محللون سودانيون يكشفون تفاصيل المعاناة الإنسانية للشعب خلال تلك الفترة
محللون سودانيون يكشفون تفاصيل المعاناة الإنسانية للشعب خلال تلك الفترة
لا تزال الأوضاع الإنسانية في السودان تشهد تدهورًا كبيرًا مع استمرار الصراع الدموي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما يفاقم معاناة المدنيين ويزيد من الأزمات الإنسانية في مختلف أنحاء البلاد تلك الحرب التي اندلعت في أبريل 2023 تسببت في تدمير البنية التحتية، وتشريد الملايين من المدنيين، فضلًا عن نقص حاد في الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والماء والرعاية الصحية.
ومنذ بداية الحرب، لقي الآلاف من المدنيين حتفهم، وتعرض مئات الآلاف لإصابات بالغة. وفقًا لتقارير الأمم المتحدة، فقد أسفرت الحرب حتى أكتوبر 2024 عن مقتل أكثر من 9,000 شخص، بينما أصيب حوالي 60,000 آخرين كما تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو 7.1 مليون سوداني قد نزحوا من ديارهم، سواء داخل السودان أو إلى دول الجوار، مثل مصر وتشاد، في واحدة من أكبر موجات النزوح في المنطقة.
وقال محمد الطيب الكاتب الصحفي السوداني: إن الوضع الإنساني في السودان يزداد سوءًا يومًا بعد يوم. مع تدمير الطرق والمرافق الأساسية، يصعب وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتأثرة. وقد أدت الحروب إلى نقص حاد في الغذاء، حيث يقدر برنامج الغذاء العالمي أن حوالي 15 مليون سوداني يُعانون من انعدام الأمن الغذائي، بينما يحتاج أكثر من 3.3 مليون طفل إلى دعم غذائي عاجل.
وأضاف - في تصريح لـ"العرب مباشر " - كما تدهورت الخدمات الصحية بشكل كبير، حيث تضررت المستشفيات والمراكز الصحية نتيجة القصف والقتال العنيف. تُشير البيانات إلى أن أكثر من 60% من المنشآت الصحية في مناطق النزاع أصبحت غير قابلة للعمل، مما ترك آلاف المرضى دون علاج.
ولفت إلى أنه تضررت الاقتصاد السوداني بشكل بالغ جراء النزاع المستمر وتسببت الحرب في انهيار العملة الوطنية، حيث فقد الجنيه السوداني أكثر من 70% من قيمته أمام الدولار الأمريكي. كما ارتفعت أسعار السلع الأساسية بشكل غير مسبوق، مما جعل الحياة اليومية أكثر صعوبة بالنسبة للمواطنين.
وتابع أنه تظل الأوضاع الإنسانية في السودان على حافة الكارثة، مع استمرار النزاع المسلح بين الجيش والدعم السريع. ما يحتاجه الشعب السوداني الآن هو وقف فوري للقتال، ودعم دولي عاجل لتخفيف معاناتهم، وضمان توفير الغذاء، والمياه، والرعاية الصحية، وعودة الاستقرار إلى البلاد. في ظل هذا الوضع المتدهور، يبقى الأمل في تسوية سلمية تضمن الحقوق الإنسانية الأساسية للمواطنين وتضع حدًا لهذه المعاناة المستمرة.
فيما قال عثمان الميرغني المحلل والكاتب السوداني: إن القتال المستمر أدى إلى تقطع سبل العيش للمزارعين والرعاة، الذين يعتمدون على الزراعة وتربية المواشي كمصادر رئيسية للرزق وتوقع تقرير صادر عن "منظمة الأغذية والزراعة" (الفاو) أن إنتاج المحاصيل في العام الحالي قد انخفض بنسبة 40% مقارنة بالعام الماضي. هذا الانخفاض في الإنتاج الزراعي يزيد من معاناة ملايين السودانيين الذين كانوا في الأساس يعتمدون على الزراعة لتلبية احتياجاتهم الغذائية.
وأضاف - في تصريح لـ"العرب مباشر" - تستمر المنظمات الإنسانية في تقديم مساعدات إغاثية، إلا أن هناك تحديات كبيرة في توفير هذه المساعدات في ظل النزاع المستمر. ويقدر تقرير صادر عن "اللجنة الدولية للصليب الأحمر" أن أكثر من 20 مليون شخص في السودان يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة. ومع ذلك، فإن الوصول إلى المناطق المتضررة، خاصة التي تشهد اشتباكات عنيفة، يتطلب تنسيقًا مع الأطراف المتصارعة لضمان سلامة قوافل الإغاثة.
وتابع، تظل الآمال في الوصول إلى تسوية سياسية لحل النزاع قائمة، رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها الجهود الدبلوماسية ومع استمرار الضغوط الدولية والإقليمية على الأطراف المتحاربة للجلوس إلى طاولة الحوار، يبقى الأمل في أن يؤدي الضغط الدولي والمطالبة بوقف إطلاق النار إلى تخفيف حدة المعاناة.