رياح التغيير في السياسة التركية: لماذا أصبح إمام أوغلو الفارس الجديد.. خبراء يجيبون

رياح التغيير في السياسة التركية: لماذا أصبح إمام أوغلو الفارس الجديد.. خبراء يجيبون

رياح التغيير في السياسة التركية: لماذا أصبح إمام أوغلو الفارس الجديد.. خبراء يجيبون
إمام أوغلو

في تطور ملحوظ للمشهد السياسي التركي، أظهرت الانتخابات المحلية - التي جرت يوم الأحد- تقدمًا كبيرًا لحزب الشعب الجمهوري، حيث احتفظ بسيطرته على المدن الرئيسية وحقق مكاسب في أماكن أخرى، وفقًا للنتائج الأولية، يتقدم عمدة إسطنبول الحالي، أكرم إمام أوغلو، بفارق كبير؛ مما يعزز مكانته كمنافس رئيسي للرئيس رجب طيب أردوغان. 
 
الدعم الشعبي للمعارضة 

مع فرز أكثر من 90% من الأصوات، يبدو أن الناخبين قد عبروا عن عدم رضاهم عن حزب العدالة والتنمية الحاكم؛ مما يشير إلى تغير محتمل في المشهد السياسي الذي ظل مستقرًا لأكثر من عقدين. 

وقد أكدت النتائج الأولية فوز حزب الشعب الجمهوري ببلديات 36 محافظة من أصل 81؛ مما يعد إشارة قوية إلى الدعم الشعبي الذي يحظى به الحزب. 
 
في إسطنبول، أعلن إمام أوغلو فوزه بفارق يتجاوز المليون صوت بعد فرز 96% من الأصوات؛ مما يمثل هزيمة كبيرة لأردوغان وحزبه.  

وفي أنقرة، احتفظ منصور يافاش بمقعده كعمدة بفارق كبير، وهو ما يعكس الثقة التي يضعها المواطنون في قيادتهم المحلية. 
 
الاقتصاد المتدهور 

التحليلات تشير إلى أن الأداء الضعيف لحزب العدالة والتنمية يعود جزئيًا إلى الوضع الاقتصادي المتدهور وارتفاع معدلات التضخم، بالإضافة إلى السخط الذي يشعر به الناخبون الإسلاميون. وقد وصف أردوغان نتائج الانتخابات بأنها "نقطة تحول"، مما يعكس الأهمية الكبرى لهذه الانتخابات كمقياس للدعم الشعبي. 

وفي الوقت الذي يحتفل فيه أنصار حزب الشعب الجمهوري بالنتائج، يبدو أن الحزب قد وضع نفسه كقوة سياسية رئيسية في تركيا، مع إمكانية تغيير الديناميكيات السياسية في البلاد. ويعتبر البعض أن هذه النتائج تمثل "زلزالًا سياسيًا" قد يعيد تشكيل السياسة الداخلية والحزبية في تركيا. 

مع تقدم حزب الشعب الجمهوري بنحو 1% من الأصوات على مستوى البلاد، يرى المحللون أن هذه الانتخابات قد تكون بمثابة بداية لعهد جديد في السياسة التركية، وتحديًا كبيرًا لحزب العدالة والتنمية الذي يواجه الآن ضرورة إنجاح خطة التعافي الاقتصادي للحفاظ على دعمه الشعبي. 
 
المنافس الأبرز 

في تحليل للمشهد السياسي التركي بعد الانتخابات المحلية، يُعلق د. محمد شوقي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، قائلاً: ليست مجرد هزيمة انتخابية، بل هي صدى لصوت الشعب الذي يتردد في أروقة السلطة منذ عام 2002.  

وأضاف في تصريحات لـ"العرب مباشر"، أن إمام أوغلو لم يكتفِ بتجاوز الانقسامات، بل نسج من خيوطها شبكة تواصل تعانق آفاق المستقبل السياسي في تركيا، ويقول شوقي: أن الرجل قد رسم بمهارة ملامح منافس قادر على استلهام الأمل في نفوس الناخبين، واستطرد: يُعتبر إمام أوغلو الآن المنافس الأبرز والأكثر قدرة على تحدي نظام أردوغان على الصعيد الوطني. 
 
صاعقة سياسية 

من ناحية أخرى، يصف د. أحمد يوسف، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، النتائج بأنها "صاعقة سياسية قد تُعيد رسم خريطة السياسة الداخلية والحزبية في تركيا، محدثة تصدعات في جدران الحكم الراسخة منذ أكثر من عقدين. 

وفي تصريحاته لـ"العرب مباشر"، يُشير يوسف إلى أن الناخب التركي لم يُرسل مجرد رسالة، بل أطلق صرخة تحذير تُعيد تعريف القواعد السياسية. 

وتابع يوسف: إمام أوغلو الآن بمثابة الفارس الذي يُعيد للمعارضة بريقها في عصر العدالة والتنمية، مضيفًا المعركة لم تنتهِ بعد، فالأمل المتبقي لحزب العدالة والتنمية يكمن في نسج خيوط خطة التعافي الاقتصادي التي قد تُعيد له السيطرة على دفة الحكم.