محلل سياسي : أكثر من مليون طالب سوداني يعانون من أزمة إنسانية وحرمان من التعليم
محلل سوداني: أكثر من مليون طالب سوداني يعانون من أزمة إنسانية وحرمان من التعليم
حذر برنامج الأمم المتحدة العالمي للأغذية من أن 57% من السكان في جنوب السودان وأغلبهم من الأطفال، سيعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد خلال موسم الجفاف لعام 2025، خاصة مع فرار العائدين من الحرب في السودان، وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، قال برنامج الأغذية العالمي إن أحدث تصنيف متكامل لمراحل الأمن الغذائي، أظهر أن أكثر من 85% من العائدين الفارين من السودان سيعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد خلال موسم الجفاف المقبل بدءًا من أبريل المقبل.
وأعلن برنامج الأغذية العالمي أنه في حين أن المتوقع أن يعاني العائدون الفارون من الحرب في السودان من أعلى مستويات انعدام الأمن الغذائي، فإن العديد من المجتمعات في جميع أنحاء جنوب السودان ستستمر في المعاناة مع استمرار الأزمة الاقتصادية والفيضانات الشديدة ونوبات الجفاف المطولة والصراع في تعطيل المكاسب التي تحققت.
كارثة إنسانية كبرى
أكد الكاتب الصحفي السوداني، طاهر المعتصم، أن الحرب في السودان تمثل كارثة إنسانية كبرى، مشيرًا إلى أن الخاسر الأكبر فيها هم الأطفال، الذين تأثرت حياتهم ومستقبلهم بشكل مأساوي.
وأوضح "المعتصم" في تصريح للعرب مباشر أن "نسبًا كبيرة جدًا من الأطفال باتوا بعيدين عن التعليم بسبب النزوح واللجوء، حيث فقد أكثر من مليون طفل فرصة التعليم وأصبحوا خارج المدارس، وهو رقم مرعب يكشف حجم المأساة التي يعيشها السودان".
وأضاف أن الأطفال في السودان لم يتمكنوا من الالتحاق بالمدارس لعامين متتاليين بسبب استمرار النزاع المسلح، وهو ما يعكس حجم الدمار الذي طال العملية التعليمية في البلاد.
أزمة نزوح
وتابع: "النزوح واللجوء لم يؤدِّ فقط إلى إخراج الأطفال من المدارس، بل ألقى بهم في بيئة مليئة بالمخاطر، حيث أصبحوا عرضة للاستغلال والانتهاكات، بل وتحول بعضهم إلى وقود للميليشيات المسلحة التي تستغل الأوضاع لتجنيد الأطفال وزجهم في أعمال عنف تؤثر على مستقبلهم ومستقبل المجتمع ككل".
وأشار "المعتصم" إلى أن انخفاض معدلات التعليم بسبب الحرب يمثل تهديدًا خطيرًا ليس فقط على الأفراد والعائلات، بل على المجتمع السوداني بأسره.
وأكد "المعتصم" أن الأزمة لا تقتصر على التعليم المدرسي فقط، بل امتدت إلى التعليم الجامعي أيضًا، حيث تأثرت الجامعات السودانية بشكل كبير نتيجة النزاع، ما أدى إلى تراجع كبير في عدد الطلاب المسجلين وفي جودة التعليم المتاح.
وأوضح أن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية التعليمية تجعل من الصعب على السودان استعادة هذا القطاع الحيوي بسهولة حتى بعد انتهاء الحرب.
وحذر المعتصم من أن استمرار تجاهل أزمة التعليم سيترك أثرًا مدمرًا على السودان لعقود قادمة، حيث سيؤدي إلى إفقار المجتمع وتقويض قدرته على التعافي من أزمات الحاضر وبناء مستقبل أفضل.