ما الأهداف الإستراتيجية لحزب الله لمواكبة صراع غزة؟

توجد أهداف إستراتيجية لحزب الله لمواكبة صراع غزة

ما الأهداف الإستراتيجية لحزب الله لمواكبة صراع غزة؟
صورة أرشيفية

المواجهة الحالية بين حزب الله وإسرائيل باتت على محكّ الحرب، في ظل تصاعُد للأحداث بين الجانبين في جنوب لبنان إثر اشتباكات متفاوتة ينتج عنها سقوط قتلى وصواريخ على أماكن تخص الجانبين. 

قبيل يوم 7 أكتوبر وما تلاه من أحداث، كانت هناك مناوشات طفيفة بين حزب الله وإسرائيل حول نطاق الشريط الأزرق الفاصل بين الجانبين، حيث كان يتم مداهمات خفيفة بين الأطراف دون استخدام إطلاق صواريخ ولكن ما حدث في غزة فتح الباب أمام الصراع. 

أهداف سياسية وإستراتيجية لحزب الله 

وقد عكست المؤشرات الميدانية في جنوب لبنان أشكالاً سياسية تخص حزب الله في ظل محاولات داخلية في لبنان لانتخاب رئيس للبلاد ومعه حزب الله يسعى للسيطرة عن طريق مرشح رئاسي مدعوم من طرفه، وتوجيه أطراف الحزب رسائل الاستعداد للانخراط في حرب غزة، وتوجيه رسائل الالتزام بمقررات القرار 1701، وفرض منطقة عازلة على الضفة الإسرائيلية تناهز الـ5 كيلومترات، والتمهيد لاختراقات للحدود تقوم بها منظمات فلسطينية.

وقد بدأ حزب الله عملياته العسكرية، بعد 24 ساعة على انطلاق معركة غزة فقط، حيث استهدف مواقع عسكرية في منطقة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا التي يعتبرها لبنان محتلة، وهو ما ظهر على أنه توجيه ضربة ضمن قواعد الاشتباك. 

حزب الله في مسار القصف، يرغب بعدم توسيع الاشتباك، ما دام يحقق الأهداف التي يريدها، وتركه ضمن إطاره المحدود، وهو إشغال 3 فرق عسكرية يتخطى عددها الـ30 ألف عسكري إسرائيلي، ووضعها في استعداد على الحدود مع لبنان، دون الانخراط في معركة غزة، كما أنه لن يبادر لافتتاح معركة، لأسباب متصلة بجبهته الداخلية، ومنعاً لإشعال حرب إقليمية.

إرباك إسرائيل 

ويعلم حزب الله أن بدعمه لحركة حماس فانه يخلق جو إرباك للقوات الإسرائيلية على الحدود الشمالية، واستنفار متواصل، يتزامن مع الدفع برسائل الاستعداد للانخراط في الحرب، عبر استهداف الأجهزة الإلكترونية وتجهيزات الرصد المبكر والإنذار والتقصي وكاميرات المراقبة، وقد بلغت، وفق تقديرات إعلامية مقربة من الحزب، 40 في المائة من التجهيزات الإلكترونية المواجهة للبنان. 

ولم يتخط القصف حتى الآن مسافة ثلاثة كيلومترات داخل العمق اللبناني، ما يؤشر إلى أن المعارك لا تزال على الحدود، لكن التطورات دفعت إسرائيل إلى إخلاء المستوطنات حتى مسافة تناهز الـ7 كيلومترات في الداخل، لإبعاد المدنيين عن مرمى الصواريخ التي تطلقها منظمات فلسطينية بشكل متقطع وتتبناها، ووصل بعضها إلى مستوطنة كريات شمونة.

ويقول الباحث السياسي اللبناني طوني حبيب، إن حزب الله يسعى لوجستياً لإطلاق العمليات، إلى جانب رسالته الميدانية بأنه يستعد للحرب عبر تعطيل أجهزة المراقبة، في الوقت نفسه، يدفع برسالة سياسية يحاول عبرها إثبات أنه ليس حارس حدود في الجنوب، وهي مهمة الجيش اللبنانية في الأساس الذي بدوره لا يسعى لدخول حرب مع إسرائيل في ظل أزمات البلاد اقتصادياً. 

ويقول حبيب في تصريحات خاصة للعرب مباشر، إن الحزب يدفع برسالة أن الحدود مفتوحة أمام الفلسطينيين لاستهداف إسرائيل في بلادهم ويرد على أهداف عسكرية في مواقع محددة رداً على ضربات في الداخل اللبناني ضمن قواعد الاشتباك، وهو ما يفيد الحزب سياسياً، وكذلك يضمن بشكل واضح الدعم الإيراني القادم له في ظل الكراهية بين إيران وإسرائيل.