مستشار ترامب: مصر والأردن مطالبان باقتراح حل بديل لغزة
مستشار ترامب: مصر والأردن مطالبان باقتراح حل بديل لغزة
تصاعدت التصريحات الأمريكية والإسرائيلية حول مستقبل قطاع غزة في ظل الحرب الدائرة هناك، حيث دعا آدم بوهلر، مستشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لشؤون الرهائن، مصر والأردن إلى تقديم "حل بديل" إذا لم ترغبا في استقبال اللاجئين الفلسطينيين من غزة، وذلك ردًا على رفض الدولتين مقترح تهجير الفلسطينيين من القطاع إلى أراضيهما.
وخلال مقابلة مع القناة 12 الإسرائيلية، شدد بوهلر على ضرورة وجود بديل لمقترح ترامب، قائلاً: "إذا كان لدى مصر أو الأردن خطة أفضل، فنحن آذان صاغية، لكن يجب أن يكون هذا الحل واقعياً، لأن الوضع لا يمكن أن يستمر إلى الأبد".
خطة ترامب.. تطهير غزة ورفض عربي قاطع
كان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد طرح خطة مثيرة للجدل تقضي بـ"تطهير غزة" عبر ترحيل سكانها إلى كل من مصر والأردن، وهو ما أثار موجة رفض دولية، خاصة من الجانب المصري والأردني، حيث وصف مسؤولون من البلدين الخطة بأنها "شكل من أشكال التطهير العرقي".
دعم إسرائيلي لتهجير الفلسطينيين
في المقابل، لاقت الفكرة ترحيبًا داخل أوساط اليمين المتشدد في إسرائيل، حيث اعتبر بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية الإسرائيلي، أن "تشجيع هجرة الفلسطينيين من غزة هو الحل الوحيد الذي سيحقق السلام والأمن لسكان إسرائيل، وفي الوقت نفسه سيخفف من معاناة سكان القطاع".
وتأتي هذه التصريحات في إطار تصعيد الخطاب السياسي داخل إسرائيل بشأن مستقبل قطاع غزة، حيث يصر التيار اليميني المتطرف على أن الحل يكمن في إفراغ القطاع من سكانه بدلاً من التوصل إلى تسوية سياسية.
مصر ترفض التهجير وتؤكد مخاطر المساس بالأمن القومي
في أول رد مصري رسمي على مقترح ترامب، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رفضه القاطع لأي محاولة لنقل الفلسطينيين من أراضيهم، معتبرًا أن ذلك "ظلم لا يمكن أن تشارك فيه مصر".
وخلال مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الكيني في القاهرة، قال السيسي بلهجة حازمة: "نقل الشعب الفلسطيني من مكانه ظلم لا يمكن أن نشارك فيه، هذا أمر غير مقبول لمصر على الإطلاق".
وتابع الرئيس المصري - موضحًا خطورة التهجير القسري للفلسطينيين على الأمن القومي المصري والعربي-:
"إذا تم تهجير الفلسطينيين من غزة اليوم، فمن يضمن أنهم لن يواجهوا المصير نفسه في المستقبل؟ وهل يمكن أن نقبل بتكرار هذا الظلم التاريخي مرة أخرى؟ أنا لا أعتقد ذلك".
وأكد السيسي، أن الموقف المصري واضح وثابت، مشيرًا أن الشعب المصري لن يقبل أبدًا المشاركة في أي مخطط لتهجير الفلسطينيين، وأضاف: "أنا أتصور لو طُلب من الشعب المصري الموافقة على ذلك، فسيخرج الشعب كله إلى الشوارع ليقول: لا.. لا نشارك في هذا الظلم".
مستقبل غزة بين الترحيل والحلول الدبلوماسية
في ظل هذه التوترات المتصاعدة، تظل مستقبل غزة أحد الملفات الأكثر حساسية على الصعيدين الإقليمي والدولي، حيث تؤكد مصر والأردن أنه لا يمكن التعاطي مع مقترحات تفرض إعادة رسم الخريطة السكانية بالقوة، بينما يرى التيار اليميني في إسرائيل والولايات المتحدة، أن الهجرة الجماعية قد تكون "حلاً واقعياً" لإنهاء الصراع.
وشدد السيسي على ضرورة العمل مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لإيجاد حل قائم على مبدأ الدولتين، مؤكدًا أن مصر ستواصل جهودها لتحقيق السلام العادل الذي يضمن حقوق الفلسطينيين ويحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة.
أكد مصطفى بكري، عضو مجلس الشعب المصري، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي جدد موقفه الرافض لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين، مشددًا على أن مصر لن تسمح بذلك تحت أي ظرف.
وأوضح بكري، أن تصريحات الرئيس جاءت ردًا واضحًا على كل من يدعو مصر إلى فتح حدودها لاستقبال الفلسطينيين المهجرين، مشيرًا أن السيسي يقف بصلابة دفاعًا عن الأمن القومي المصري، ويرفض أي مساعٍ لتصفية القضية الفلسطينية.
وأضاف: "هذا هو القائد الوطني الذي لا يخشى في الحق لومة لائم، خاصة عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على سيادة مصر وحماية القضية الفلسطينية من التصفية".
واختتم بكري حديثه بالتأكيد على أن مصر لن تفرط في شبر من أراضيها، ولن تشارك في أي مخطط يمس حقوق الفلسطينيين، مهما كان الثمن، داعيًا الإدارة الأمريكية إلى استيعاب رسالة الرئيس السيسي التي وجهها خلال مؤتمره الصحفي مع نظيره الكيني.