طالبان والعالم.. بين التردد والرفض القاطع للتطبيع الدبلوماسي

تباينت ردود الأفعال العالمية تجاه سيطرة طالبان علي مقاليد الأمور في أفغانستان

طالبان والعالم.. بين التردد والرفض القاطع للتطبيع الدبلوماسي
صورة أرشيفية

تباينت ردود الأفعال الدولية حول سيطرة حركة طالبان على أفغانستان، وسط ترقب لمواقف الدول في التعاطي مع الحكومة الأفغانية الجديدة.

ويرصد "العرب مباشر" أبرز ردود الفعل بشأن سيطرة حركة طالبان على أفغانستان:

بريطانيا.. بين عدم الاعتراف والإيجابية 

قالت بريطانيا: إنه على الغرب محاولة التأثير بشكل إيجابي على حركة طالبان لتغيير سياساتها، محذرة من استخدام أفغانستان قاعدةً لشن هجمات إرهابية.

وطالب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون دول العالم، الأحد الماضي، بعدم الاعتراف بطالبان أحاديا، مؤكدا السعي للحفاظ على المكاسب التي تحققت في أفغانستان.

وعلى جانب آخر، قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب: إنه سيتعين على الغرب أن يكون عملياً في علاقاته مع "طالبان"، ويحاول معرفة إن كان بوسعه تخفيف نهج الحكام الجدد لأفغانستان، بل ومحاولة إقناعهم بعدم إقصاء أي طرف.

ألمانيا.. تدعو الناتو للمباحثات

اعتبر الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير، اليوم الثلاثاء، أن مشاهد الأفغان اليائسين في مطار كابل منذ أن استولت "طالبان" على السلطة في أفغانستان "عار على الغرب".

وقال: إن "مشاهد اليأس في مطار كابل عار على الطبقة السياسية في الغرب"، مشدداً على "المأساة الإنسانية" التي عاشها الأفغان أثناء محاولتهم بيأس مغادرة البلاد "ونحن مشاركون في المسؤولية عنها".

من جهتها، دعت وزيرة الدفاع الألمانية أنغريت كرامب-كارينباوبر، حلف شمال الأطلسي إلى استخلاص العبر من الفشل المسجل في أفغانستان.

وقالت: "ثمة مواضيع كثيرة علينا أن نبحث فيها داخل حلف شمال الأطلسي" إثر سيطرة حركة "طالبان" على أفغانستان بعد وجود عسكري غربي في هذا البلد استمر 20 عاماً.

وأشارت إلى أن الدول الأوروبية قد تضطر في المستقبل إلى تولي مهام كانت عائدة للولايات المتحدة، مضيفة "علينا فيما بعد أن نعرف إن كنا مستعدين لتحمل العواقب واتخاذ التدابير التي كنا تركناها حتى الآن للأميركيين".

أستراليا .. قلق بشأن قواتها

قال رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون: إن حكومته لا يمكنها مساعدة جميع الأفغان الذين يعملون مع القوات الأسترالية ويدعمونها.

جاء ذلك في تصريح صحفي الثلاثاء، حول الوضع الأخير في أفغانستان، وعمليات الإجلاء المخطط لها بعد دخول "طالبان" للعاصمة كابل وسيطرتها على القصر الرئاسي والمباني الحكومية.

ووصف موريسون الوضع في أفغانستان بأنه "مفجع"، مشيراً إلى أن القوات الأسترالية العاملة في أفغانستان "قلقة" بشأن سلامة الأفغان الذين يعملون معها. وأضاف أن "الحكومة عازمة على مساعدة أولئك الذين يخدمون ويساعدون القوات الأسترالية، لكن لا يمكن الوصول إلى جميعهم".

روسيا.. تتحدث عن إشارات إيجابية

أكد وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، اليوم الثلاثاء، أن "الوضع بعد انسحاب الولايات المتحدة وحلف الناتو من أفغانستان ينهار"، مشدداً على أن هذا الوضع "يحتاج للتعاون بين روسيا والغرب".

كما وصف لافروف، خلال لقاء مع أساتذة نقلته وزارته إلكترونياً، تصريحات طالبان عن استعدادها لبحث الحكومة بمشاركة قوى أفغانية أخرى بـ"الإشارة الإيجابية". وتابع: "إعلان طالبان في كابل وإثباتها عمليا عن استعدادها لاحترام آراء الآخرين في رأيي إشارة إيجابية".

استعداد صيني لعلاقات ودية 

أبدت الصين التي تتشارك حدوداً مع أفغانستان تمتدّ على 76 كلم، استعدادها الاثنين لإقامة "علاقات ودية" مع الحركة.

وأكدت متحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، هوا شونيينغ، أمام الصحافة أن بكين "تحترم حق الشعب الأفغاني في تقرير مصيره ومستقبله".

أميركا.. شروط معينة للاعتراف بطالبان

اعتبر مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان، أنه من السابق لأوانه تأكيد اعتراف الولايات المتحدة الأميركية بحركة طالبان كحكومة شرعية في أفغانستان.

وكشف سولفان، عن إعداد أميركا لفريق خاص كي يتواصل مع حركة طالبان خلال الفترة المقبلة.

فرنسا.. الاعتراف بطالبان غير مطروح

اعتبر قصر الإليزيه أن مسألة اعتراف باريس بنظام طالبان غير مطروحة؛ إذ إن "فرنسا تعترف بالدول، لا بالتنظيمات".

وأعلنت الرئاسة الفرنسية الثلاثاء أنّه "من المبكر للغاية" اتخاذ قرار بشأن مستقبل السفارة في كابل، رابطة الأمر بمسار تطور الأوضاع في أفغانستان بعد استيلاء حركة طالبان على السلطة.

وأوضح الإليزيه أنّه في ظل الغموض الذي يشوب الأوضاع "من المبكر للغاية إقرار مستوى تمثيل" فرنسا في المستقبل، في وقت أجلت العديد من الدول موظفيها الدبلوماسيين بعد بلوغ طالبان العاصمة كابل.