المعتقلات في «سجون أردوغان».. بـ«أوامر سيادية» عذابهن لا يتوقف
جرائم لا حصر لها ارتكبها النظام التركي بتوجيهات رئيسه "رجب طيب أردوغان" ضدّ كل مَن يظن النظام أنه غير راضٍ عن سياسات أردوغان، فمنذ انقلاب 2016 المزعوم اعتقل الأمن التركي مئات الآلاف من الأشخاص دون اتهامات، أكثر مَن تعرض للانتهاكات في معتقلات وسجون "أردوغان" كانت النساء اللاتي ألقي بهن إلى السجن دون أي اعتبارات، فألقي بعضهن في السجن رغم حملهن ورغم حظر القانون التركي على السلطات إلقاء القبض أو اعتقال أي سيدة خلال فترة حملها إلا أنه خلال فترة الطوارئ التي فُرضت عقب الانقلاب المزعوم تم انتهاك جميع القوانين عدة مرات وصدرت قرارات بالقبض على عشرات النساء رغم حملهن وكشفت التقارير من داخل السجون التركية أن هناك أكثر من 700 طفل يعيشون مع أمهاتهم خلف أسوار السجون.
"أردوغان" يناقض نفسه وبعد آلاف الاعتقالات يؤكد.. المعتقلون ليسوا إرهابيين
الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" كان قد أدلى بتصريحات مثيرة ناقض فيها نفسه بنفسه خلال اجتماع عقده بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لانتقال البلاد من النظام البرلماني إلى الرئاسي.
وأكد "أردوغان" أن نظامه قدم أداءً ناجحًا في مكافحة الإرهاب بحيث تراجعت أعداد الإرهابيين في الداخل التركي إلى حوالي 400 شخص، في إشارة إلى عناصر حزب العمال الكردستاني الانفصالي، وذلك على الرغم من أن سجون تركيا تحفل في الوقت الراهن بعشرات الآلاف من المعتقلين بتهمة الإرهاب بينهم صحفيون وسياسيون وأكاديميون.
مراقبون أكدوا أن تصريحات أردوغان تعتبر اعترافًا صريحًا بأن الذين اعتقلهم بموجب قرارات حالة الطوارئ منذ محاولة الانقلاب المزعومة ليسوا إرهابيين كما كان يزعم.
وتابعوا، أطلقت تركيا حملة اعتقالات زعموا أنها للتطهير شملت كافة القطاعات واتهمت مَن تم اعتقاله بأنه منضمّ لجماعة إرهابية، ورغم أن الفترة الأخيرة أثار فيها أردوغان الجدل من جديد بعد رفضه استثناءه للصحفيين والسياسيين المعتقلين في تركيا من قانون العفو العام الذي صدر هذا العام لأنهم إرهابيون إلا أن تصريحاته الأخيرة كشفت أكاذيبه ومحاولاته للانتقام من كل المعارضين.
رأيت في السجن أسوأ أيام حياتي.. طفلي وُلد وعاش عامًا كاملًا وراء الأسوار
من جانبها روت "أوزليم ميجي"، معلمة تركية سابقة، أصعب عام مر بحياتها بعد أن قضته بين جدران السجن، الذي استقبلت فيه مولودها بعد ثلاثة أشهر من السجن.
وكانت السلطات التركية قد اعتقلت المعلمة التركية في نوفمبر عام 2016، بسبب عملها معلمة في أحد مراكز دروس التقوية التابعة لحركة الخدمة في مدينة "أردهان"، وتم إرسالها إلى سجن "شاكران" في مدينة "أزمير"، ولم يشفع لها عند السلطات التركية كونها امرأة تحمل جنينًا في الشهر السادس وتترك خلفها طفلة لم تتجاوز الخمس سنوات من عمرها.
قضت المعلمة التركية الأشهر الثلاثة المتبقية من حملها داخل السجن، ووضعت مولودها في أحد المستشفيات الحكومية بتاريخ 15 يناير 2017، قائلة: "الطفل كانت صحته غير جيدة ووضع في غرفة الرعاية المركزة بعيدًا عني وأعادوني إلى السجن مجددًا دون السماح لي برؤيته، وبقيت 6 أيام محتجزة دون أن أراه أو أعرف شيئًا عن حالته الصحية.
وتابعت ميجي، كنت أضطر لإلقاء لبن الرضاعة في دورة المياه، وبعد مرور عدة أيام التقيت بطفلي ليذهب معي إلى السجن مرة أخرى ولم أخرج من السجن إلا بعد أن اقترب من إتمام عامه الأول خلف أسوار السجن.
تقول "ميجي"، التي ظلّت في السجن لمدة 12.5 شهر إجمالًا، وعلى الرغم من إجباري على العيش في السجن، إلا أنني لم أفقد الأمل أبدًا وبقيت على قيد الحياة بسبب ابني، مضيفة، لم أفقد أملي أبدًا كان "مراد" ابني أكبر دافع أستخدمه لتحسين حالتي النفسية ورفع معنوياتي، شعرت بأنني يجب أن أبقى قوية حتى يخرج من خلف أسوار السجن الذي وُلد فيه.
محروم من رؤية طفلي منذ أن وُلد فهو معتقَل مع والدته
يقول زوج المعتقَلة التركية "إيليف توغرال": أردوغان ونظامه لا يعرفون الرحمة، زوجتي عانت الأمرّين أثناء اعتقالها دون تهمة ورغم آلاف المطالبات بالإفراج عنها إلا أن النظام التركي تعنَّت ولم يستجبْ لنا.
زوج "توغرال" أشار إلى أن زوجته تم اعتقالها وهي حامل في شهرها الخامس، وسارع وقتها بتقديم التقارير الطبية التي تؤكد تعرُّضها لخطر الإجهاض إذا لم تتلق رعاية طبية فائقة وأن الأمر يمثل خطورة على حياتها إلا أن السلطات التركية تجاهلت ذلك وزادت إصرارًا على اعتقالها.
وتابع، القانون يحظر ذلك، والمادة 4/16 من قانون تنفيذ العقوبات رقم 5275، تنصّ على حظر اعتقال السيدات الحوامل، وإنما يجب تأجيل تنفيذ الحكم إلى 6 أشهر بعد الوضع، حتى وإن تم صدور حكم نهائي إلا أن رئيس الجمهورية ورجاله فوق القانون هنا في تركيا.
وأضاف، المحكمة رفضت إخلاء سبيل زوجتي ليتم إرسالها إلى سجن "شاكران" على الرغم من اطلاعهم على التقارير الطبية التي تؤكد خطورة ذلك على حياتها، وبعد 4 شهور من السجن أرسلت زوجتي رسالة نشرتها عدة وسائل إعلامية وجَّهتها للرئيس "أردوغان" وطالبت فيها بالعدالة، وقالت للرئيس: تبقى على ولادة طفلي 10 أيام فقط والأطباء أكدوا ضرورة أن تكون الولادة قيصرية وليست طبيعية وأنها تحتاج لرعاية طبية لأسبوع قبل إجراء الولادة إلا أن السلطات تجاهلت رسالتها وكذلك تجاهلها أردوغان لتبقى في السجن.
وتابع، بدلًا من السعادة والترقب عشت أيامًا من الرعب كلما اقترب موعد الولادة أخشى أن أفقد زوجتي وطفلي معًا، وقدمت طلبًا لإدارة السجن يشرح أن المستشفى تبعد مسافة ساعتين كاملتين عن السجن وأن نقلها تلك المسافة الكبيرة يعرض حياتها وحياة جنينها إلى الخطر ، خاصة أنها تأخذ حقنة يوميًا طوال فترة حملها بسبب مشكلة تخثر الدم الوراثي التي عانت منه شقيقة زوجتي وتسبب في فقدانها لجنينها في الشهر التاسع.
يقول الزوج: حتى الآن لا أعرف أحوال زوجتي وطفلي، كل ما عرفته أنها انتقلت إلى المستشفى من أجل الولادة القيصرية في حراسة 10 حُرّاس من أفراد قوات الدرك، ووضعت حملها ثم تمّ نلقها إلى العناية المركزة هي والطفل وسط حراسة مشددة، وكأنّ مَن في غرفة الرعاية هو أحد زعماء الجريمة المنظمة وليس مجرد سيدة تضع مولودها، وتم نقلها على الفور إلى السجن لتستكمل علاجها خلف الأسوار برفقة طفلي دون مبالاة بالمناشدات والمطالبات بالإفراج عنها، وحتى الآن طفلي الذي لم يتجاوز عمره النصف عام معتقل برفقة أمه وليس من حقي رؤيته رغم تفشي وباء "كورونا" في السجون والرعب الذي أعيش فيه يوميًا خوفًا من إصابتها أو إصابته به.