"الحرس الثوري والجيش الإيراني".. صراع قد يُسقط "الملالي" قريبًا

صورة أرشيفية

يعاني الحرس الثوري الإيراني من انهيارات داخلية شديدة فلا يستطيع الصمود أمام الضربات المتتالية للعقوبات والحصار وكشف دوره في تهديد المنطقة العربية، وكانت الضربة القاسمة هي مقتل قاسم سليماني قائد "فيلق القدس"، تلك الانهيارات دفعت الحرس الثوري لمحاولة إظهار نفسه على الساحة السياسية والإعلامية الإيرانية بمظهر المتماسك، فسعى لفرض هيمنته على البرلمان الإيراني ولجانه المختلفة، خاصة بعد أن جلس مؤخرًا على كرسي رئاسة البرلماني القيادي السابق بالحرس الثوري "محمد باقر قاليباف"، مما أدى لحالة من التذمر والغضب داخل صفوف الجيش الإيراني الذي يرفض تمدد نفوذ الحرس الثوري بشكل غير مسبوق مما ينذر بصراع عنيف بين أذرع النظام الإيراني العسكرية قد يغير وجه إيران إلى الأبد.

الجيش الإيراني ينتقد زيادة نفوذ الحرس الثوري بشكل غير مسبوق


المنسق العام للجيش الإيراني حبيب الله سياري، وجه انتقادات صريحة للحرس الثوري الإيراني واصفًا تدخلهم في السياسة والاقتصاد والإعلام ومحاولاتهم فرض سيطرتهم ونفوذهم في أرجاء إيران كافة بأمر زاد عن الحد.


موضحًا، أن الجيش الإيراني دائمًا ما يرفض التدخل في الألاعيب السياسية، حيث تتفق قياداته على أن التسييس مضر للقوات المسلحة، كما أن دخول الأجهزة العسكرية إلى الأنشطة الاقتصادية أمر غير مقبول، لأنه ليس من مصلحة القوات المسلحة أو الدولة التدخل في الاقتصاد، مضيفًا الجيش الإيراني يعلن عن كل خطوة يقوم بها إلى وسائل الإعلام الرسمية التي تتجاهل نشر نشاطات الجيش الإيراني بأوامر من الحرس الثوري المسيطر على الإعلام.


وتابع سياري، نستطيع بكل سهولة أن ننشط مكتب العلاقات العامة ونوسع نشاطنا الإعلامي خاصة إذا ما استمر الإعلام الإيراني في تجاهل أنشطتنا مقارنة بحديثه عن الآخرين في تلميح إلى الحرس الثوري الإيراني.


وانتقد سياري تجاهل دور الجيش الإيراني في حرب الخليج الأولى (الحرب الإيرانية العراقية التي امتدت بين 1980 و1988، خاصة في سلسلة البرامج الوثائقية عن الحرب التي  أنتجها قسم الدعاية في الحرس الثوري تم فيها تجاهل دور الجيش.


الحرس الثوري تحول من كيان موازٍ للجيش الإيراني إلى "قوة منفردة"


الحرس الثوري الإيراني الذي تضخم خلال السنوات الماضية بشكل أثار خوف وقلق الجميع في إيران، حيث تم إعداد الحرس الثوري في بداية الأمر ليكون جهازًا موازيًا للجيش الإيراني إلا أنه ومع مرور السنين لم يقبل الحرس الثوري بفكرة أن يكون كيانا موازيا للجيش فبدأ يتفوق على الجيش الإيراني بدعم مباشر من المرشد الإيراني وذلك منذ عام 1979 – الثورة الإيرانية.


 ومن المعتاد أن يختار المرشد الإيراني رئيس الأركان المسلحة من الحرس الثوري الأمر الذي خلق حالة من التنافس والعداء غير المعلن بين الحرس الثوري والجيش الإيراني، خاصة مع خطورة تعرض الجيش للحرس الثوري بما يملكه من دعم من المرشد الأعلى.


مراقبون أكدوا أن الخلافات بين الذراعين العسكريين للنظام الإيراني تصل لأعلى مستوى لها خلال الفترة الحالية، مؤكدين أن ما يحدث خلف الكواليس يختلف تمامًا عما يعلن عنه، مؤكدين أن الأمر يتطور في كثير من الأحيان لتوجيه ضربات عسكرية إلى بعضهم البعض.


وأضافوا، على سبيل المثال حادث استهداف سفينة الإمداد الحربية الإيرانية كوناراك بصاروخ من قبل المدمرة الإيرانية جاماران التابعة للجيش، التي كانت تختبر صاروخاً جديداً مضادا للسفن، خلال مناورة في مياه بحر عمان قرب خليج هرمز جنوب إيران، ونجم عن ذلك غرق كوناراك في 10 مايو 2020، لم يكن عن طريق الخطأ، بل إنه  حدث مقصود من قبل الجيش موجه إلى الحرس الثوري لتأديبه على خطأ ارتكبه أحد قادة الحرس الثوري في حق قائد من قادة الجيش أثناء اجتماع جمع عددا من القادة.

النظام الإيراني يخشى من "جيشه" ويستخدم "الحرس الثوري" درعاً لحمايته


وأكد مراقبون أن النظام الحاكم في إيران لا يثق في الجيش الإيراني لذلك لجأ لتأسيس جيش موازٍ، حيث يصف قادة النظام الإيراني قوات الجيش بـ"جيش الشاه" وقد حاولوا في بداية سيطرتهم على البلاد تفكيك الجيش وإعدام قياداته مما دفع البقية الباقية من قادة الجيش الإيراني القدامى للهرب خارج إيران عقب السنوات الأولى للثورة الإيرانية.


وتابعوا، النظام الإيراني تحجج بالخوف من الانقلابات العسكرية ليبدأ مخطط طويل لإضعاف الجيش الإيراني واستبداله بالحرس الثوري الذي راهن المرشد الإيراني على القوة العسكرية العقائدية الوليدة، لحماية النظام من الانتفاضات الشعبية ومن التقلبات الخارجية، ليبدأ تضخيم الحرس على حساب الجيش الإيراني.


وأضافوا يظهر هذا جليا في مقارنة الميزانية المعتمدة للكيانين فدائمًا ما تبلغ ميزانية الحرس أضعاف ميزانية الجيش، كمثال ميزانية عام 2019، فقد حصل الحرس الثوري على 6 مليارات دولار، بينما حصل الجيش الإيراني على مليار ونصف فقط.


وأضاف أن المحسوبين على الحرس الثوري والجناح المتشدد اعتادوا الإساءة للجيش الإيراني وقادته، حتى على التلفزيون الرسمي للدولة، وأبرزها واقعة إذاعة فيلم وثائقي يشير إلى ضعف الجيش، واتهامات المنظر المتشدد حسن عباسي لقادة الجيش بالضعف، ما استوجب تدخل المرشد الحالي خامنئي بنفسه في حينها.