محلل سوداني: البلاد تعاني من اضطرابات كبيرة والجميع مطالب بتجاوز العقبات
أكد محلل سوداني أن البلاد تعاني من اضطرابات كبيرة والجميع مطالب بتجاوز العقبات
لا تزال الأوضاع في السودان غامضة، وسط ترقب اتفاق ينهي الأزمة السياسية بالسودان إلى الدعوة لاحتجاجات في ذكرى لم تنتهِ خلال السنوات الأربع الماضية إلا بسقوط قتلى وجرحى، وسط مخاوف من أن تعود البلاد للمربع صفر من جديد، حيث تحول وسط الخرطوم إلى ما يشبه الثكنة العسكرية حيث شهدت الطرقات المؤدية إلى القصر الجمهوري والقيادة العامة للجيش انتشارا أمنيا كثيفا؛ كما أغلقت السلطات أحد الجسور الرئيسية الرابطة بين الخرطوم ومدينة الخرطوم بحري وذلك استباقا لمسيرات احتجاجية جديدة تعتزم لجان المقاومة وقوى سياسية ومهنية أخرى تسييرها الخميس تزامنا مع الذكرى الرابعة للتظاهرة التي أطاحت بنظام عمر البشير.
تأجيل جديد
ومساء أمس أعلنت قوى إعلان الحرية والتغيير إرجاء توقيع الاتفاق السياسي النهائي بين الأطراف السودانية الذي كان مقررا اليوم الخميس، بسبب المباحثات المشتركة بين الأطراف العسكرية، ويعد ذلك التأجيل الثاني لتوقيع الاتفاق السياسي النهائي الذي كانت الأطراف اتفقت على توقيعه في 6 إبريل/نيسان الجاري، بعد أن كان مقررا في الأول من الشهر نفسه، بسبب خلافات بين الجيش و"قوات الدعم السريع".
ذكرى 6 إبريل
ودعت قوى إعلان الحرية والتغيير من جهة أخرى لخروج مظاهرات في العاصمة والولايات بمناسبة ذكرى 6 أبريل التي تصادف ذكرى ثورة شعبية أطاحت بالرئيس الأسبق جعفر نميري في 1985، وذكرى الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش عام 2019 الذي أطاح بالرئيس المخلوع عمر البشير.
ضبابية المشهد
يقول الكاتب الصحفي السوداني محمد الطيب: إن هناك ضبابية تحيط بالعملية السياسية الجارية حاليا لحل الأزمة التي تعيشها البلاد منذ نحو 18 شهرا، وللمرة الثانية أعلنت الأطراف المنخرطة في العملية السياسية عن تأجيل التوقيع على الاتفاق لنهائي لتسليم السلطة للمدنيين والذي كان محددا له الخميس، لافتا أن هناك تعقيدات كبيرة تحيط بالمفاوضات الجارية بشأن عملية دمج الدعم السريع في الجيش؛ في ظل خلافات بين الجانبين بشأن آليات وجدول الدمج والجوانب المتعلقة بالقيادة والسيطرة.
وأضاف المحلل السوداني في تصريح لـ"العرب مباشر"، يعاني السودان من اضطرابات كبيرة في ظل عدم وجود حكومة تنفيذية بعد إقالة حكومة عبدالله حمدوك على خلفية الإجراءات التي اتخذها الجيش في الخامس والعشرين من أكتوبر 2021.، ويرجع ذلك لأن هناك حالة من الجمود تخيم على المشهد السياسي في البلاد، موضحا أن الجميع مطالب بمضاعفة الجهد من أجل تجاوز العقبة المتبقية بما يساهم في توقيع الاتفاق "بأعجل ما تيسر".