ملح الطعام.. النكهة التي تخفي أمراضًا خطيرة
ملح الطعام.. النكهة التي تخفي أمراضًا خطيرة
يُعد الملح أحد أهم المكونات التي لا يخلو منها أي مطبخ في العالم، فهو يمنح الطعام مذاقًا لذيذًا ويُستخدم في حفظ الأطعمة منذ القدم. ومع ذلك، فإن ما يميز الملح من فوائد يتحول إلى خطر حقيقي عندما نتجاوز الكمية المسموح بها يوميًا.
فالملح يحتوي على عنصر الصوديوم الذي يحتاجه الجسم بكميات محدودة للحفاظ على توازن السوائل ووظائف الأعصاب والعضلات، لكن الإفراط فيه يجعل هذا العنصر سلاحًا ذا حدين يهدد صحة الإنسان بعدة أمراض مزمنة.
أولًا: ارتفاع ضغط الدم – بداية الطريق للأمراض القلبية
يُعتبر ارتفاع ضغط الدم من أشهر نتائج الإفراط في تناول الملح. فزيادة الصوديوم في الجسم تؤدي إلى احتباس الماء داخل الأنسجة؛ مما يزيد حجم الدم ويرفع الضغط داخل الشرايين.
ومع مرور الوقت، يُرهق القلب وتضعف الأوعية الدموية، فيزداد خطر الإصابة بالجلطات والسكتات القلبية والدماغية.
ثانيًا: الكلى تحت الضغط
تعمل الكليتان على تنقية الدم من الفضلات الزائدة والمعادن الفائضة، إلا أن تناول كميات كبيرة من الملح يجعلها تبذل جهدًا إضافيًا للتخلص من الصوديوم الزائد.
هذا الإجهاد المستمر قد يؤدي إلى تكوّن حصى الكلى وتراجع كفاءتها، كما يُمكن أن يضر الشعيرات الدقيقة المسؤولة عن ترشيح الدم داخلها.
ثالثًا: القلب يدفع الثمن
الملح الزائد لا يؤثر فقط على ضغط الدم، بل يؤدي أيضًا إلى تضخم عضلة القلب بسبب زيادة الجهد المطلوب لضخ الدم. ومع الوقت، يُصاب القلب بالإرهاق، ويُصبح أكثر عرضة للإصابة بالفشل القلبي أو الأزمات المفاجئة.
رابعًا: اضطرابات الجهاز الهضمي
يؤثر الصوديوم أيضًا على توازن الأحماض في الجسم؛ مما ينعكس على عمل الجهاز الهضمي.
وقد كشفت بعض الدراسات، أن تناول كميات كبيرة من الملح مرتبط بزيادة احتمال الإصابة بسرطان المعدة نتيجة تأثيره على بطانة المعدة وإفرازاتها.
خامسًا: الجفاف وانحباس السوائل
يعمل الصوديوم الزائد على سحب الماء من خلايا الجسم، مما يسبب جفافًا وشعورًا دائمًا بالعطش.
وفي الوقت نفسه، قد يؤدي تراكم الصوديوم إلى احتباس السوائل في الجسم خاصة لدى المصابين بأمراض الكلى أو النساء الحوامل.
سادسًا: خلل المعادن والهرمونات
الإفراط في الملح يخل بتوازن المعادن في الجسم مثل الكالسيوم والبوتاسيوم؛ مما يؤثر على عمل الأعصاب والعضلات، وقد يسبب دوخة وتشويشًا وشدًا عضليًا، إضافةً إلى تأثيره على المزاج والطاقة العامة.
سابعًا: هشاشة العظام
ارتفاع مستوى الصوديوم في الدم يقلل من امتصاص الكالسيوم الضروري لبناء العظام، الأمر الذي يُسرع من فقدان كتلتها ويزيد خطر الإصابة بهشاشة العظام، خاصة لدى النساء بعد سن اليأس.
الكميات الموصى بها يوميًا
توصي المنظمات الصحية العالمية بألا تتجاوز كمية الملح اليومية 6 غرامات للبالغين (أي ما يعادل ملعقة صغيرة تقريبًا). أما الأطفال فيحتاجون كميات أقل بكثير، إذ تكفيهم 1 إلى 5 غرامات يوميًا حسب العمر.
الملح مكون لا يمكن الاستغناء عنه تمامًا، لكنه يحتاج إلى وعي وضبط في استهلاكه. فكما يمنح الطعام نكهة مميزة، قد يسلب من الإنسان صحته إذا أُسيء استخدامه. إن التقليل من الملح، واستبداله بالأعشاب أو عصير الليمون لإضافة النكهة، خطوة بسيطة لكنها قادرة على حماية القلب والكلى والعظام، وضمان حياة أطول وأكثر صحة.

العرب مباشر
الكلمات