في زيارة رسمية تحمل أبعاد سياسية وثقافية، وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القاهرة مساء الأحد، حيث حظي باستقبال دافئ يعكس متانة العلاقات بين البلدين.

وأعرب ماكرون عن شكره للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وللشعب المصري، واصفاً هذه اللحظات بأنها تجسد الصداقة المتينة بين مصر وفرنسا.

إشادة بالمتحف المصري الكبير ورمزيته الثقافية

استهل ماكرون زيارته بجولة خاصة داخل المتحف المصري الكبير، الذي يعد أحد أبرز المشاريع الثقافية في مصر، والمقرر افتتاحه رسميًا في يوليو المقبل.

وأشاد الرئيس الفرنسي بالمتحف كرمز للحضارة المصرية العريقة، مشيرًا إلى أهمية الحفاظ على التراث التاريخي.

جولة في خان الخليلي.. لقاءات شعبية وعشاء خاص

تبع الجولة في المتحف زيارة إلى منطقة خان الخليلي السياحية أحد أقدم الأسواق المصرية وأشهرها. تجول الرئيسان وسط الأزقة المزدحمة، حيث التقيا بالمواطنين وتبادلا الأحاديث الودية مع الباعة والزوار، واختتمت الجولة بتناول العشاء في أحد المطاعم التقليدية، مما أضفى طابعًا إنسانيًا على الزيارة.

محادثات رسمية وقمة ثلاثية حول أزمة غزة

وفي صباح الإثنين، عقد الرئيسان المصري والفرنسي محادثات رسمية لمناقشة تطورات الأزمة في قطاع غزة، ومن المقرر أن ينضم إليهما ملك الأردن عبد الله الثاني في قمة ثلاثية تهدف إلى إيجاد حلول دبلوماسية.

 وأكد قصر الإليزيه، أن هذه الزيارة ستركز بشكل معمق على الحرب في غزة.

وبحسب بيان الرئاسة الفرنسية، سيناقش ماكرون مع نظيره المصري والملك الأردني الخروج من الأزمة السياسية "بناء على حل الدولتين" الإسرائيلية والفلسطينية.

ومن المقرر أن يرأس ماكرون في يونيو المقبل مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مؤتمرًا لمناقشة تلك المسألة.

وترى مصادر دبلوماسية، أن ذلك المؤتمر قد يكون "الفرصة" التي ربما تنتظرها فرنسا للاعتراف بالدولة الفلسطينية.

ماكرون إلى العريش.. تأكيد على وقف إطلاق النار والمساعدات
 
الثلاثاء، يتوجه ماكرون إلى مدنية العريش في شمال سيناء، حيث يزور المنطقة القريبة من معبر رفح. ومن هناك، سيؤكد على أهمية وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح جميع الرهائن، وضمان سلامة سكان القطاع، بالإضافة إلى إعادة فتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية.

ويشهد ماكرون خلال الزيارة عرضًا حول الحرم الجديد للجامعة الفرنسية بمصر، كما سيزور الخط الجديد لمترو الأنفاق الذي تشغله شركة RATP الفرنسية.

ولاقت الاتفاقات المقرر توقيعها والتي تفتح الباب لاستثمارات فرنسية جديدة في مصر ترحيب وسائل الإعلام المصرية.

وقال أستاذ العلوم السياسية الدولية طارق فهمي: إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يركز في زيارته لمصر، الإثنين والثلاثاء، على دعم الخطة العربية لغزة في مواجهة خطة دونالد ترامب، وعلى إعادة فتح المعابر لإدخال المساعدات إلى هذا القطاع الفلسطيني المحاصر.

وأضاف فهمي -في تصريحات خاصة لـ العرب مباشر-: أن باريس ترى الخطة العربية تحتاج إلى بعض التعديلات فيما يخص "الحوكمة والأمن" في قطاع غزة.

وأكد أن زيارة ماكرون لمصر تشكل أكثر من مجرد لقاء دبلوماسي، فهي رسالة واضحة للصداقة والتعاون الاستراتيجي بين البلدين، كما تأتي في سياق جهود دولية لحل الأزمة الإقليمية وتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة.