الهلال الأحمر التركي.. أداة أردوغان للرقص على آلام الشعوب

يستخدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الهلال الأحمر لخدمة أهدافه التوسعية

الهلال الأحمر التركي.. أداة أردوغان للرقص على آلام الشعوب
صورة أرشيفية

في ظل المخطط التركي لتدمير الدول والمجتمعات ليس بالحرب فقط، بل بمحاولة السيطرة على المواطنين الذين أصبحوا تحت مقصلة المساعدات المقدمة من الهلال الأحمر التركي وسندان فيروس كورونا المستجد، بالإضافة إلى الأزمات الكثيرة التي يواجهها الأهالي في مناطق تحتلها تركيا مثل الشمال السوري الذي افتتحت فيه أنقرة مركزا صحيا جديدا بواسطة جمعية "أطباء حول الأرض" التركية، وتقديم مساعدات لأغراض سياسية في اليمن وبعض الدول الإفريقية.

المتاجرة بالمساعدات الإنسانية

استغلت جمعية الهلال الأحمر التركي، اقتراب شهر رمضان الذي تتزايد فيه الأعمال الخيرية الموجهة لشرائح المجتمعات الفقيرة، للتغلغل داخل اليمن بشكل أوسع، وكثفت من انتشارها بعدد من المحافظات الجنوبية والشمالية، حيث أوفدت تركيا عددا من عناصرها إلى اليمن، تحت لافتة العمل الإنساني لجمعية الهلال الأحمر التركي باليمن.

تجنيد المواطنين في الشمال السوري

أعلن منسق مشاريع الجمعية، "فرقان ترزي"، أن المركز الجديد يضم 21 موظفا بينهم كوادر طبية وأمنيون ومترجمون وإداريون، وأن مناطق جديدة تخضع لسيطرة الاحتلال التركي ستشهد العام القادم افتتاح خمسة مراكز صحية، وكانت الولاية التركية ومديرية الصحة فيها قد افتتحت سبعة مراكز صحية في "تل أبيض" وثلاثة في "رأس العين" شمالي سوريا.

العلاج مقابل الاحتلال

يقع المركز الصحي يقع في بلدة سلوك، ويضم عيادات للأطفال، والنسائية والتوليد، والجلدية، والأسنان، وأشارت الأنباء إلى أن المركز الصحي سيقدم خدماته بشكل مجاني لأهالي المنطقة التي شهدت عملية الاحتلال لتلك الأراضي.

مسرحية هزلية

رأت الناشطة الكردية هيف شيخو، أن هذا الفعل يعتبر مجرد مسرحية هزلية من قبل قوات الاحتلال التركي والميليشيات التابعة لأنقرة للسيطرة على المواطنين في الشمال السوري وتجنيد الأشخاص لاسيما الشباب منهم في ميليشيات المرتزقة التابعين لها.

وأضافت شيخو: "لا يمكن استيعاب الأمر بكل صراحة، فالميليشيات التابعة للاحتلال التركي تقوم باختطاف الأطفال والشباب وتجنيدهم لإرسالهم في مناطق الصراع التي تزج فيها تركيا بجيشها أو مرتزقتها وهذا ما حدث بالفعل في ليبيا وأذربيجان، حيث تم اختطاف الكثير من الشباب من الشمال السوري وتم إرسالهم في ليبيا".

وأوضحت أن هناك مخاوف كثيرة من استخدام هذه المراكز الطبية لتحقيق أهداف أخرى وعلى رأسها التجنيد أو سرقة الأعضاء أو عمليات اغتصاب للفتيات أو الاتجار في البشر، مشيرة إلى أن هناك حالة قلق واسعة بين الأهالي تجاه تلك الخطوة عقب تدمير الاحتلال التركي والميليشيات للمشافي خلال القصف أو استخدام الذي لا يزال بحالة جيدة منها لأغراض أخرى مثل مخازن للسلاح أو مكاتب ومعسكرات للميليشيات الإرهابية المدعومة من رجب طيب أردوغان.

سيطرة العدالة والتنمية

كشفت إحدى الصحف التركية عن فضيحة جديدة أثارت الرأي العام التركي بعدما أوضحت مدى تغلغل حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، وسيطرته على مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الخيرية في الداخل التركي.

صحيفة "جمهوريت" التركية نشرت صورا كشفت من خلالها قيام أعضاء منظمة حزب العدالة والتنمية في مقاطعة سلجوق التابعة لمحافظة إزمير التركية، بتوزيع حزم المساعدات تحت مظلة "الهلال الأحمر".

تغريدات مستفزة

من جانبه، شارك جيربيان أوغلو صورًا حول فعاليات تسليم حزم المساعدات، وهو يرتدي سترة الهلال الأحمر، من خلال حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي، معلقا: "أتقدم بخالص الشكر إلى منظمة الهلال الأحمر التركية التي نفتخر بها جميعا، حيث إنها أول ما يتبادر إلى أذهاننا بمجرد أن نذكر الخدمات الإنسانية في تركيا والعالم أجمع».

أثارت تلك التغريدة ردود أفعال لدى بعض المواطنين الذين رفضوا استغلال مؤسسات المجتمع المدني مثل "الهلال الأحمر" في الممارسات السياسية لصالح حزب السلطة، معبرين عن أسفهم من أن تصبح جمعية الهلال الأحمر الفناء الخلفي لحزب العدالة والتنمية.

استغلال جنسي

وفي سابقة ليست الأولى في تاريخه، عاد الهلال الأحمر التركي يتصدر حديث الرأي العام مرة أخرى بفضيحة استغلال جنسي.

الهلال الأحمر التركي أعلن فصل ممثله في منطقة باي بازاري، أحمد كاواس، بسبب تورطه في جريمة مخزية، القرار جاء بعد انتشار أخبار حول اعتداء أحمد كاواس جنسيا على شابين.

يشار إلى أن أحمد كاواس كان يعمل رئيسا لفرع الهلال الأحمر في منطقة باي بارزاي، بجانب عمله إمامًا لمسجد الفاتح في إسطنبول، فضلا عن كونه رئيسا لنادي "جانتشليك سبور" الرياضي في بلدية باي بازاري.

فضيحة منحة نجل أردوغان

وأتى ذلك بينما لا تزال أصداء فضيحة تقديم منظمة الهلال الأحمر التركي منحة بقيمة 8 ملايين دولار أميركي، من أموال تبرعات المواطنين، لصالح أحد الأوقاف التي يشرف عليها بلال، نجل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.