كيف سيطر أردوغان على أكبر الجامعات التركية وعين لصاً رئيساً لها

كيف سيطر أردوغان على أكبر الجامعات التركية وعين لصاً رئيساً لها
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

ضربة جديدة وجهها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لنظام التعليم بعد تعيين رئيس لجامعة بوغازيتشي التاريخية خارج هيئة التدريس ومتهم بالاحتيال وسرقة بعض الأوراق البحثية والرسائل الأكاديمية.


ويهدف أردوغان من وراء هذا التعيين المثير للجدل السيطرة على الجامعة التاريخية التي ظلت بعيدة عن قبضته لسنوات طويلة.

رئيس لص

في أول يوم له في منصبه كرئيس لإحدى الجامعات المرموقة في تركيا، تلقى ميليه بولو كتفًا باردًا واستقبالا فاترا للغاية.


ووفقا لموقع "المونيتور" الأميركي، فقد استقبلت هيئة التدريس رئيسهم الجديد من خلال إدارة ظهورهم بازدراء لمبنى الجامعة، تمامًا كما فعل طلاب نفس الجامعة قبل أربع سنوات. 


وكان الهدف آنذاك هو سلف بولو، محمد أوزكان، الذي اختاره الرئيس رجب طيب أردوغان عميدًا لجامعة بوغازيتشي المرموقة في عام 2016. 


ولكن هذه المرة أسوأ حيث كان أوزكان عضوًا في هيئة التدريس في بوغازيتشي، لكن بولو هو شخص من الخارج، وتم تزوير أوراق الاعتماد الأكاديمية مع مزاعم سرقته لرسائل الدكتوراه.


ومع استمرار الطلاب من بوغازيتشي والجامعات الأخرى في الاحتجاج حول الحرم الجامعي وعلى الإنترنت، حاول أردوغان الدفاع عن بولو. 


وقال يوم الجمعة: "لقد زودني مجلس التعليم العالي بتسعة أسماء وقمت باختيار بولو بناءً على مؤهلاته الأكاديمية، أنا متأكد من أنه سيكون ناجحًا للغاية".


ورداً على سؤال حول احتجاجات الطلاب في الجامعة، مع اعتقالات وصور للبوابات مغلقة بالأصفاد لإبعاد الطلاب، كرر أردوغان حديثه عن حالات مماثلة: "هؤلاء ليسوا طلابًا، هؤلاء إرهابيون".

القضاء على الديمقراطية

ويوم الأحد، أكد المتحدث باسم الرئاسة إبراهيم كالين أن "التشكيك في التعيين سيكون بمثابة تشكيك في السلطات الرئاسية"، واتهم المعارضة بتسييس تعيين بسيط هو حق من حقوق الرئيس. 


وفي اليوم التالي، رفع محام القضية في المحكمة، بحجة أن هذه الخطوة غير دستورية، فلطالما كان التعيين الرئاسي لرؤساء الجامعات مصدرًا للصراع في العالم الأكاديمي التركي، الذي ناضل طويلًا من أجل الاستقلال. 


وأصبحت المعركة أكثر صعوبة في عام 2016 في أعقاب الانقلاب الفاشل، عندما صدر مرسوم ينص على أنه من حق الرئيس تعيين أي شخص كرئيس للجامعة؛ ما يعني نهاية الانتخابات داخل الجامعات. 


وبعد مرسوم عام 2016، قام أردوغان باستعراض عضلاته بتعيين أوزكان بدلاً من غولاي بارباروسوغلو، رئيس الجامعة الذي صوتت له جامعة بوغازيتشي.


منذ ذلك الحين، تم ترشيح العديد من الأعضاء والمقربين من حزب العدالة والتنمية الحاكم في المناصب العليا في الجامعات في جميع أنحاء تركيا.


قيام أردوغان بوضع صديق على رأس جامعة بوغازيتشي هو أمر رمزي كجزء مهم من المشهد الأكاديمي والثقافي لتركيا، وهي المجالات التي يرى الرئيس أنها أضعف نقاط قبضته على تركيا.


وقال بيراي كولوغلو، أستاذ علم الاجتماع في بوغازيتشي: "حتى بعد كل الضربات التي تلقاها القطاع الأكاديمي في تركيا، لا يزال يُنظر إلى بوغازيتشي على أنها شخصية أكاديمية، لديها حرم جامعي جميل، وتراث تاريخي غني وأنشطة أكاديمية".