"بحرا وجوا".. خبير يكشف: تركيا تنتهك السيادة اليونانية في شرق المتوسط
أعلنت تركيا أن سفينتها "أوروتش رئيس" لبحوث المسح الزلزالي، التي كانت تعمل في مياه متنازع عليها في شرق البحر المتوسط وسط خلاف مع اليونان، ستجري عملية مسح لمنطقة قبالة الساحل الجنوبي لتركيا حتى منتصف يونيو المقبل.
وتتباين مزاعم تركيا واليونان، العضوين في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، بشأن امتداد الجرف القاري لكل من الدولتين وحقوق موارد الطاقة المحتملة في شرق البحر المتوسط.
وبدأ التوتر في أغسطس عندما أرسلت أنقرة السفينة "أوروتش رئيس" للعمل في المياه التي تطالب بها اليونان أيضا.
تركيا تتمسك بمطالب لا تستحقها
وقال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، الأسبوع الماضي إن بلاده لن تتخلى عن حقوقها ومصالحها في شرق البحر المتوسط بسبب عقوبات الاتحاد الأوروبي المحتملة، بحسب صحيفة "حرييت" التركية.
كانت تركيا قد سحبت السفينة "أوروتش رئيس" من مناطق متنازع عليها قبل قمتين للاتحاد الأوروبي، مما دفع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل إلى قول إن لعبة "القط والفأر" بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة يجب أن تنتهي.
أنقرة مستمرة في التعدي على السيادة اليونانية
ويقول عبدالله أبو العلا، الباحث المتخصص في العلاقات الدولية: إن تركيا تنتهك بهذه التصرفات جميع المواثيق والأعراف الدولية، لاسيما وأن ليس لدى أنقرة أي حق في التعدي على السيادة اليونانية.
وأضاف أبو العلا في تصريح: "رجب طيب أردوغان يتعمد الضغط على الاتحاد الأوروبي بورقتي اليونان وقبرص، زاعما أن بلاده لديها حق في منطقة شرق المتوسط وهذا يتعارض مع جميع الاتفاقيات الموقعة بين دول المنطقة، سواء الخاصة بترسيم الحدود البحرية أو الاتفاقيات الاقتصادية المتعلقة باستخراج الغاز الطبيعي من المنطقة سالفة الذكر".
وتابع: "دائما ما تلجأ تركيا لمثل هذه التصرفات العدوانية التي ليس لها أي تفسيرات منطقية، سواء إرسال سفن للتنقيب عن الغاز الطبيعي وهذا ما تكرر خلال العام الماضي أكثر من مرة أو اختراق مقاتلات للأجواء اليونانية، ما يثير تحفظ دول الاتحاد الأوروبي ويؤكد صحة القرارات التي يتخذها الاتحاد تجاه أنقرة سواء كانت عقوبات أو تحذيرات".
يذكر أن إخطارا ملاحيا أصدرته أنقرة، الثلاثاء، أكد أن السفينة "أوروتش رئيس" برفقة سفينتين حربيتين، ستعمل في منطقة قبالة ساحل أنطاليا.
ويغطي الإخطار 6 أشهر تقريبا بين 22 ديسمبر 2020 و15 يونيو 2021.
الأزمات بين تركيا واليونان تتخطى الحدود البحرية
وفي سياق متصل، أعلنت هيئة الدفاع الوطني اليونانية عن اعتراض مقاتلتين تركيتين من طراز إف16، دخلتا الأجواء اليونانية.
وقال بيان للجيش اليوناني إن الطائرتين حلقتا دون إنذار سابق، فوق جزيرتين يونانيتين في شرق بحر إيجه، حيث تم اعتراضهما من قبل مقاتلات يونانية، وفقا لقواعد الاشتباك الدولية.
عقوبات أوروبية منتظرة تجاه تركيا
وخلال قمة عُقدت الشهر الجاري، اتفق قادة الاتحاد الأوروبي على إعداد عقوبات محدودة على أفراد أتراك بسبب نزاع التنقيب عن الطاقة مع اليونان وقبرص، وتأجيل أي خطوات أشد حتى مارس.
وقالت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل: إن القادة يعتزمون مناقشة صادرات الأسلحة إلى تركيا مع أعضاء حلف شمال الأطلسي وواشنطن بعد أن ضغطت اليونان من أجل حظر الأسلحة.