السيسي في بلده الثاني.. الرئيس المصري يعقد اتفاقيات هامة بالسودان

السيسي في بلده الثاني.. الرئيس المصري يعقد اتفاقيات هامة بالسودان
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي

وصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم السبت، العاصمة السودانية الخرطوم، في زيارة سريعة لعدة ساعات، وسط تشديدات أمنية مكثفة في المنطقة المحيطة بالمطار.

أول زيارة


وتعتبر زيارة الرئيس المصري إلى السودان الشقيق، هي الأولى من نوعها عقب تشكيل مجلس السيادة الانتقالي، والتي تأتي ترسيخا لجهود مصر بقيادة السيسي لدعم السودان وشعبها الشقيق خلال المرحلة التاريخية الحالية الهامة الذي يمر بها.

كما تثبت الزيارة مدى الحرص على التنسيق المشترك وتوحيد الرؤى والمواقف بين البلدين تجاه مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وتصدر وسم "السيسي في بلده الثاني" منصة التغريدات القصيرة "تويتر"، فور وصول الرئيس المصري للخرطوم، ترحيبا بزيارته السودان.

ووصل السيسي الخرطوم، وسط مراسم استقبال رسمية، بحضور عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني، حيث عزفت الموسيقى العسكرية السلام الجمهوري لكلا البلدين، وجرى استعراض حرس الشرف الجمهوري، ثم حيا السيسي كبار مستقبليه من الوزراء السودانيين، والتقط الزعيمان الصور التذكارية.

وسبق تلك الزيارة، لقاء وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي، الثلاثاء الماضي، بالرئيس السيسي ونظيرها المصري سامح شكري في القاهرة، فيما كان رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية محمد فريد، في زيارة للخرطوم استمرت يومين، تم خلالها توقيع اتفاقية للتعاون المشترك في مجالات التدريب والتنسيق العسكري.


ملفات هامة


وتشهد الزيارة بحث عدد من الملفات المشتركة، على رأسها سد النهضة الإثيوبي، والأمن في البحر الأحمر، وتطورات الأوضاع على الحدود السودانية، بجانب العلاقات الثنائية وسبل تطويرها، والملفات المشتركة والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

ومن المقرر، عقد قمة مصرية سودانية، وعدد من اللقاءات الثنائية مع كبار القادة والمسؤولين السودانيين، لمناقشة مختلف الملفات المتعلقة بالتعاون المشترك وسبل تعزيز العلاقات الثنائية، بعد الصعيد العسكري والأمني والاقتصادي، ما يثبت الإرادة القوية المتبادلة بين البلدين الشقيقين لتعزيز أطر التعاون بينهما في كافة المجالات وبما يسهم في تحقيق مصالحهما المشتركة.

 

رفض الاستئثار بموارد النيل


وعقب القمة الثنائية المصرية السودانية، أعلنت الرئاسة المصرية أن السيسي والبرهان اتفقا على رفض أي إجراءات أحادية تهدف لفرض الأمر الواقع والاستئثار بموارد النيل الأزرق.

وخلال جلسة مباحثات منفردة أعقبتها جلسة موسعة ضمت وفدي البلدين، بين الرئيس المصري ورئيس مجلس السيادة السوداني، أبدى الفريق أول البرهان ترحيب الجمهورية السودانية قيادة وحكومة وشعبا بزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي، مؤكدا ما تتسم به العلاقات المصرية السودانية من تميز وخصوصية ووحدة المصير، ومعربا عن تقديره لمواقف مصر الداعمة للسودان في كافة المجالات، لمواجهة تداعيات الأزمات المختلفة، وكذلك المساهمة في رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وهي المواقف المصرية التي تأتي انعكاسا للعلاقات التاريخية والإستراتيجية التي تجمع البلدين، والتي يعول السودان على استمرار تلك المواقف الداعمة له في مختلف المحافل الإقليمية والدولية، وفقا لبيان الرئاسة المصرية.

كما أشار الفريق أول البرهان إلى تطلع وحرص السودان على تفعيل المشروعات المشتركة بين مصر والسودان وتعزيز آفاق التعاون بينهما على مختلف الأصعدة خاصة على المستوى السياسي والاقتصادي والأمني والعسكري.

وأضافت الرئاسة المصرية أن السيسي أعرب عن تقديره لشقيقه رئيس مجلس السيادة السوداني على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مؤكدا سيادته ما يجمع الشعبين المصري والسوداني من روابط أخوة ومودة وتاريخ مشترك، ومشيدا بما تشهده العلاقات الثنائية مؤخرا من زخم كبير، بما يعكس إرادة سياسية للارتقاء بتلك العلاقات إلى آفاق أوسع، خاصةً في مختلف المجالات الإستراتيجية ذات الاهتمام المشترك.

كما شدد الرئيس على استمرار دعم مصر لحكومة وشعب السودان في كل المجالات، والاهتمام بالارتقاء بالعلاقات الثنائية بما يعزز الشراكة الإستراتيجية القائمة على أساس الاحترام المتبادل والتعاون المشترك لما فيه صالح البلدين الشقيقين، وعلى نحو يجعل العلاقات المصرية السودانية نموذجا يُحتذى به للشراكة التنموية الشاملة والتكامل الاقتصادي.

وأكد أيضا مساندة مصر لكل جهود تعزيز السلام والاستقرار والتنمية في السودان خلال تلك المرحلة المفصلية من تاريخه، وذلك انطلاقا من قناعة راسخة بأن أمن واستقرار السودان يُعد جزءا لا يتجزأ من أمن واستقرار مصر، وأن يد مصر دائما وأبدا ممدودة للتعاون والخير والبناء للسودان كنهج إستراتيجي ثابت.

وتناولت المباحثات سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين على كل الأصعدة، ومناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خاصة تطورات الأوضاع بمنطقة الحدود السودانية الإثيوبية والتحركات السودانية الأخيرة لبسط سيادة الدولة على حدودها الشرقية المتاخمة لإثيوبيا، والتي تأتي في إطار احترام السودان للاتفاقيات الدولية المنشئة للحدود وسعيها الدائم لتأكيد سيادة الدولة بشكل سلمي ودون اللجوء للعنف.

وتبادلوا خلال اللقاء وجهات النظر بشأن تطورات ملف سد النهضة، حيث تم التوافق على أن المرحلة الدقيقة الحالية التي يمر بها ملف سد النهضة تتطلب أعلى درجات التنسيق بين مصر والسودان بوصفهما دولتي المصب اللتين ستتأثران بشكل مباشر بهذا السد، مع التشديد على رفض أي إجراءات أحادية تهدف لفرض الأمر الواقع والاستئثار بموارد النيل الأزرق.

كما قرروا تعزيز الجهود الثنائية والإقليمية والدولية للتوصل لاتفاق شامل ومتكامل حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة يكون ملزماً قانونياً ويحقق مصالح الدول الثلاث، ويحد من أضرار وآثار سد النهضة على مصر والسودان، خاصةً من خلال دعم المقترح السوداني لتشكيل رباعية دولية تشمل رئاسة الاتحاد الإفريقي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة للتوسط في هذا الملف.