خلافات كبرى بين إسرائيل والأمم المتحدة في مجلس الأمن.. ماذا حدث؟
حدثت خلافات كبرى بين إسرائيل والأمم المتحدة في مجلس الأمن
هيمنت الدعوات لوقف إطلاق النار على اجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي استمر طوال ليل أمس الثلاثاء بشأن الحرب بين إسرائيل وحماس، حيث أشار كبار مسؤولي الأمم المتحدة ووزراء خارجية الدول العربية والعديد من الدبلوماسيين الآخرين، بما في ذلك الصين وروسيا، إلى أن عدد المدنيين الفلسطينيين الذين قُتلوا في تصاعد، وأن الوضع الإنساني في غزة يتدهور بسرعة، ولكن يبدو أن تزايد حدة الانتقادات الأممية والدولية لإسرائيل أثار غضب الأخيرة بشدة حتى طالبت الخارجية الإسرائيلية بإقالة الأمين العام للأمم المتحدة.
إدانة أممية
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، فإن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش أدان عملية طوفان الأقصى، وطالب بإطلاق سراح جميع المحتجزين لدى حركة حماس، لكنه قال أيضًا إن الهجوم على إسرائيل لم يحدث من فراغ، وأشار إلى أن الفلسطينيين عانوا أكثر من خمسة عقود من الاحتلال والقمع من قبل إسرائيل، وهي تصريحات أثارت انتقادات حادة من المسؤولين الإسرائيليين.
وقال جوتيريش للمجلس: "إن مظالم الشعب الفلسطيني لا يمكن أن تبرر الهجمات المروعة التي تشنها حماس، وهذه الهجمات المروعة لا يمكن أن تبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني".
وأضافت الصحيفة أنه بعد تلك التعليقات، دعا سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، جلعاد إردان، جوتيريش إلى الاستقالة، قائلا في منشور على موقع X، إن تصريحاته لا يمكن فهمها، وتراجع وزير خارجية البلاد، إيلي كوهين، بالقوة عن فكرة وقف إطلاق النار وألغى اجتماعا بعد الظهر مع الأمين العام للأمم المتحدة، قائلاً: "أعيدوا الرهائن إلى الوطن والأمم المتحدة ادعموا حق إسرائيل في الدفاع عن النفس".
تحدث إيلي كوهين، وزير الخارجية الإسرائيلي، في تجمع حاشد خارج مقر الأمم المتحدة في نيويورك يوم الثلاثاء، خلال استراحة في جلسة مجلس الأمن، كما تحدث أيضًا إلى الصحفيين خارج قاعة المجلس.
وقال كوهين للصحفيين خارج قاعة المجلس: "لا يوجد طرفان في هذه اللحظة، هناك جانب واحد فقط يمكن دعمه، لافتًا إلى أنه ألغى اجتماعه مع جوتيريش، قائلاً: "لأننا نحتاج إلى صوت واضح وعالٍ فيما يتعلق بما حدث، نحن هنا لنقول لن يحدث ذلك مرة أخرى أبدًا".
بدأ كوهين في وقت سابق خطابه أمام مجلس الأمن برفع مجموعة من الأطفال الإسرائيليين الذين قتلتهم حماس في 7 أكتوبر. وقال: "عليّ أن أتذكر وألا أترككم تنسون أبدًا"، واصفًا الهجمات بأنها صحوة، أو دعوة للعالم الحر بأكمله، دعوة للاستيقاظ ضد التطرف والإرهاب وتأطير معركة إسرائيل مع حماس على أنها حرب العالم الحر ضد الإرهاب.
تزايد الغضب ضد إسرائيل
وأكدت الصحيفة أن الأمين العام للأمم المتحدة لم يكن الوحيد الذي أدان إسرائيل، حيث تزايدت الدعوات خلال جلسة مجلس الأمن من أجل توفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين وتقديم المساعدات الإنسانية لهم، وقد سمح شكل المناقشة المفتوحة للمجلس للدول غير الأعضاء بالمشاركة، وتحدث ممثلو أكثر من 50 دولة، العديد منهم على المستوى الوزاري.
وتابعت أن حتى ممثلو بعض أقوى حلفاء إسرائيل، بما في ذلك الولايات المتحدة، رأوا أنه في حين أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، فإن الطريقة التي فعلت بها ذلك يجب أن تظل ضمن حدود القانون الدولي وفيما يتعلق بسلامة غير المقاتلين.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن: "هذا يعني أنه يجب على إسرائيل اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتجنب إلحاق الأذى بالمدنيين، وهذا يعني أن الغذاء والماء والدواء وغيرها من المساعدات الإنسانية الأساسية يجب أن تكون قادرة على التدفق إلى غزة وإلى الأشخاص الذين يحتاجون إليها، ويعني ذلك أن المدنيين يجب أن يكونوا قادرين على الابتعاد عن طريق الأذى، وهذا يعني أنه يجب النظر في هدنة إنسانية لهذه الأغراض".
موقف عربي موحد
وأكدت الصحيفة أن وزراء الخارجية العرب اتخذوا موقفا موحدا مع نظيرهم الفلسطيني رياض المالكي، قائلين خارج قاعة مجلس الأمن إن هدفهم الأسمى هو وقف فوري لإطلاق النار وضمان تدفق المساعدات على نطاق واسع إلى غزة، وحذروا من أنه إذا لم تتم معالجة الأسباب الجذرية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني وحلها، فإن ذلك سيغذي المزيد من التطرف الذي يمكن أن يهدد باجتياح المنطقة بأكملها.
وأدلى وزيرا خارجية الأردن ومصر، المتاخمتين لإسرائيل، ببيانات غاضبة اتهمتا فيها مجلس الأمن وحلفاء إسرائيل بتطبيق معايير مزدوجة، وبعثوا برسالة إلى ملياري مسلم في العالم مفادها أن حياتهم أقل قيمة.
وقال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي: "كفى للحرب، كفى لليأس، كفى قمعاً، كفى قتلاً، كفى عنفاً، كفى ازدواجية معايير القانون الدولي".
بينما اتهم سامح شكري وزير الخارجية المصري إسرائيل باستهداف المدنيين في قطاع غزة.