مساعي تركية لتحويل الأراضي التونسية إلى مقر احتياطي للعناصر الإرهابية

مساعي تركية لتحويل الأراضي التونسية إلى مقر احتياطي للعناصر الإرهابية
صورة أرشيفية

مخاطر عديدة تحيط بالدول العربية المجاورة لليبيا منذ قرار التدخل التركي في الشؤون الليبية، فساعدت تركيا على تمهيد الطريق للعناصر الإرهابية للسيطرة على ليبيا ودعم ميليشيات حكومة الوفاق وتكوين مئات من العصابات والميليشيات المسلحة وإعادة زراعة بذور الإرهاب في ليبيا أملاً في إنعاش التنظيمات الإرهابية التي انهارت مؤخرًا بعد تحالف المجتمع الدولي لإسقاطها، الجانب المصري قرر إشراك القوات المسلحة المصرية في الأمر وحماية الأمن القومي المصري، وعلى الجانب الآخر تعاني تونس من زيادة أعداد الإرهابيين الهاربين إلى الداخل التونسي.
 
بعد زيادة أعداد العناصر الإرهابية.. تونس تعاني أمام "بوابة الإرهاب الليبية"


وزارة الداخلية التونسية كانت قد أعلنت منذ أيام إحباط مخطط إرهابي يستهدف مؤسسات أمنية في البلاد، حيث تمكنت القوات الأمنية من القبض على عنصر موالٍ لتنظيم داعش الإرهابي، وقالت وزارة الداخلية إن عملية استخباراتية مشتركة بين الوحدة الوطنية للأبحاث في جرائم الإرهاب التابعة للحرس الوطني وإدارة مكافحة الإرهاب بوكالة الاستخبارات والأمن للدفاع، أفضت إلى الكشف عن عنصر تكفيري خطير بايع تنظيم داعش الإرهابي.


وأضافت: إن التحريات أثبتت أنه تلقى تدريبًا مكثفًا في صناعة المتفجرات، وسعى للحصول على مكوناتها في إطار مخطط لاستهداف إحدى الوحدات الأمنية، غير أن عملية إلقاء القبض عليه حالت دون إتمام مخططاته.
وأحالت السلطات الشخص المعتقل إلى المحاكم المختصة بقضايا مكافحة الإرهاب، بعد أن أصدرت أمرًا بحبسه وإيداعه السجن، وفتح التحقيق معه لمعرفة شركائه والأشخاص الذين يرتبط معهم في التنظيم.


ويعد هذا المخطط الإرهابي هو الثاني من نوعه، في أقل من أسبوعين، بحسب ما كشفت عنه وزارة الداخلية التونسية بعد إعلان توقيفها في وقت سابق لعناصر متشددة متورطة في التخطيط لتنفيذ هجمات ضد منشآت سياحية ومقرات سيادية.


وتعتبر  تونس ضِمن الدول المستهدفة في الأنشطة الإرهابية، وسبق أن أحبطت قوات الأمن عملية إرهابية استهدفت مدنيين وعسكريين في مايو 2020، في جبال محافظة القصرين، حيث عثرت القوات على "قارورة غاز وحاشدات وأسلاك كهربائية وقطع حديدية وكمية من مادة الأمونيتر وتوابع مخصّصة لصناعة الألغام والعبوات الناسفة".
 
تركيا تخطط لاستخدام المتطرفين التونسيين في سوريا لإشعال ليبيا وتونس


من جانبه، يقول "منذر ثابت" المحلل السياسي التونسي، التقارير الأمنية التونسية أكدت أن قوات مكافحة الإرهاب تعمل على قدم وساق لرصد ومحاربة أعداد كبيرة من العناصر الإرهابية التي تحاول التسلل للداخل التونسي، كجزء من مخطط كبير يسعى لإنشاء بؤر إرهابية في تونس لتصبح مراكز احتياطية للعناصر الإرهابية ليلتقطوا فيها الأنفاس.


وتابع، تونس وليبيا بينهم حدود هائلة تمتد إلى مئات الكيلومترات وتعتبر تونس أكثر الدول العربية عرضة لخطر الميليشيات المسلحة المدعومة من تركيا حيث تتمركز معظم تلك الميليشيات في طرابلس القريبة للغاية من تونس، مضيفًا أن السلطات التونسية أعلنت أكثر من مرة مضاعفتها لإجراءات الحيطة والحذر على الحدود مع ليبيا بعد رصدها لمئات المحاولات الهادفة لاختراق الحدود بين البلدين الشقيقين، موضحًا أن تشديد الإجراءات في البداية كان يرتبط بمخاوف من تفشي وباء "كورونا" ، ولكن السلطات التونسية اكتشفت أن تفشي العناصر الإرهابية من المرتزقة المدعومة من تركية يفوق في أضراره فيروس كورونا بمراحل.


وأضاف ثابت، الجيش التونسي أعلنها بشكل صريح أنه قادر على التصدي بكل صرامة لكل ما من شأنه أن يهدد سلامة التراب الوطني وأمن تونس، مشددًا على خطورة المخطط التركي الأخير، الساعي لنقل المتطرفين التونسيين من ساحة المعركة في سوريا إلى ليبيا وتخطيطهم لعودة هؤلاء التونسيين إلى ليبيا لتكوين خلايا وبؤر إرهابية لدعم الميليشيات المسلحة في ليبيا وكذلك تهديد الأمن القومي التونسي.
 
لن تقبل تونس أن تكون مقرًا احتياطيًا للعناصر الإرهابية في ليبيا


في السياق ذاته، يقول مؤمن زعبل المحلل السياسي التونسي، إن التقارير الاستخباراتية رصدت دورًا واضحًا لحركة النهضة الإخوانية في تونس لتحويل البلاد إلى مقر احتياطي للعناصر الإرهابية ليلتقطوا فيها الأنفاس ويعيدوا ترتيب الأوراق، بالتعاون من أجهزة الأمن التركية.


وأشار زعبل، إلى أن المعارضة التونسية تخوض حربًا عنيفة بهدف كشف العلاقات المشبوهة بين حركة النهضة والنظام التركي، رافضين أي نشاط تركي على الأراضي التونسية، ودعت المعارضة السلطات التونسية باتجاه موقف واضح وصريح يرفض الوجود العسكري التركي في المنطقة.


وتابع زعبل، أنه منذ تصريحات "أردوغان" ومحاولاته لإشراك تونس في الشؤون الليبية اتضح -بشكل لا يدع مجالًا للشك- رغبته في جعل تونس مقرًا احتياطيًا للصراعات التي يقودها في ليبيا، متناسيًا رفض تونس حكومة وشعبًا أن تكون حديقة خلفية لأردوغان أو لغيره، وأنها لن تتدخل في شؤون الغير لدعم أي طرف، وأن الشرفاء في تونس قادرون على إسقاط مخطط حركة النهضة الهادف لتحقيق المخطط التركي لنشر الإرهاب في شمال إفريقيا.