جرائم الحوثيين في مأرب تهدد بأكبر كارثة إنسانية في العالم
تواصل ميليشيا الحوثي جرائمها ضد الإنسانية، وتثير غضب المجتمع الدولي، فلم تترك جريمة لم ترتكبها بحق المدنيين في مأرب من أجل السيطرة على المحافظة النفطية.
وطالبت كافة منظمات المجتمع المدني والحكومات المتعددة الحوثيين بوقف الهجوم على مأرب لوقف الأزمات الإنسانية المتكررة ومنع وقوع أكبر كارثة إنسانية في العالم والدخول في مفاوضات مع الفصائل الأخرى لحل الأزمة إلا أن الجماعة لا ترغب في أي حل دبلوماسي ومتمسكة بالهجمات العسكرية رغم الخسائر الكبرى في صفوف المدنيين.
جرائم الحوثي
تواصل ميليشيا الحوثي عملياتها الإجرامية في اليمن، وتسعى بكل وحشية للاستيلاء على محافظة مأرب النفطية.
ووفقا لوكالة رويترز الإخبارية فقد طالبت الولايات المتحدة الأميركية والمجتمع الدولي الحوثيين بوقف الهجوم على مدينة مأرب التي تسيطر عليها الحكومة والانضمام إلى الجهود الدولية لإيجاد حل سياسي للحرب الأهلية المستمرة منذ أكثر من 6 أعوام.
يهدد تقدم جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران في آخر مدينة تسيطر عليها الحكومة في شمال اليمن بتعقيد حملة جديدة من قبل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لتكثيف الدبلوماسية لإنهاء الصراع وزيادة إيصال المساعدات مع تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.
ودعا المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس الحوثيين إلى وقف هجوم مأرب ووقف جميع العمليات العسكرية وإنهاء الضربات عبر الحدود على السعودية والمشاركة في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.
وقال برايس في بيان: "اعتداء الحوثيين على مأرب عمل جماعة غير ملتزمة بالسلام أو بإنهاء الحرب التي ابتلي بها الشعب اليمني".
وأشار إلى أن الهجوم لن يؤدي إلا إلى تفاقم أخطر كارثة إنسانية في العالم، مؤكداً أن وكالة تابعة للأمم المتحدة تقدر أن مأرب تستضيف حوالي مليون شخص نزحوا من مناطق أخرى بسبب القتال.
وتابع: "مأرب تسيطر عليها الحكومة الشرعية في اليمن، لن يؤدي هذا الاعتداء إلا إلى زيادة عدد النازحين داخليًا وتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن".
وحث برايس الحوثيين على "المشاركة البناءة" في جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة و"الانخراط بجدية" مع المبعوث الأميركي الخاص المعين حديثًا إلى اليمن، تيموثي ليندركينج.
وقال ليندركينج في أول مؤتمر صحفي له في وزارة الخارجية منذ تعيينه في وقت سابق من هذا الشهر: إن الولايات المتحدة تعمل مع المسؤولين الإقليميين "لتهيئة الظروف المناسبة لوقف إطلاق النار ودفع الأطراف إلى تسوية تفاوضية".
وأكد ليندركينج الذي أجرى محادثات في المنطقة الأسبوع الماضي مع كبار المسؤولين، أن المسؤولين الأميركيين استخدموا القنوات الخلفية "بحزم شديد" لتمرير رسائل إلى الحوثيين.
وقال: إن إيران لعبت "دورًا سلبيًا للغاية" في الصراع من خلال تدريب وإمداد وتجهيز الحوثيين "لشن هجمات على أهداف مدنية في المملكة العربية السعودية وأماكن أخرى في الخليج".
وأضاف أن لدى طهران الآن "فرصة" لدعم المساعي الدبلوماسية المتجددة من أجل السلام.
أزمات إنسانية
ويواصل الحوثيون الهجوم على مأرب وتوجيه الضربات عبر الحدود على المملكة العربية السعودية.
وبحسب شبكة "فويس أوف أميركا"، فإن ميليشيا الحوثي تستهدف المدنيين في مأرب وتمارس كافة أشكال الجرائم ضدهم ما ينذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة.
ودعت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إلى وقف القتال في محافظة مأرب شمال اليمن، محذرة من أن تصعيد الأعمال العدائية هناك يعرض حياة مئات الآلاف من الأشخاص للخطر.
ولم تتأثر محافظة مأرب نسبيًا بالحرب الأهلية التي استمرت 6 سنوات في اليمن، وذلك حتى شن المتمردون الحوثيون مؤخرًا هجومًا عسكريًا لمحاولة السيطرة على المنطقة من القوات الحكومية اليمنية.
بسبب الأمان النسبي، فر مئات الآلاف من الأشخاص إلى هناك هربًا من القتال في أجزاء أخرى من اليمن، ما لا يقل عن 800 ألف منهم موجودون الآن في المنطقة.
وقالت المتحدثة باسم الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ليز ثروسيل، إن هؤلاء وآلاف المدنيين الآخرين في خطر كبير، محذرة من أنه من المحتمل أن يضطر مئات الآلاف من المدنيين إلى الفرار من المنطقة إذا استمرت الخطوط الأمامية في التحرك نحو الأجزاء المكتظة بالسكان من المحافظة.
وتحاصر الميليشيات المدنيين في مأرب فلا يستطيعون المرور.
وقالت تروسيل: "بالنظر إلى العواقب الإنسانية الكارثية المحتملة، ندعو جميع أطراف النزاع إلى تهدئة الوضع وتذكيرهم بالتزاماتهم بموجب القانون الدولي لحماية المدنيين من الآثار السلبية للنزاع المسلح، وهذا يشمل ضمان حرية التنقل من أجل المرور الآمن للمدنيين، بمن فيهم النازحون والمهاجرون الذين يحاولون مغادرة مأرب".
كما قال مسؤولون في الأمم المتحدة: إن هجوم الحوثيين على مأرب يهدد بتشريد مئات الآلاف ويعقّد الجهود الدبلوماسية المتجددة لإنهاء الحرب.
وقال مسؤول حكومي لرويترز: إن خط المواجهة يبعد الآن نحو 30 كيلومترا غربي المدينة وإن المخاوف الإنسانية تتزايد، خصوصا وأن الهجمات تستهدف مخيمات النازحين.
وقال مارك لوكوك مسؤول المساعدات بالأمم المتحدة يوم الثلاثاء: "أي هجوم على المدينة سيعرض مليوني مدني للخطر مع احتمال إجبار مئات الآلاف على الفرار مع عواقب إنسانية لا يمكن تصورها" وحث على وقف التصعيد.