جهود السلام تتجدد في القاهرة: البحث عن هدنة في غزة رغم تعنت الطرفان
جهود السلام تتجدد في القاهرة البحث عن هدنة في غزة رغم تعنت الطرفان
في خضم الصراع المستمر والدمار الذي يعصف بقطاع غزة، تجتمع اليوم في العاصمة المصرية القاهرة أطراف النزاع لبحث إمكانية تحقيق هدنة تنهي معاناة المدنيين وتفتح الباب أمام إعادة الإعمار والاستقرار.
*تقدم في المحادثات*
قادت مصر بدورها الريادي البارز في المنطقة جهود الوساطة بمشاركة قطرية وأمريكية، وقد أكدت القاهرة على ضرورة إيجاد صيغة للوصول لهدنة إنسانية بشكل فوري، وتأتي هذه الجهود في أعقاب أكثر من 6 أشهر من القتال العنيف الذي أسفر عن خسائر بشرية ومادية جسيمة.
وسائل الإعلام المصرية كشفت عن تقدم ملحوظ في المحادثات، مصدر مصري رفيع المستوى، لم يُكشف عن اسمه، أفاد بأن الأطراف المتنازعة قد اتفقت على النقاط الأساسية للهدنة، وتشمل هذه النقاط صفقة تبادل المحتجزين وآليات لعودة النازحين داخل القطاع، رغم وجود صعوبات في المحادثات بشكل عام.
*تراجع احتمالات الاتفاق*
في ظل المفاوضات غير المباشرة التي تجري في القاهرة، أعرب مسؤولون عن تشاؤمهم بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس. وفي تطور ملحوظ، هدد الوزيران الإسرائيليان المتطرفان، بتسلائيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، بانسحابهما من الائتلاف الحكومي مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إذا ما وافق على الاتفاق، مطالبين باستمرار العمليات العسكرية واجتياح رفح.
في الوقت نفسه، يعمل الوسطاء المصريين، بالتعاون مع نظرائهم القطريين والأميركيين، على تسريع وتيرة المفاوضات للتوصل إلى تفاهم يؤدي إلى هدنة في غزة قبل عيد الفطر.
وقد كثفت الولايات المتحدة ضغوطها على كلا الطرفين لقبول مسودة الاتفاق التي تُناقَش حاليًا، بهدف وضع حد للنزاع الذي أسفر عن خسائر بشرية فادحة ودمار واسع النطاق في القطاع المحاصر.
*مساء الثلاثاء يتضح الأمر*
وفقًا لتقارير سابقة، فإن الخلافات حول عدة نقاط، بما في ذلك عودة النازحين إلى شمال غزة، كانت تعيق التقدم. ومع ذلك، ذكرت مصادر إسرائيلية مطلعة على المفاوضات أن الولايات المتحدة ومصر قدمتا مقترحًا جديدًا يتضمن بنودًا تتعلق بعودة سكان غزة إلى مناطقهم، على الرغم من المعارضة الإسرائيلية لهذه الخطوة.
وأضافت المصادر، أنه من المتوقع أن يتضح بحلول مساء الثلاثاء ما إذا كانت المفاوضات ستتقدم، حيث ينتظر الجميع رد حماس على المقترحات المطروحة. هذا وقد عاد الوفد الإسرائيلي مؤخرًا من القاهرة إلى تل أبيب لإطلاع القيادة السياسية على آخر التطورات، بينما غادر وفد حماس العاصمة المصرية لإجراء مزيد من المشاورات مع قيادات الحركة في الخارج قبل تقديم ردهم النهائي للوسطاء.
*فرصة ذهبية*
من جانبه، يقول د. طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: إن المحادثات في القاهرة تمثل فرصة ذهبية لإنهاء العنف وبدء عملية الإعمار.
وأضاف في حديثه لـ"العرب مباشر": أن الضغوط الدولية والإقليمية قد تسهم في دفع الأطراف نحو التوصل لاتفاق، لكن التحديات السياسية الداخلية في إسرائيل قد تعرقل هذه الجهود.
وأكد أستاذ العلوم السياسية، أن التقدم الذي تم إحرازه يعكس الدور الهام للوساطة المصرية، ومع ذلك، فإن الوضع متقلب ويتطلب مرونة وتنازلات من كلا الجانبين للوصول إلى تسوية مستدامة، مضيفًا: الأيام القادمة حاسمة لمعرفة ما إذا كانت الجهود ستثمر عن هدنة.