دعم مصر والسودان في أزمة سد النهضة.. أبرز توصيات قمة بغداد
عقدت مصر والعراق والأردن قمة ثلاثية تناولت عدد من الملفات الهامة
شهدت العاصمة العراقية بغداد، اليوم الأحد، قمة ثلاثية بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ورئيس وزراء العراق، الدكتور مصطفى الكاظمي، حيث أكد البيان الختامي لقمة العراق ومصر والأردن الثلاثية على دعم قادة العراق والأردن لمصر في قضية سد النهضة، إضافة إلى التأكيد على ضرورة خروج المرتزقة من ليبيا.
وتأتي القمة الثلاثية بين زعماء الدول الثلاث لتؤكد على علاقات الشراكة التي تجمع دول المشرق العربي "مصر والعراق والأردن" ضمن آليه التعاون الثلاثي بينهم، وذلك انطلاقًا من الرغبة الصادقة لدى محور المشرق العربي في تعزيز سبل التعاون وزيادة آليات التنسيق على مستوى السياسة والاقتصاد والتجارة والصناعة والأمن، وغيرها من الملفات المشتركة.
ويهدف التعاون الثلاثي إلى الاستمرار في تحقيق عوامل الاستقرار والازدهار وتعزيز مقومات التنمية، والارتقاء بالجهود المشتركة، في إطار تحقيق التكامل الإستراتيجي بين البلدان الثلاثة.
قمة تاريخية في بغداد
واستضاف الكاظمي الرئيس السيسي والملك عبد الله الثاني، في زيارة تاريخية إلى العراق، لبحث سبل التعاون والتنسيق والتكامل الإستراتيجي بين البلدان الشقيقة الثلاثة، وذلك ضمن آلية التعاون الثلاثي بين العراق والأردن ومصر.
وجاءت قمة بغداد استكمالًا لجهود القادة الثلاثة في تعزيز وتكامل الجهود المشتركة بين البلدان الثلاثة في المجالات كافة، والبناء على ما تم الإتفاق عليه من مخرجات في القمم السابقة، وآخرها قمة عمان التي استضافتها الأردن بتاريخ 25 أغسطس 2020.
جهود عراقية مهمة
وأشاد قادة الأردن ومصر بالجهود الدبلوماسية المتوازنة التي بذلتها الحكومة العراقية من أجل تدعيم الأمن والاستقرار الإقليمي، ومحاولاتها في تقريب وجهات النظر لحل الخلافات وإنهاء الأزمات التي تعاني منها المنطقة.
كما أشادوا بجهود الحكومة العراقية في محاربة الإرهاب وتصديها لتنظيم داعش الإرهابي، مثنين على تضحيات الشعب العراقي وقدرات قواته المسلحة في هزيمة التنظيم الإرهابي وصد أخطاره وإرساء الأمن في العراق ودعم الاستقرار في المنطقة.
كما ثمّن قادة الأردن ومصر إجراءات وخطوات الحكومة العراقية نحو تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية وتطبيق برنامجها الحكومي، والتي ساهمت بشكل فعّال في التغلب على الأزمة المالية الناجمة عن انخفاض أسعار النفط وتداعيات تفشي وباء كورونا، وأرست قواعد النمو والازدهار للاقتصاد العراقي.
وأكد قادة مصر والأردن على استعدادات الحكومة العراقية في التهيئة للانتخابات البرلمانية المقررة خلال شهر أكتوبر المقبل، وإنجاز جميع مراحلها ومتطلباتها، بما يساهم في إنجاح سير العملية الانتخابية وضمان شفافيتها في أجواء التنافس العادل لاختيار ممثلي الشعب، مشددين في الوقت ذاته على دعمهما لجهود الحكومة العراقية في ترسيخ أمن العراق وفرض السيادة الوطنية ومنع التدخل في شؤونه الداخلية.
دعم مصر في قضية سد النهضة
ومن جانب آخر، أكد قادة العراق والأردن على دعمهم لمواقف جمهورية مصر العربية وجمهورية السودان في قضية سد النهضة، وأكدوا على ضرورة الامتناع عن القيام بأي إجراءات أحادية، بما في ذلك الاستمرار في ملء سد النهضة، دون التوصل لاتفاق عادل وشامل وملزم قانونًا حول قواعد ملء وتشغيل السد وبما يحقق مصالح الدول الثلاث ويحفظ الحقوق المائية لمصر والسودان.
عدالة القضية الفلسطينية
وأكد قادة البلدان الثلاثة على ضرورة تفعيل الجهود لتحقيق السلام العادل والشامل الذي يلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ونيل مطالبه المشروعة للحصول على دولته المستقلة وفقًا لخطوط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
كما أكد القادة أن حل الصراع على أساس قرارات الشرعية الدولية هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم في المنطقة، وشددوا على ضرورة وقف إسرائيل جميع الإجراءات التي تقوض فرص تحقيق السلام العادل، بما فيها تلك التي تستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، وأكدوا على أهمية دور الوصاية الهاشمية التاريخية في حماية هذه المقدسات وهويتها العربية والإسلامية والمسيحية.
إشادة بجهود مصر لإحلال السلام
وثمن قادة العراق والأردن الدور المصري في إنهاء جولة التصعيد الأخيرة في غزة ووقف العمليات العسكرية الإسرائيلية، معربين عن تقديرهم للجهود الحثيثة التي بذلتها الإدارة المصرية لتثبيت وقف إطلاق النار، والعمل على استدامة التهدئة.
كما رحب القادة بالإعلان المصري عن مبادرة إعادة إعمار غزة باعتبارها مبادرة مصرية تهدف لرفع المعاناة عن سكان قطاع غزة، وفي إطار الجهود الدولية المبذولة في هذا الصدد، وثمّنوا أيضا الدور المصري الفاعل في المصالحة الفلسطينية باعتبارها مسألة لا غنى عنها في سبيل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
كذلك، أعرب قادة العراق ومصر عن تقديرهم لجهود الأردن الحثيثة والمتواصلة لوقف الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية في مدينة القدس وباقي الأراضي الفلسطينية، بما فيها جهود الأردن في وقف الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة ووقف إطلاق النار واستعادة التهدئة.
المستجدات الإقليمية على الطاولة
واستعرض القادة المستجدات الإقليمية والدولية الراهنة، وجهود التوصل إلى حلول سياسية للأزمات في المنطقة، وخصوصًا في سوريا وفقًا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة والمرجعيات المعتمدة. وفي هذا السياق قرر القادة ضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية بناءً على قرار مجلس الأمن 2245 على أن يحفظ أمن واستقرار سوريا وتماسكها ويتيح الظروف المناسبة للعودة الطوعية للاجئين.
خروج المرتزقة من ليبيا
ورحب القادة بتشكيل الحكومة الليبية الجديدة المؤقتة وبالتقدم المحرز، وأعربوا عن تمنياتهم للمجلس الرئاسي المؤقت وللحكومة المؤقتة بالتوفيق في إدارة المرحلة الانتقالية ودعمهم لجهود عقد الانتخابات في موعدها المقرر في 24 ديسمبر 2021.
وشدد قادة مصر والأردن والعراق على ضرورة خروج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، وبما يسهم في استعادة سيادتها ووحدة أراضيها واستقرارها، كما ثمن قادة العراق والأردن الجهود المصرية الحثيثة في دعم الأشقاء الليبيين وتقريب وجهات النظر بينهم، وضمان أمن واستقرار الأوضاع في ليبيا.
الحلول في اليمن
واستعرض القادة المستجدات وجهود التوصل إلى حلول سياسية للأزمة في اليمن وفق المرجعيات المعتمدة، ودعم جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي يحقق الأمن والاستقرار بهذا البلد الشقيق، مؤكدين على التمسك بمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والسعي لتحقيق المصالح المشتركة.
تعاون مشترك وجهود اقتصادية
وأكد القادة على أهمية مواصلة التنسيق والتعاون المشترك بين البلدان الثلاثة، بما يحقق المصالح المشتركة، ويعزز العمل العربي المشترك، ويحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأكد القادة على ضرورة اعتماد أفضل السبل والآليات لترجمة العلاقات الإستراتيجية بين البلدان الثلاثة على أرض الواقع، وخاصة الاقتصادية والحيوية، والسعي لتكامل الموارد وتوفير كافة التسهيلات الممكنة لزيادة حجم التبادل التجاري بينها، وتعزيز الجهود في المجالات الصحية والصناعية والدوائية، لاسيما في ظل التبعات العالمية لجائحة فيروس كورونا المستجد على الأمن الصحي والغذائي والاقتصادي.
تنسيق أمني واستخباري
وأعرب القادة عن أهمية التنسيق الأمني والاستخباري بين الدول الثلاث لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والمخدرات، وتبادل الخبرات في مجال الأدلة الجنائية ومكافحة الجريمة الإلكترونية والتسلل، ومواجهة كل من يدعم الإرهاب بالتمويل أو التسليح أو توفير الملاذات الآمنة والمنابر الإعلامية، مشددين على أهمية استكمال المعركة الشاملة على الإرهاب.
المدينة الاقتصادية والربط الكهربائي والغاز
أكد القادة على ضرورة السير بالإجراءات اللازمة للبدء بتنفيذ مشروع المدينة الاقتصادية العراقية- الأردنية المشتركة واستكمال المتطلبات اللازمة لذلك وإعطاء الأولوية للشركات من الدول الثلاث للمشاركة بعطاءات إنشائها.
كما اتفق القادة على ضرورة تعزيز مشروع الربط الكهربائي وتبادل الطاقة الكهربائية بين الدول الثلاث وربط شبكات نقل الغاز بين العراق ومصر عبر الأردن وإتاحة منفذ لتصدير النفط العراقي عبر الأردن ومصر من خلال المضي باستكمال خط الغاز العربي وإنشاء خط نقل النفط الخام (البصرة-العقبة)، والتعاون في مختلف مجالات مشروعات الطاقة الكهربائية والطاقة المتجددة والبتروكيمياويات وبناء القدرات وتبادل الخبرات، والعمل على تهيئة مناخ الاستثمار لدعم شركات القطاع الخاص لتنفيذ المشروعات في الدول الثلاث.
وأكد القادة على ضرورة التعاون في مختلف المجالات والقطاعات الصناعية ذات الأولوية لتعزيز أوجه التعاون والتكامل الصناعي بين الدول الثلاث في شتى الميادين الإنتاجية، والعمل على اعتماد مذكرة التفاهم المقترحة من قبل الجانب الأردني لتأطير التعاون والتكامل الصناعي بين البلدان الثلاثة والمتضمنة تسهيل إنشاء مشاريع صناعية مشتركة بينهم وإقامة معارض دائمة مشتركة على أراضيهم وتذليل العوائق الفنية غير الجمركية التي تواجه حركة التبادل التجاري، وتنسيق الجهود لإتمام إنشاء بوابة تجارة إلكترونية.
تعاون لتحقيق الأمن الغذائي وتشجيع الاستثمار
واتفق الزعماء خلال قمتهم الثلاثية على ضرورة التعاون في المجال الزراعي والأمن الغذائي من خلال استكمال مشروع إنشاء شركة إقليمية لتسويق المنتجات الزراعية وتوقيع بروتوكول التعاون في المجالات الزراعية.
وبيّن القادة أهمية تشجيع الاستثمار في قطاع الإسكان والطرق والجسور ومشاريع البنى التحتية في الدول الثلاث، وبناء شراكات بين أصحاب الأعمال والمستثمرين وشركات المقاولات والاستشارات الهندسية للمساهمة في البناء والتشييد وتقديم التسهيلات اللازمة لتعزيز تبادل المنتوجات والمواد الداخلة في قطاع الإنشاءات.
جهود مشتركة في النقل
وشدد القادة على أهمية استمرار الجهود المشتركة للبلدان الثلاثة في إعادة تفعيل حركة النقل والشحن عبر ميناء نويبع/ العقبة مرورًا حتى معبر الكرامة/ طريبيل، وذلك في ضوء انحسار وباء فيروس كورونا المستجد.
واتفق القادة على التعاون في مجال النقل من خلال ما تم الاتفاق عليه مسبقًا حول نقل المسافرين بين الدول الثلاث بتذكرة شاملة موحدة وتسهيل إجراءات منح تأشيرة الدخول فيما بينهم. كما اتفقوا على توأمة الأكاديميات البحرية بين الدول الثلاث.
كما وجّه القادة، وفي إطار سعيهم لتعزيز ورفع مستويات التعاون الاقتصادي بين البلدان الثلاثة إلى عقد ملتقى أعمال على هامش أول اجتماع قادم لوزراء الصناعة والتجارة في الدول الثلاث، وذلك بعد تعذر عقده خلال العام الماضي بسبب ظروف جائحة كورونا.