عدم اليقين والخوف.. كيف يستعد أكثر من مليون نازح فلسطيني في رفح للهجوم الإسرائيلي؟
يستعد أكثر من مليون نازح فلسطيني في رفح للهجوم الإسرائيلي
فر أكثر من مليون فلسطيني إلى رفح، أقصى جنوب قطاع غزة، على أمل الهروب من الحرب، والآن، هددت إسرائيل بتوسيع غزوها هناك أيضًا، لتثير ذعر من نوع آخر لدى النازحين، فأين يمكن أين يذهبوا هذه آخر مدينة في غزة وبعدها الحدود مع مصر، فلا يرغب الغالبية العظمى من ترك وطنهم لأنهم يدركون جيدًا أنهم لن يعودوا مرة أخرى، وفقًا لما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
عدم اليقين
وبحسب الصحيفة، فقد قال خالد شراب، وهو عامل خيري يقيم مع عائلته في خيمة يتسرب منها الماء في رفح: إنه وسط أيام مليئة بالنضال من أجل تأمين الغذاء والماء والمأوى، سيطر عدم اليقين على محادثات الناس.
وقال شراب، 36 عامًا: "لدينا خياران، إما أن نبقى كما نحن أو نواجه مصيرنا – الموت، ليس لدى الناس فعلياً مكان آمن آخر يذهبون إليه".
وأضافت الصحيفة، أن رفح التي نجت حتى الآن من وطأة الهجوم الإسرائيلي، أصبحت نقطة محورية جديدة للحرب التي دخلت الآن شهرها السادس، وهذا هو المكان الذي انتهى فيه الأمر بمعظم سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة؛ مما أدى إلى مضاعفة عدد سكان المنطقة واستنفاد مواردها المحدودة.
والآن، مع إشارة إسرائيل إلى اعتزامها ملاحقة مقاتلي حماس في رفح، تخشى الأسر أن تكون محاصرة.
مدينة مكتظة
وتابعت الصحيفة، أنه في محافظة رفح، التي كان يسكنها أقل من 300 ألف شخص قبل الحرب، أصبحت المساحة سلعة نادرة، حيث تكتظ المدارس بالعائلات النازحة، وتنتشر مخيمات الخيام في مساحات فارغة، ويزدحم المشاة في الشوارع.
وأضافت، أن غاز الطهي نادر للغاية لدرجة أن الهواء مليء بالدخان الناتج عن الحرائق التي تحرق الأخشاب والأثاث المقطع. الوقود باهظ الثمن، لذلك يمشي الناس أو يركبون الدراجات أو يستقلون عربات تجرها الحمير والخيول، وبما أن رفح تقع على طول الحدود المصرية، حيث تدخل معظم المساعدات، فإنها تتلقى إمدادات أكثر من الأجزاء الأخرى من غزة، كما أن الجنود المصريون غالبًا ما يمنحون الأطفال بعض الطعام.
وتابعت، أنه مع ذلك، فإن العديد من السكان يشعرون باليأس لدرجة أنهم يرشقون شاحنات المساعدات بالحجارة لمحاولة إيقافها أو حشدها لمحاولة الاستيلاء على كل ما يمكنهم الاستيلاء عليه.
وقُتل وجُرح المئات من الأشخاص وسط تدافع وإطلاق نار إسرائيلي عندما حاولت قافلة من الشاحنات إيصال مساعدات إلى مدينة غزة، شمال القطاع، الشهر الماضي.
يقضي معظم الأشخاص الذين لجأوا إلى رفح أيامهم في محاولة تأمين الاحتياجات الأساسية: العثور على المياه النظيفة للشرب والاستحمام، والحصول على ما يكفي من الطعام وتهدئة أطفالهم عندما تضرب الضربات الإسرائيلية مكانًا قريبًا.
وقالت هديل أبو شريك، 24 عاماً، التي تقيم مع ابنتها البالغة من العمر 3 سنوات وأقارب آخرين في مطعم مغلق في رفح: "كل شيء صعب هنا، لقد تحطمت أحلامنا، وتحولت حياتنا إلى كابوس".
وقالت: إن أسرتها لا تتمكن عادة من العثور على ما يكفي من الطعام إلا لوجبة واحدة في اليوم، وبينما يغليون الماء قبل شربه، يصاب الكثير منهم بالمرض، بما في ذلك ابنتها، ليس لديهم مكان سهل للحصول على الدواء.
وقالت: "القصف مرعب، خاصة بالنسبة للأطفال"، مضيفة أن الجميع تجمعوا في الزاوية عندما سمعوا الضربات الإسرائيلية، خوفاً من سقوط السقف عليهم.
مأوى نادر
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن المأوى نادر للغاية لدرجة أن الإيجارات ارتفعت بشكل كبير، وأصبحت المدارس مخيمات للاجئين بحكم الأمر الواقع، وتنام العديد من العائلات في الخيام أو تربط الأغطية البلاستيكية لحماية نفسها من المطر والبرد.
وتابعت أن بعد وقت قصير من بدء الغزو، أقام إسماعيل العفيفي، وهو خياط من شمال غزة، مخيماً مع عائلته تحت درج خرساني في إحدى المدارس.
ولتلبية احتياجاتهم، يراقب أبناء الكثيرون المساعدات وشاحنات المياه حتى يتمكنوا من الاندفاع ومحاولة الحصول على الإمدادات أو ملء دلاءهم بالمياه، وعندما يتوفر لديهم الدقيق، يقومون بخبز الخبز مع نساء أخريات في فرن طيني مؤقت في الشارع.
وقال العفيفي، 62 عاماً، إنه غالبًا ما يذهب إلى الفراش جائعاً.
وقد أدى نقص الوقود والإمدادات الأخرى إلى إصابة المرافق الطبية المحلية بالشلل تقريبًا.