إسرائيل، مما يزيد من التوترات الإقليمية.
تطورات عسكرية وإنتاج الأسلحة
كشفت الصحيفة العبرية أن الحوثيين حققوا تقدمًا كبيرًا في القدرات العسكرية خلال الأشهر الأخيرة، حيث باتوا ينتجون طائرات مسيرة بعيدة المدى وصواريخ دقيقة بمساعدة خبرات إيرانية ومهندسين محليين.
كما أقامت الجماعة منشآت تحت الأرض لتصنيع وتخزين الأسلحة، بهدف تقليل الاعتماد على الإمدادات الخارجية. ويعتمد الحوثيون في هذه الاستراتيجية على نموذج إيراني يركز على الإنتاج الذاتي للأسلحة، على غرار ما حاولت إيران إقامته في سوريا لصالح حزب الله، قبل أن تدمر إسرائيل تلك المنشآت.
وأشار المسؤولون إلى أن الحوثيين يطورون أسلحة دقيقة وطائرات مسيرة متفجرة منخفضة الارتفاع، وهي أسلحة يصعب اكتشافها واعتراضها، مما يشكل تحديًا متزايدًا للدفاعات الإسرائيلية.
الرد الإسرائيلي والضربات الجوية
جاءت هذه التقديرات الاستخباراتية بعد يوم من إطلاق الحوثيين طائرة مسيرة استهدفت مدينة إيلات الإسرائيلية.
وردًا على ذلك، نفذت القوات الجوية الإسرائيلية أكبر ضربة جوية لها في اليمن حتى الآن، حيث ألقت أكثر من 65 قذيفة على سبعة أهداف في العاصمة صنعاء.
واستهدفت الغارات خمسة مراكز قيادة ومستودعين للأسلحة، تزامنًا مع إلقاء زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي خطابًا مسجلًا.
ورغم هذه الضربات، أكد مسؤول إسرائيلي أن التحدي الأوسع لا يزال قائمًا، مشيرًا إلى أن استهداف الموانئ الحوثية ومنع وصول الأسلحة من إيران يدفع الجماعة لتوسيع إنتاجها المحلي.
وفي سياق متصل، أفادت التقارير أن رئيس أركان الحوثيين ووزير دفاعهم نجا من غارة إسرائيلية استهدفت اجتماعًا لمجلس الوزراء في صنعاء الشهر الماضي، بينما قُتل عدد من الوزراء الأقل مرتبة ورئيس الوزراء اليمني.
وأدت الغارة إلى مقتل العشرات من الضباط، مما كشف عن ثغرات في قيادة الجماعة.
إجراءات استخباراتية إسرائيلية
أنشأت مديرية الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، المعروفة باسم "أمان"، وحدتين جديدتين تحت قيادة اللواء شلومي بيندر للتعامل حصريًا مع التهديدات التي يشكلها الحوثيون.
ويعمل العشرات من المحللين الآن على تحديد مواقع مراكز القيادة ومنشآت إنتاج الأسلحة لاستهدافها مستقبلًا.
ويعتبر المسؤولون الإسرائيليون أن الحوثيين يمثلون خطرًا فريدًا، كونهم الحكومة الوحيدة في العالم التي أعلنت صراحةً أن تدمير إسرائيل جزء من عقيدتها الرسمية.