تركيا تعلن إجراء اتصالات استخباراتية مع مصر.. والقاهرة تتجاهل التعليق
تحاول تركيا التقرب الي مصر واقامة علاقات معها إلا أن القاهرة ترفض التعليق علي محاولات أنقرة
تتطلع تركيا لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع مصر مجددا، بعد أعوام من القطيعة والأزمة الضخمة بين البلدين، لتكثف أنقرة من تصريحاتها مؤخرا بهذا الشأن في محاولة للتودد ومغازلة القاهرة، التي لم تدلِ حتى الآن بتصريح رسمي في هذا الشأن.
اتصالات استخباراتية
وفي أحدث التصريحات المتعلقة بهذا الشأن، قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، اليوم الجمعة، إن أنقرة أجرت اتصالات مع مصر سواء عبر الاستخبارات أو الخارجية، مضيفا: "بدأنا اتصالاتنا مع مصر على الصعيد الدبلوماسي".
وتابع أوغلو أنه "لا يوجد أي سبب يمنع تحسين العلاقات مع السعودية، وفي حال أقدمت السعودية على خطوات إيجابية فسنقابلها بالمثل.. والإمارات أيضا".
وأشار جاويش أوغلو إلى عدم طرح تركيا ومصر أي شروط مسبقة من أجل إعادة العلاقات إلى طبيعتها بين البلدين، وذلك في معرض رده على سؤال بهذا الخصوص، قائلا: "ليس من السهل التحرك وكأن شيئاً لم يكن بين ليلة وضحاها، في ظل انقطاع العلاقات لأعوام طويلة".
وأردف أن "تطبيع العلاقات يتم لكن ببطء من خلال المباحثات ورسم خارطة طريق والإقدام على خطوات في تلك المواضيع".
شروط التفاوض
ورغم مزاعم وزير الخارجية التركي بعدم وجود مفاوضات بين البلدين لإجراء المصالحة، أكدت مصادر دبلوماسية أن الاتفاقيات المقبلة بين البلدين ستكون على طاولة الحوار، وتشمل هذه المحادثات العديد من الإجراءات التي من شأنها نفع البلدين وحفظ أمنهما.
وأضافت المصادر أنه من أهم الاتفاقات بين البلدين إغلاق مؤسسات إعلامية إخوانية تتخذ من تركيا مقرا لها، بالإضافة إلى تسليم قيادات إخوانية مقيمة في تركيا.
وتابعت أنه من المقرر أيضا الاتفاق على ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، لإنهاء النزاعات الإقليمية في البحر الأبيض المتوسط.
أنقرة تغازل القاهرة
وسبق ذلك التصريح، العديد من المحاولات التركية للتقارب مع مصر، دون رد رسمي من القاهرة، آخرها قبل أيام من المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، الذي قال في أحدث تصريحاته، إنه يمكن فتح صفحة جديدة في علاقة تركيا مع مصر وعدد من دول الخليج، بهدف "المساعدة في السلام والاستقرار الإقليميين".
وأضاف قالن، في مقابلة مع وكالة "بلومبيرغ" الأميركية، أن "مصر دولة مهمة في الوطن العربي، وتبقى عقل العالم العربي، وهي قلب العالم العربي"، مؤكدا على أننا "مهتمون بالتحدث مع مصر حول القضايا البحرية في شرق البحر المتوسط، إضافة إلى قضايا أخرى في ليبيا، وعملية السلام والفلسطينيين".
وقال مسبقا مستشار الرئيس التركي، ياسين أقطاي، في تصريحات لقناة "TRT عربي" التركية الرسمية، إن "من يمشي إلينا خطوة نمشي إليه خطوتين"، مشددا على استعدادا بلاده ومساعيها لإعادة العلاقات مع مصر.
أردوغان أدرك أخطاءه
ومن ناحيته علق جودت كامل، المحلل السياسي التركي، على تلك المساعي التركية العديدة مؤخرا، بأن رجب طيب أردوغان أدرك أخطاءه في السياسة الخارجية التي ارتكبها على مدى الأعوام الماضية وأدت إلى العزلة وتدهورها مع جميع الجيران من اليونان للسعودية ومصر والإمارات.
وأضاف جودت كامل أنه برزت مشاكل عديدة من قبل تركيا، وكان لأردوغان مناورات بالبحر المتوسط للتضييق على اليونان، والاستفادة من الغاز بالمنطقة، فضلا عن دعمه الإرهاب بليبيا، ولكن الاتفاقيات المصرية أغلقت على تركيا تلك الأهداف ووضعته في مأزق كبير وتدهور شعبيته حتى بين الحزب الحاكم، ولذلك الآن لا يوجد مخرج سوى المصالحة وإعادة العلاقات.
وتابع أنه لذلك تتجه القيادات التركية لمغازلة للقاهرة وإعداد الرأي العام للاتفاقيات، وهي مناورة لأردوغان أيضا حتى إصدار تصريح مصري رسمي ليكون هناك تطور فعلي، حيث تنظر لها القاهرة بحذر.
التضحية بالإخوان
وتابع المحلل السياسي التركي أن أنقرة لم تخطو خطوة حقيقية لتلبية المطالب التي أعلنتها مصر مسبقا، وهي اعتراف بأن ثورة يونيو ليست انقلابا ووقف دعم الإخوان، ووقف المنصات الإعلامية التي تهاجم القاهرة ليلا ونهارا.
وفيما يخص مصير عناصر الجماعة الهاربة لأنقرة، أكد أن أردوغان بات لا يستفيد من الإخوان، حيث كان يعتبرها ورقة ضغط على مصر وفشلت تلك الورقة، حتى تأثير المنصات الإعلامية لم تأتِ أي ثمار مأمولة لأردوغان، ولذلك من المحتمل تسليمهم للقاهرة أو على الأقل إخراجهم من الأراضي التركية.
وشهدت العلاقات بين مصر وتركيا توترا بالغا وصل لقطيعة دبلوماسية، منذ عزل الشعب للرئيس الإخواني محمد مرسي، في عام 2013، والذي تزعم أنقرة أنه انقلاب، لدعمها جماعة الإخوان المسلمين، وهو ما تدينه السلطات المصرية، كونها ثورة شعبية واضحة، متهمة تركيا بدعم جماعة "الإخوان المسلمين" التي أعلنتها القاهرة رسميا "تنظيما إرهابيا".