ماهو تأثير قرار الغزواني بالترشح للرئاسة مجددًا في موريتانيا على الإخوان في البلاد؟
تأثير قرار الغزواني بالترشح للرئاسة مجددًا في موريتانيا على الإخوان في البلاد
عقب إعلان الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، ترشحه لولاية رئاسية ثانية وأخيرة، في البلاد كان الإخوان على مسافة جديدة من الصراع الحالي، كونهم يعانون في الأساس من انشقاقات كبرى، وأغلب قيادات الجماعة تحولت من صف المعارضة إلى الاقتراب من الحكومة والنظام الحاكم.
الجماعة الإرهابية باتت على مقربة من البحث عن آليات جديدة تهدف إلى انتشارهم وقدرتهم للوصول إلى قواعد شعبية من أجل زيادة أنشطتهم والبحث عن قادة جدد لتأمين مستقبل الجماعة المتهاوي.
وعقب ترشح الغزواني، قال: إنه ارتأى أن يتوجه إلى المواطنين برسالة مباشرة ليطلعهم على قراره التقدم لنيل ثقتهم لولاية جديدة "تلبية لنداء الواجب، وحرصًا على مواصلة خدمتكم".
أزمات إخوان موريتانيا
ومنذ عام 2019، يشهد حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل" الذراع السياسي لجماعة الإخوان الإرهابية في موريتانيا، انسحابات متتالية شملت بعض قياداته، الذين قرروا الارتماء في أحضان النظام؛ مما أحدث شقوقًا كبرى في الصف الإخواني بالبلاد الساحلية.
استمرت الانشقاقات داخل الحزب الذي لم يستفق من أزمة انسحابات 2019، حتى أواخر العام الماضي 2023، وأسس المغاضبون بعد انسحابهم، تيارات سياسية أعلنت دعمها للرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني، وقررت الانضواء تحت لواء الأغلبية.
وكان يتم في الآونة الأخيرة قيام الإخوان في موريتانيا بعقد حراكًا حزبيًا لمنع ترشيح ولد الشيخ لعهدة رئاسية ثانية، بذريعة ضعف حكومته في الإنجاز، وتزوير الانتخابات، وقمع الحريات.
جماعة بلا أصوات ولا مرشحين في مواجهة الرئيس
الإخوان في موريتانيا فقدوا الكثير من قدراتهم على التأثير، ولم تعد أصواتهم مسموعة في الشارع، وبالتالي فإن محاولاتهم التشويش على ترشح ولد الغزواني لعهدة ثانية لن يكون لها أي تأثير عملي، وخاصة إنه المرشح الأوفر حظًا في الانتخابات الرئاسية.
كما أن ولد الغزواني يعد في طريق مفتوحة لاكتساح الاستحقاق الرئاسي المقرر، نظرًا للشعبية التي يحظى بها، ولغياب منافسين جديين، وكذلك للنتائج المهمة التي حققتها الأغلبية، وعلى رأسها حزب الإنصاف الحاكم، في الانتخابات البرلمانية والمحلية والبلدية العام الماضي.
وأسس المنشقون تيارات سياسية أعلنت دعمها للرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني، وقررت الانضواء تحت لواء الأغلبية.
ويقول الإعلامي الموريتاني سيد محمد ولد الخليفه: إن عجز الإخوان عن تقديم مرشح للانتخابات بسبب التصدع الكبير الذي يعيشه هذا الحزب منذ فترة، وكذلك الاستقالات التي تقدم بها الكثيرون من قيادات الصفين الأول والثاني، وإلى تراجع تأثير الحزب في الأوساط السياسية والشعبية بسبب تخلي الحزب عن خطابه الحاد تجاه النظام.
وأضاف ولد الخليفة - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن الحزب انسحب من الميدان ولم يعد صاحب المبادرة، والآن هم في انتظار المواجهة مع الرئيس، خاصة وأنهم بدأوا في تكوين نفسهم كقوى المعارضة، وقد بدأت العلاقة مع النظام تتغير ملامحها، ولم يعد الحديث عن قضايا المواطنين والأسعار والفساد في أولويات المعارضة، بل انشغلوا بالقضايا الإقليمية والدولية، والمفاهيم المتعلقة بالإيديولوجيا.