تقرير طبي: التوسُّع العضلي في القلب.. الأعراض والتشخيص والعلاج

تقرير طبي: التوسُّع العضلي في القلب.. الأعراض والتشخيص والعلاج

تقرير طبي: التوسُّع العضلي في القلب.. الأعراض والتشخيص والعلاج
التوسع العضلي في القلب

يُعد اعتلال عضلة القلب التوسعي (Dilated Cardiomyopathy) من الأمراض المزمنة التي تصيب عضلة القلب، حيث تتمدد حجرات القلب، خاصة البطين الأيسر، ويضعف أداؤها في ضخ الدم بكفاءة إلى باقي أنحاء الجسم. تكمن خطورته في أنه قد يتطور بصمت حتى تتفاقم الأعراض.

في هذا التقرير، نسلط الضوء على أبرز المعلومات المتعلقة بالتشخيص، طرق العلاج، ونصائح للرعاية الذاتية للمصابين به.

أولاً: كيفية تشخيص اعتلال عضلة القلب التوسعي

يبدأ التشخيص عادة بإجراء فحص سريري شامل، يتضمن الاطلاع على التاريخ الطبي العائلي والشخصي، والاستماع إلى نبض القلب والرئتين باستخدام السماعة الطبية. يتم بعد ذلك إجراء عدة فحوصات للتأكد من التشخيص، وأهمها:

1. التصوير الطبي والفحوصات القلبية

مخطط صدى القلب (Echocardiogram): من أهم الأدوات التشخيصية، حيث يستخدم الموجات فوق الصوتية لرصد حركة القلب وحجم البطين الأيسر وتدفق الدم.

الأشعة السينية للصدر: تكشف عن حجم القلب وحالة الرئتين، ومدى وجود سوائل حولهما.

تصوير القلب بالرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية: يوفران صورًا دقيقة لحجرات القلب ووظائفها.

2. فحوصات النشاط الكهربائي للقلب

تخطيط كهربية القلب (ECG): يرصد نظم القلب ويكشف عن أي اضطرابات كهربائية قد تكون خطيرة.

جهاز هولتر: يُرتدى لعدة أيام لمراقبة نبض القلب خلال الأنشطة اليومية.


3. اختبارات إضافية

اختبارات الدم: للتحقق من وجود التهابات، اضطرابات في الأيض، أو أمراض وراثية.

اختبار الجهد القلبي: لتقييم استجابة القلب للنشاط البدني.

قسطرة القلب: تسمح برؤية الأوعية الدموية القلبية وأخذ خزعة من عضلة القلب.

الاختبارات الوراثية: مهمة في حال وجود تاريخ عائلي للمرض.

ثانيًا: طرق علاج اعتلال عضلة القلب التوسعي

يرتكز العلاج على تقليل الأعراض، منع تطور المرض، وتحسين جودة حياة المريض. وتشمل الخيارات:

1. العلاج الدوائي

أدوية خفض ضغط الدم: مثل مثبطات الإنزيم المحول للأنغيوتنسين  (ACE inhibitors)، حاصرات بيتا، أو حاصرات مستقبل الأنجيوتنسين.

مدرّات البول: للتخلص من السوائل الزائدة وتقليل الضغط على القلب.

ساكوبتريل/فالسارتان (Entresto): لتحسين وظيفة القلب.

ديجوكسين: يقوّي انقباض القلب ويبطئ النبض.

إيفابرادين: يُستخدم في بعض الحالات المتقدمة.

مضادات التخثر: لمنع تكوّن الجلطات الدموية.


2. التدخلات الجراحية والأجهزة القلبية

جهاز تنظيم ضربات القلب ثنائي البطين: يحسن تنسيق انقباضات القلب.

مزيل الرجفان القابل للزرع (ICD): يحمي من اضطرابات النظم المهددة للحياة.

جهاز مساعدة البطين الأيسر (LVAD): يُستخدم في الحالات الشديدة كمساعدة مؤقتة أو دائمة.

زراعة القلب: تُعتبر الخيار الأخير للمرضى الذين لا يستجيبون للعلاجات الأخرى.


ثالثًا: الرعاية الذاتية ونمط الحياة

يمكن أن تساعد بعض التغييرات السلوكية في تحسين الحالة العامة، وتشمل:

اتباع نظام غذائي صحي للقلب: غني بالخضروات، الفواكه، الحبوب الكاملة، ومنخفض في الملح والدهون.

الالتزام بالنشاط البدني المعتدل: تحت إشراف الطبيب.

الحفاظ على وزن صحي.

الإقلاع عن التدخين والمخدرات.

الحد من تناول الكحول.

التحكم في التوتر والضغوط النفسية.

اعتلال عضلة القلب التوسعي حالة مزمنة لكنها قابلة للتحكم إذا شُخّصت مبكرًا وتم اتباع الإرشادات الطبية بدقة. يجمع العلاج بين الأدوية، الأجهزة الطبية، وتغييرات نمط الحياة. وفي الحالات المتقدمة، قد يكون زرع القلب خيارًا مطروحًا.


ويمثل الوعي العام والمتابعة المستمرة مع الطبيب المختص حجر الزاوية في تحسين حياة المريض والتقليل من المضاعفات.