بعد كشف تورطها... محاولات قطرية لتحسين صورتها أمام الشعب اللبناني

بعد كشف تورطها... محاولات قطرية لتحسين صورتها أمام الشعب اللبناني
صورة أرشيفية

منذ فضح علاقة قطر بحزب الله اللبناني، وكشف المخطط نحو استغلال الأمر تنفيذًا لمصالح إيران ونشر الإرهاب ببيروت، تسعى الدوحة بكل جهودها لتحسين صورتها وتزييف الحقيقة.

واستغلت قطر أحداث انفجار بيروت وسعت لتحسين علاقتها مع الشعب اللبناني من خلال تبديد الأموال والتقرب للبلاد بمزاعم مواجهة آثار الأزمة، بينما كثفت من الترويج لمساعدتها وحملاتها الخيرية الكاذبة لهدف التقدير اللبناني.

انفجار بيروت

ومنذ مطلع أغسطس الجاري، اهتز العالم أجمع لانفجار مرفأ بيروت الذي راح ضحيته أكثر من 200 قتيل و5 آلاف جريح، حيث سارعت مختلف دول العالم بالاصطفاف بجانب لبنان، بينما برزت الفضيحة القطرية، ليسارع أمير الدوحة تميم بن حمد آل ثاني لاستغلال الأمر.

مساعدات مزيفة

ومنذ ذلك الحين، كثفت الدوحة الترويج للمساعدات القطرية وحملاتها الخيرية إلى لبنان والتي تهدف إلى وصولهم لعلاقات تربطهم بمؤسسات وأشخاص للحصول على تقدير لبناني.

ومن بين تلك المساعدات ما ادعته سفارة قطر في بيروت، حيث نشرت أنه تنفيذًا لتوجيهات أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، تم إرسال مساعدات عاجلة إلى الجمهورية اللبنانية الشقيقة، وصلت بتاريخ الأحد الموافق 16/ 8/ 2020 إلى مطار رفيق الحريري الدولي، شحنة من المساعدات الإغاثية الإنسانية مرسلة من الهلال الأحمر القطري، على متن طائرتي سلاح الجو الأميري، وبرفقة فريق إغاثي يضم عددًا من منتسبي ومتطوعي الهلال للمساهمة في عمليات إغاثة المتضررين من الانفجار.

فيما احتفت الصحف القطرية وفي مقدمتها "الشرق"، بما ادعته بحملة "لبنان في قلوبنا"، حيث أوردت أن المحصلة النهائية للحملة لجمع التبرعات إلى الشعب اللبناني جراء انفجار ميناء بيروت وتدمير آلاف البيوت والمستشفيات، أكثر من 94 مليون ريال قطري، معتبرة أنها تظاهرة من أهل الخير والإحسان في قطر والمؤسسات والشركات والأفراد، الذين تسارعوا للتبرع بمبالغ مختلفة من أجل مساعدة أشقائهم في لبنان، فيما تستمر الحملة في جمع التبرعات عبر المواقع الإلكترونية والتطبيقات الخاصة بالجمعيات الخيرية والهلال الأحمر القطري.

وزعمت أن الحملة تهدف إلى جمع ما يقدمه المجتمع القطري لأشقائه اللبنانيين، وتحويله إلى مواد إغاثية تغطي مجالات الإغاثة العاجلة، والصحة، والإيواء، والأمن الغذائي، والمواد غير الغذائية الأخرى، وإعادة الإعمار.

بينما روجت الصحافة القطرية بدعم من السلطة إلى الاحتفاء بأخبار إرسال الدوحة 5 طائرات، بتوجيهات من تميم بن حمد آل ثاني، تحمل المساعدات والإمدادات الطبية، ومستشفيين ميدانيين مجهزين بالكامل سعة كل منهما 500 سرير ومزودين بأجهزة التنفس وبالمعدات والمستلزمات الطبية الضرورية اللازمة لعلاج المصابين جراء الانفجار، فضلًا عن تبرع أمير قطر بـ50 مليون ريال لبيروت من الأموال القطرية الخالصة.

الفضيحة القطرية

وفي ظل تلك المساعي، تحاول قطر طمس فضيحتها التي كشفتها شبكة "فوكس نيوز" الأميركية، أن النظام القطري يمول شحنات الأسلحة الخاصة بحزب الله الإرهابي بلبنان، ما يعرض حياة ما يقرب من 10 آلاف جندي من للقوات الأميركية في قطر للخطر، مشيرة إلى أن قاعدة العديد العسكرية في الدوحة هي مقر متقدم للقيادة المركزية الأمريكية وأسراب من سلاح الجو الأميركي.

ويأتي ذلك استكمالًا للدور الذي تلعبه قطر منذ عام 2017 في مخطط تمويل الإرهاب المترامي الأطراف، كما أن منظمة حزب الله اللبنانية هي ميليشيا شيعية بالوكالة، أنشأها فيلق الحرس الثوري الإسلامي في إيران (IRGC) في لبنان عام 1982، وصنفتها أميركا ككيان إرهابي، وتعتمد على التمويل والدعم الإيرانيين، وهي مسؤولة عن مقتل مئات من العسكريين الأميركيين في العراق ولبنان.

وأكد عميل المخابرات الألمانية "جايسون جي"، اسم مستعار خوفًا من إعلان هويته من تعرضه للخطر أو الانتقام من جانب عناصر تابعة للدوحة، أنه تمكن من اختراق النشاطات القطرية في دعم حزب الله وكيف يصله معدات عسكرية نتيجة التمويل القطري، موضحًا شراء الأسلحة في قطر كجزء من عملية واضحة لحزب الله، وأن أحد أفراد الأسرة الحاكمة سمح بتوصيل أجهزة عسكرية إلى الكيان الإرهابي المعين من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في لبنان.

كما كشف تورط سفير قطر في بلجيكا عبدالرحمن بن محمد سليمان الخليفي في ذلك الأمر، حيث سعى للتفاوض على اتفاق مع العميل الاستخباراتي. 
 
تفاصيل الرشوة

وتضمن الاتفاق دفع قطر مبلغ 750 ألف يورو إلى "جيسون جي" مقابل بقائه صامتًا وعدم فضح ما توصل إليه من مستندات تثبت تورط الحكومة القطرية في تمويل حزب الله سرًّا، مشيرًا إلى أن الخليفي كان قد عمل سابقًا سفيرًا لقطر في برلين بين عامي 2009 و2016.

وأكد العميل المخابراتي أنه لم يكن ينوي الوصول إلى تسوية مع السفير، حيث كان غرضه هو فضح ممولي حزب الله في قطر ومن المسؤولون في الدوحة الذين يوفرون لهم الحماية.

واستعان الدبلوماسي القطري الرفيع في بلجيكا، بمايكل إناكر، المدير التنفيذي لشركة WMP للعلاقات العامة من أجل إخفاء دعم الدوحة لحزب الله، بينما نفى إناكر، تورطه في أي محاولة للتستر على الدعم القطري للحزب، وفق صحيفة ألمانية.

كما أكدت صحيفة "دي تسايت" الألمانية أنه "في بداية 2019، عقد إناكر وضابط المخابرات والدبلوماسي القطري لقاء غداء عرض فيه الـ750 ألف دولار لتأمين صمت جيسون، مسؤول الأمن"، مشيرة إلى أن الحكومة القطرية وسفارات الدوحة في بروكسل وواشنطن وبرلين رفضت التعليق بشأن ذلك.

وشدد "جيسون جي" على أن هدفه هو أن توقف قطر تمويل المتطرفين وتطهيرها من الإرهاب والفكر المتطرف حتى تستطيع أن تكون جزءًا من المجتمع الدولي.

وفي عام 2017، قال الرئيس دونالد ترامب: إن قطر "كانت ممولًا للإرهاب على مستوى عالٍ جدًا، حتى عكس رأيه في وقت لاحق.

وأكدت "فوكس نيوز" أن قطر عكست السياسة الأميركية تجاهها بجهد مكثف ومكلف من قبل قطر وجماعات الضغط التابعة لها، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، مشيرة إلى حث سياسيين أوروبيين بارزين على حملة قمع سريعة لقطر المزعوم لتمويل الإرهاب وحزب الله.
  
معلومات جديدة

كما أوضح "جيسون جي" أنه عمل لصالح أجهزة استخبارات أجنبية، وأنه عقد اجتماعا مع الخليفي في يناير 2019 في بروكسل، وأن هدفه هو أن تتوقف قطر عن دعم المتشددين، مضيفًا أن "التفاحات الفاسدة يجب إخراجها من البرميل، وأن تكون قطر جزءًا من المجتمع الدولي".

ووفقًا لـ"فوكس نيوز"، فإن جمعيتين خيريتين قطريتين قدمتا المال لحزب الله في بيروت تحت ستار الغذاء والدواء، وهما جمعية الشيخ عيد بن محمد آل ثاني ومؤسسة التعليم فوق الجميع، ولكنهما لم يردا على طلب الشبكة للتعليق. 

وسبق أن نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، نفس المعلومات، نقلًا عن جيسون جي، الشهر الماضي، تضمنت أن الخليفي قدم المساعدة إلى وكالة علاقات عامة ألمانية، في قضية تستر معقدة من أجل إخفاء تمويل بلاده لحزب الله.

كما قال "جيسون جي" للصحافة الألمانية في وقت سابق من يوليو: إنه أعد ملفًّا حول الدعم المزعوم الذي توفره قطر لحزب الله.