صراع جديد يتشكل.. إسرائيل تُعزّز نفوذها في جبل الشيخ وتقترب من دمشق
صراع جديد يتشكل.. إسرائيل تُعزّز نفوذها في جبل الشيخ وتقترب من دمشق
منذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد قبل أقل من أسبوعين، أطلقت إسرائيل سلسلة من التحركات العسكرية على الحدود المتنازع عليها مع سوريا، حيث سيطرت على مواقع استراتيجية وتوغلت في مناطق جديدة، مما يغير المشهد الحدودي بين الطرفين بشكل قد يستمر لسنوات قادمة، حسبما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
سيطرة استراتيجية
تقدمت القوات الإسرائيلية واستولت على قمة جبل الشيخ (جبل حرمون)، التي تطل على العاصمة السورية دمشق وتبعد عنها نحو 40 كيلومترًا. وتُعد هذه المنطقة ذات أهمية استراتيجية قصوى، إذ تتيح لإسرائيل رؤية واضحة نحو العاصمة السورية.
وفي خطوة غير مسبوقة منذ عقود، دخلت القوات الإسرائيلية بشكل علني إلى قرى سورية في الجنوب، حيث أفاد سكان محليون بأن الجيش الإسرائيلي يعمل على نزع سلاح الأهالي وتثبيت وجوده في المنطقة.
وأكدت مصادر إسرائيلية أن البنية التحتية التي أنشأتها القوات، بما في ذلك مرافق للإقامة مثل حمامات ومطابخ متنقلة، قد تم إعدادها في المواقع الجديدة، ما يعكس نية إسرائيل البقاء لفترة غير محددة.
رفض دولي
وتابعت الصحيفة أنه رغم أن إسرائيل تُؤكد أن عملياتها تهدف إلى حماية سكان شمال البلاد من أي تهديد محتمل، إلا أن هذه التحركات أثارت استياء المجتمع الدولي.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أنه "لا ينبغي وجود قوات عسكرية في المنطقة الفاصلة سوى قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة".
وأدان إنشاء إسرائيل لمنشآت على الجانب السوري من الحدود، مشددًا على ضرورة احترام السيادة السورية ووحدة أراضيها.
ومع انهيار النظام السوري، برزت الجماعات الإسلامية المسلحة، التي كان بعضها مرتبطًا بتنظيمي القاعدة وداعش، كأطراف رئيسة في المشهد السوري.
وترى إسرائيل أن الفراغ السياسي والعسكري في سوريا يُمثل فرصة لإعادة تشكيل الحدود وتعزيز موقعها الاستراتيجي في المنطقة.
استعراض للقوة
وبحسب شهود عيان، توغلت القوات الإسرائيلية في قرى مثل "قركس" و"سعيدة"، حيث قامت بمداهمات لنزع الأسلحة.
وأفادت تقارير بوجود دبابات وعربات عسكرية ثقيلة تجوب الطرق الرئيسة، وأظهرت مقاطع فيديو، تم التحقق منها، جنودًا إسرائيليين وهم يرفعون الأعلام الإسرائيلية داخل الأراضي السورية.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال زيارته للمواقع الجديدة في جبل الشيخ، أن هذه الخطوة ضرورية لضمان أمن إسرائيل.
وقال: "لن نُغادر هذه المناطق حتى يتم التوصل إلى ترتيبات جديدة تضمن أمن حدودنا".
مخاوف جديدة
وأكدت الصحيفة أن هذه الخطوات أثارت مخاوف من تصاعد التوترات مع الحكومة السورية الجديدة، والتي تسعى للحفاظ على السيادة السورية. ودعت شخصيات سورية معارضة، مثل القائد السابق للجيش السوري الحر، إلى تجنب أي صدام مباشر مع القوات الإسرائيلية.
وتابعت أن إسرائيل تُدرك أن تحركاتها ستُثير ردود فعل دولية، إلا أنها تعول على دعم الإدارة الأمريكية القادمة بقيادة دونالد ترامب، والتي تُبدي موقفًا مؤيدًا لتوسيع النفوذ الإسرائيلي في المنطقة.
وقال وزير الشتات الإسرائيلي عميحاي شيكلي: "لدينا فرصة تاريخية مع إدارة داعمة، ويجب استغلالها لتعزيز مواقعنا شمالًا".
وأفادت الصحيفة، بأنه مع هذه التطورات، يبدو أن الحدود السورية الإسرائيلية تشهد تحولًا جذريًا في طبيعتها، مع استمرار إسرائيل في تثبيت مواقعها في المناطق الاستراتيجية.