أجرى رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري زيارة الي الفاتيكان اليوم الخميس، وتأتي في وقت تتعثر في ولادة حكومته وتتفاقم الأزمة السياسية في لبنان.
ووصفت زيارة الحريري إلى الفاتيكان بأنها رغبة في قطع الطريق أمام بعض الساسة الذين يتاجرون بقضية المسيحيين ضد السنة، كما يسعى الحريري إلى  حشد دعم المجتمع الدولي لمواجهة إرهاب حزب الله وتدخلاته في الشؤون الداخلية لدول الجوار.

سر الزيارة

قال الصحفي والكاتب اللبناني فادي عكوم، إن زيارة الحريري للفاتيكان تعتبر من الزيارات الاستباقية التي بدأها منذ فترة، والتي تشمل العديد من عواصم القارات وفي منطقة الشرق الأوسط وحول العالم.

وتابع عاكوم للعرب مباشر، أن الحريري يحاول كسب الوقت والاستفادة من الوقت الضائع قبل تشكيل الحكومة، فهذه الزيارات كان من المفترض ان يقوم بها بعد تشكيل الحكومة ولكنه يقوم بها الآن لتهيئة الأرضية لما سيتم القيام به بعد تشكيل الحكومة.

وأكد عاكوم، ان الفاتيكان تعتبر الحامي الأساسي والمرجعية الأساسية لمسيحيي لبنان، ولاسيما خلال هذه الفترة التي يتم فيها الحديث عن حقوق المسيحيين سواء في الشرق الأوسط أو لبنان وحماية حقوقهم.

وأضاف أن بعض السياسيين في لبنان، يتاجرون بهذا الملف بشكل واضح جدا، إلا أن الحريري يرغب في التأكيد على حقوق المسيحيين، والسعي للحفاظ عليها كمكون اساسي من المكونات اللبنانية والشعب البناني.

واوضح أن البطريرك بشارة الراعي، والذي يعد من تلامذة الفاتيكان وقضى فترة طويلة قبل ان يتسلم مهامه في لبنان هناك، موجود في الفاتيكان وقد أطلق مسألة الحياد الكلي من قبل، والتي لاقت ردود أفعال عديدة خلال الفترة الماضية.

الحياد بما يخص حزب الله

وأشار إلى أن الحريري بطريقة والأخرى سيتحدث معه في مسألة الحياد، خصوصا فيما يتعلق بتصرفات حزب الله وتدخلاته الخارجية والعلاقات مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج وبعض الدول الأخرى.

وأكد أن هذه الزيارة موجهة لمسيحيي لبنان، لطمأنتهم وطمأنة المجتمع الدولي من خلال الفاتيكان الذي يجمع على مسألة الحياد والحكومة المستقلة وضرورة أن يكون قرار الحرب والسلم بيد الجيش اللبناني وحده دون أي تدخلات أخرى.

وسيط جديد

وعلى جانب آخر، أعلن الحريري أن الفاتيكان أصبحت وسيطا لحل الأزمة السياسية في لبنان والمتعلقة بعدم القدرة على تشكيل حكومة حتى الآن.

وقال الحريري عقب لقائه ببابا الفاتيكان "شرحت لقداسة البابا المشاكل التي نعاني منها وطلبت مساعدة لبنان".

وأضاف "البابا سيزور لبنان لكن بعد تشكيل الحكومة الجديدة، وهذه يجب أن تكون رسالة للإسراع بالتشكيل".

واستطرد قائلا: "دوائر الفاتيكان تعلم من يعطل ومن لا يعطل وسيكون هناك زيارات إلى لبنان لحلحلة الأمور".

واشار الحريري إلى أن هناك أزمات متعلقة بزعيم التيار الوطني الحر وحليف الرئيس ميشال عون، جبران باسيل وحلفائه، والتي تعد ضمن اسباب تأخر تشكيل الحكومة.

واوضح ان زيارته الخارجية قبل تشكيل الحكومة سببها البحث عن مساعدة لبنان والخروج من الأزمة الحالية.
وشن الحريري هجوما على الرئيس ميشال عون، بعد أن انتقد جولات الحريرية الخارجية ووصفها بالجولات السياحية حول عواصم العالم.