في الذكرى العاشرة لثورة يونيو.. كيف انتصرت الدولة على مخطط الإخوان الإرهابي؟
تمر الذكرى العاشرة لثورة يونيو التي انتصر فيها المصريين علي جماعة الإخوان
مع اقتراب الذكرى العاشرة لثورة 30 يونيو تكثُر الأسئلة عن تحقيق مطالب المصريين من حراكهم السياسي والثورة بداية من 25 يناير 2011 وحتى 30 يونيو 2013، وتحقيق طلبهم بحماية الدولة من الانهيار والسعي نحو الديمقراطية وإصلاح الحياة السياسية والتقدم الاقتصادي والتخلص من محاولات تقسيم المجتمع المصري أو إرهابه بجماعات العنف والتطرف.
أخونة الدولة
وذكرت دراسة للمركز المصري للفكر والدراسات ترتبط إجابة السؤال بالعودة إلى الشهور السابقة على ثورة 30 يونيو وتحديدا مع تولي الإخوان مقاليد السلطة، وما مثله ذلك من تهديد غير مسبوق لكيان الدولة المصرية من رأس السلطة نفسها بتوجهه نحو أخونة مؤسسات الدولة، وممارسة الاستبداد السياسي بتحصين قراراته بإعلان دستوري معيب، وزرع الانقسام داخل المجتمع المصري بتهديد عناصر جماعته المستمر للأقباط ثم تعاونه وحمايته للجماعات الإرهابية في سيناء.
وتابعت الدراسة: تعرضت مصر إلى هجمة شرسة تستهدف هويتها في المقام الأول، عبر فرض الإخوان لأفكارهم على المجتمع بهدف “أخونته” بالكامل ودفع الأقباط إلى الهجرة من مصر وتغيير تركيبة المجتمع المصري وتنوعه الفريد الصامد عبر التاريخ.
ولفتت الدراسة إلى أنه حاول الإخوان تنفيذ خطتهم للتمكين معتمدين على وجود أحد عناصرهم على رأس السلطة السياسية وكانت السلطة القضائية هدفهم الأول فقد حاصروا قضاة المحكمة وحاولوا إلغاء الأحكام النهائية التي نصت على حل مجلس الشعب واتجهوا إلى إصدار قرارات إدارية لتسكين كوادر جماعة الإخوان المسلمين في المراكز القيادية لكل الوزارات والمصالح الحكومية.
المشروع الإخواني
يقول محمد منصور الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات إنه لم يقبل المصريون تحركات المشروع الإخواني المتكامل لأخونة الدولة واختبائهم عبر مفاهيم دينية مغلوطة وتبين لطوائف الشعب المختلفة أن استمرار حكم جماعة الإخوان يمثل خطورة شديدة وأنه يسعى لطمس هوية مصر وضياع استقلالها الوطني في مقابل مشروع وهمي لتأسيس الخلافة الإسلامية، وتحويل الدولة المصرية إلى مجرد ولاية من الولايات الإسلامية التي سيحكمها الخليفة المنتظر.
وأضاف في تصريح للعرب مباشر أنه بعد مرور ١٠ سنوات على الثورة تتعدد وتتنوع إنجازات السيسي في كل المجالات لدرجة أضحت معها عملية حصرها صعبة، لكن للرئيس إنجاز لا يمكن نسيانه أو التغافل عنه، وهو إنقاذ مصر من جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية والحفاظ على هوية مصر ووحدة شعبها، لافتا أنه تصدى السيسي لمعركة غير مسبوقة مع أخطر تنظيم إرهابي عرفه العالم، وواجه مع الشعب المصري معركة تأخرت 90 عاما لاستئصال ورم الإخوان السرطاني من الجسد المصري بعدما وصل في غفلة من الزمن إلى رأس السلطة وكاد أن يفتك بتسامح المصريين ووحدتهم الوطنية.
مسارات الدولة المصرية
وتابع أن الدولة المصرية تحركت على عدة مسارات متوازية لمواجهة الإرهاب وتحقيق مطالب المصريين في إصلاح سياسي واقتصادي مع أولوية مطلقة وهى الحفاظ على وحدة المصريين وربما كان ذلك السبب في طلب الرئيس المتكرر بالحفاظ على وحدة الشعب، المسار الأول، هو التصدي الاحترافي للعمليات الإرهابية وإبعادها عن المدنيين بكل الطرق الممكنة وكان تصدي رجال القوات المسلحة والشرطة للإرهاب بطوليا وملحميا في تفاصيله، فالشهداء من الجيش والشرطة قدموا أرواحهم لحماية ملايين المصريين وقدموا نموذج لعقيدة عسكرية نادرة ومميزة تقدر التضحية ، والثاني هو نشر الوعي ومكافحة الشائعات وبناء الثقة بين المواطن والدولة، وكان دور الرئيس فيها مهما وفاصلا فلم يخلف الرئيس وعدا قطعه على نفسه والتزم بالصدق والصبر في حل المشكلات، بل كان يخرج بنفسه للرد والدفاع عن عمل الدولة في مواجهة ماكينات الشائعات الإخوانية، وكشف الإعلام المصري كذب وتآمر الإخوان والتعامل الفوري مع الشائعات والرد عليها ، والثالث كان البناء والتنمية بلا توقف، وفق منهج الرئيس في مواجهة حملات التطاول والتشويه، بان “كلما شعرت بالضيق اشتغل ” وهى الكلمة المفتاح في فهم كيف نجحت مصر في حربها ضد الإخوان وهو أن المصريين لم يتوقفوا للرد أو التعقيب والتزموا بالعمل فقط والحفاظ على استقرار دولتهم وبناء جمهوريتهم الجديدة، والرابع كان تمكين المرأة والشباب، حيث اعتنت الدولة بصناع ثورة 30 يونيو وهما المرأة المصرية والشباب الذين خرجوا لاستعادة دولتهم وتحقيق مطالب الإصلاح وتحسين الأحوال المعيشية.
ومن هنا بدأت الدولة في التمكين الحقيقي للمرأة والشباب عبر وجود وزيرات ونواب في البرلمان ومستشارة للأمن القومي والاهتمام بالمرأة المصرية عبر برامج الحماية الاجتماعية التي توسعت فيها الدولة بشكل غير مسبوق للوصول إلى الفئات الأكثر احتياجاً.