الأزمات الإنسانية تتفاقم في السودان.. مجاعات وانتهاكات كبرى في العديد من المناطق
الأزمات الإنسانية تتفاقم في السودان.. مجاعات وانتهاكات كبرى في العديد من المناطق
وصل الصراع في السودان إلى مراحل خطيرة، حيث اتسعت دائرة القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع لتشمل مناطق جديدة، وأصبح القتال أكثر شراسة، وكلا الطرفين يتمسكان بخيار الحسم العسكري، مع عدم وجود أي توجه نحو الاتفاق لإنهاء الحرب، كما يسعى كل طرف إلى القضاء على الآخر، متجاهلًا معاناة المدنيين وحياتهم.
استمرار الانتهاكات
وتستمر الانتهاكات من كلا الطرفين، حيث يعاني المواطنون العزل من الغط والتشريد والتعذيب، كما تتساقط القذائف والذخائر الحية على المناطق السكنية، مما يزيد من معاناة المدنيين، موضحًا أن الوضع الإنساني في السودان حرج للغاية، خاصة في شرق الجزيرة، حيث أدى سيطرة الدعم السريع على ولاية الجزيرة إلى تفاقم الانتهاكات.
واستنزفت الحرب موارد البلاد بشكل كبير، وأسفرت عن نزوح أكثر من 25 مليون شخص، بالإضافة إلى لجوء العديد منهم إلى دول الجوار. وتزايدت أعداد النازحين في المناطق الآمنة في شرق السودان، التي تعاني من عدم الاستقرار.
معاناة كبرى
وفي هذا الصدد، يقول عثمان الميرغني الكاتب الصحفي السوداني، يواجه السودان مجاعة شديدة، مشيرًا إلى أن 97% من اللاجئين الداخليين (يقدر عددهم بـ13 مليونًا) معرضون لخطر الجوع، ويواجه جزء كبير من السكان مستويات متزايدة من انعدام الأمن الغذائي.
وأضاف - في تصريح لـ"العرب مباشر" - أن المعاناة تتزايد يومًا بعد يوم، والشعب السوداني يعيش كابوسًا من العنف - حيث قُتل آلاف المدنيين ويواجه آخرون لا يُحصون فظائع لا يمكن وصفها، بما في ذلك الاغتصاب والاعتداءات الجنسية المنتشرة".
ولفت إلى أن الوضع الإنساني في السودان متدهور جدًا، حيث يعيش السكان ظروفًا قاسية وسط نقص في المواد الغذائية والدوائية. وأكدت الأمم المتحدة على أن ما يقرب من نصف السكان البالغ عددهم حوالي 49 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية. وأفادت منظمات الإغاثة بأن المناطق المتضررة تعاني من نقص حاد في الإمدادات الطبية وانعدام الأمن الغذائي، مما زاد من خطر المجاعة وانتشار الأمراض.
وأكد أنه أُجبرت الحرب أكثر من 10 ملايين شخص على ترك منازلهم، فيما تواجه البلاد حالة من المجاعة والأمراض، مثل الكوليرا وحمى الضنك، التي تنتشر بسرعة وسط السودانيين.