الحلبوسي في إيران.. طلبات بالسيادة الدولية ووقف تدخُّل طهران في شؤون بغداد
يزور الحلبوسي إيران ومطالب بالسيادة الدولية ووقف تدخُّل طهران في شؤون بغداد
تحتدم الصراعات في العراق، خلال هذه الفترة، إثر موجة الانسداد السياسي في البلاد وعدم الاستقرار على اختيار رئيس البلاد وبالتالي رئيس الحكومة العراقية.
وفي الوقت الذي تشهد فيه الأجواء السياسية احتداماً في الصراعات، والمبادرات التي تم طرحها خلال الفترة الماضية من قبل التيار الصدري والإطار التنسيقي الموالي لإيران، هدد رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي بالانسحاب من العملية السياسية.
مخطط إيراني
وفي مسعى لضرب التحالف الثلاثي الذي يضم الكتلة الصدرية وكتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني وتحالف السيادة، اتجهت التيارات الموالية لإيران صوب التحالفات السنية، من خلال تفكيك التحالف السني أو إثارة الإشكالات في الأجواء السنية لإرغام بقية الأطراف على التراجع.
وإلي ذلك قال رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، خلال الفترة الماضية، الذي لوح فيها بإمكانية مقاطعة العملية السياسية، بسبب "تحكم المسلحين وعبثهم بأمن البلاد".
تهديد بالانسحاب
الحلبوسي قال في بيان الثلاثاء 26 إبريل: إن "العمل السياسي تحكمه ثوابت وأخلاقيات، ولا يمكن أن يصنف الاستهتار بأمن المواطنين وإثارة الفتن بين أبناء الشعب تحت أي سبب كان على أنه مناورة أو ضغط سياسي".
وأضاف: "سنتخذ مواقف جدية بمجمل المشاركة في العمل السياسي، نظراً لتحكم المسلحين الخارجين على القانون، وعبثهم بأمن البلاد والعباد، ومحاولاتهم المستمرة لتغييب الدولة وإضعاف القانون والعبث بالنسيج الاجتماعي، إذ لا يمكن أن تبنى الدولة من دون العدل والعدالة، ولا يحترم فيها حق المواطن بالعيش الكريم".
ما هدف زيارة الحلبوسي لإيران؟
وكان قد توجه الحلبوسي إلى طهران، حيث تضمنت الزيارة اللقاء برئيس مجلس الشورى الإيراني، محمد باقر قاليباف، والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، والأمين العام لمجلس الأمن القومي علي شمخاني، إضافة إلى وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان.
وجاءت الزيارة بعد يوم واحد من إصدار الحلبوسي بيانه، الذي هاجم فيه الميليشيات الموالية لإيران وتأثيرها في إرباك المشهد في محافظة الأنبار.
وعلى إثر لقائه مع شمخاني، قال المكتب الإعلامي للحلبوسي، في بيان، 27 إبريل: إن اللقاء بحث "العلاقات الثنائية بين البلدين، والتعاون في المجال الأمني، وأهم القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك".
وأشار الحلبوسي إلى أن "العراق يتطلع إلى بناء أفضل العلاقات مع جيرانه وأشقائه، يكون فيها حفظ السيادة وحسن الجوار وحماية حقوق المواطنين مبادئ ثابتة في علاقاته".
أبرز رسائل الحلبوسي لإيران
وأفادت تقارير إعلامية بأن الهدف من زيارة الحلبوسي على رأس وفد برلماني إلى طهران خلال الشهر الماضي، جاءت في إطار رسالة صريحة إلى صانعي القرار في إيران للتعبير عن رفض الكتل السنية سياسات المالكي الأخيرة.
حيث أشارت إلى أن غاية الزيارة تأتي لإبلاغ طهران أن أي خطوة من شأنها إثارة التوتر في الأنبار ستواجه بتصعيد شديد.
المالكي يهاجم التحالف الثلاثي: "مؤامرة"
يتفق نوري المالكي مع الرأي السائد داخل "الإطار التنسيقي" من حيث وصف مشروع الأغلبية، الذي يطرحه الصدر، كـ"مؤامرة تستهدف المكون الأكبر"، فيما اتهم بريطانيا وتركيا والإمارات بالوقوف خلف المشروع، الذي يتبناه التحالف.
يؤكد المالكي في الوقت ذاته، أن واشنطن أبلغت أطرافاً عراقية، فضلاً عن بعض الدول، رفضها المضي في المشروع الذي يتبناه التحالف الثلاثي. وأشار إلى أن "شهر يونيو المقبل سيكون شهراً حاسماً لحل الأزمة السياسية".
ويبدو أن زيارة الحلبوسي إلى إيران أغضبت أطراف "الإطار التنسيقي"، الذي أشار إلى أن اختيار الوفد خضع إلى "مزاجية الحلبوسي"، ولم يراع "التوازن البرلماني والسياسي".
في السياق ذاته، عبرت كتلة "دولة القانون" في البرلمان، عن اعتراضها على الوفد الذي رافق رئيس البرلمان إلى طهران، حيث قال رئيس الكتلة، عطوان العطواني، في بيان: "نستغرب من الانتقائية في اختيار الوفد المرافق لرئيس مجلس النواب في زيارته إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، حيث المزاجية والمصالح الشخصية على حساب المهنية والاستحقاقات البرلمانية المتمثلة بكل الكتل البرلمانية ذات الثقل السياسي والبرلماني".
ويعطي امتعاض كتلة "دولة القانون" انطباعاً بأن زيارة الحلبوسي لم تتضمن تقديم أي تنازلات لحلفاء إيران على الرغم من الضغوط الهائلة. وعلى الرغم من الاتهامات التي يوجهها المالكي للتحالف الثلاثي، فإن ائتلاف "دولة القانون" ينفي تدخله في قضية عودة شخصيات سنية مطلوبة إلى القضاء.
موقف مرتقب
تحمل الأجواء السياسية السنية زعيم ائتلاف "دولة القانون"، نوري المالكي، المسؤولية عن محاولة تأزيم الأوضاع بالمناطق السنية، في حين تشير مصادر مقربة من أروقة تحالف "السيادة" إلى أن موقفاً سنياً موحداً سيصدر بعد عيد الفطر يؤكد رفض أي حوار مع المالكي، وعدم الاشتراك بأي حكومة يكون جزءاً منها.
ولا تتوقف مخاوف الكتل السنية من محاولات إثارة الانشقاق داخلها فحسب، بل تتعدى ذلك إلى المخاوف من محاولات إثارة أزمة طائفية جديدة تحاول من خلالها الميليشيات الموالية لإيران إرغام أطراف "التحالف الثلاثي" على التنازل.