من بينها الانتخابات الأميركية.. خبراء يكشفون أسباب عرقلة تأليف حكومة "لبنان"

من بينها الانتخابات الأميركية.. خبراء يكشفون أسباب عرقلة تأليف حكومة
صورة أرشيفية

بعد مرور أسبوعين على تكليف الرئيس سعد الحريري بتشكيل الحكومة اللبنانية، ما زالت الخطوات ثابتة، وتواجه العديد من العراقيل، في ظل انتظار الشارع اللبناني الإعلان عن الحكومة الجديدة، ومعها انتشار شكوك تدور حول نجاح الحريري في اختيار وزراء مستقلين.

وعود غير مجدية


من جانبه أكد رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، أن الحكومة اللبنانية الجديدة "قد ترى النور خلال أربعة أو خمسة أيام إذا استمرت الأجواء الإيجابية".


ونقل مكتب بري عنه القول في بيان: إن "الحكومة العتيدة قد تبصر النور في غضون أربعة أو خمسة أيام إذا ما بقيت الأجواء إيجابية تسير على النحو القائم حاليا".


وأعلن المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية اللبنانية، أول أمس، أن التشاور مستمر في شأن تشكيل الحكومة، ويتم حصرا وفقا للدستور.

لعبة سياسية خطيرة


ووصف العديد من السياسيين خطوات "الحريري" بالخطيرة، يمكنها أن تصل بالبلاد إلى كارثة، لافتين أن رئيس الحكومة المكلف يسعى لتشكيل حكومة اختصاصيين في الشكل وحكومة سياسية في المضمون، وهذا الطرح لعبة خطيرة ستوصل إلى كارثة في لبنان وتعود بالأوضاع إلى المربع الأول.


وقال السياسي اللبناني سمير جعجع في تصريح له على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": إنه لا أمل بأي خلاص ما دام الثلاثي الحاكم ما زال يحكم.
وتساءل رئيس حزب القوات اللبنانية: "هل رأيتم الآن لماذا أحجمت "القوات اللبنانية" في مسألة الحكومة؟، مشيراً إلى موقف حزبه من تشكيل الحكومة وتسمية الحريري رئيسا لها.

الانتخابات الأميركية وراء المماطلة


من ناحية أخرى اعتبر الكاتب الصحفي اللبناني فادي عاكوم، أن الثنائي الشيعي (حركة أمل- وحزب الله) خلف إبطاء عملية تشكيل الحكومة، قائلا: "كما كان متوقعا يقوم الثنائي الشيعي بالمماطلة في تشكيل الحكومة اللبنانية لحين ظهور نتائج الانتخابات الأميركية، وهو أمر كان متوقعا".


وأضاف عاكوم في تصريحات لـ"العرب مباشر": "فهم يراهنون على وصول المرشح جو بايدن إلى الحكم للعودة إلى المربع الأول للمفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران"، مشيراً أنهم ينتظرون رسم سياسات جديدة للمنطقة ومن بينها مستقبل الحرس الثوري الإيراني وأذرعه المنتشرة في منطقة الشرق الأوسط ومن بينها لبنان.


أردف الصحافي اللبناني: "يبدو أن المبادرة الفرنسية أصبحت حبرا على ورق فالوقت يمر دون وجود أي حكومة، والتي كان من المفترض أن تقوم بإجراءات اقتصادية وإصلاحات لتقوم الدول الأوروبية وأميركا والعربية بتقديم مساعدات"، معتبرا أن حزب الله يراهن على مستقبل لبنان وشعبه مقابل ضمان بقاء سياساته في لبنان.


وأكد أن مسألة المماطلة وصلت إلى أقصى درجاتها، بموافقة حركة أمل وحزب الله على ترسيم الحدود المائية بين لبنان وإسرائيل، وهو ما يعتبر اعترافا بدولة إسرائيل، موضحا أن الانتخابات الأميركية لا تزال تحمل من المفاجآت حتى وإن كانت المؤشرات لصالح بايدن، فسيتلقى حزب الله ضربة قاسية إن تمكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بالحصول على الأغلبية التي تمكنه من الفوز عبر المحكمة العليا.

تكتم على عملية تشكيل الحكومة


من جانبه قال الناشط السياسي اللبناني علي عدنان، إن تشكيل الحكومة يتم في ظل تكتيم مشدد من قبل الرئيس الحريري، والرئيس عون، لافتا أنه رغم ذلك يعتقد أن الحريري لم ينجز شيئًا على الإطلاق، بعد أن دخل في نفق المحاصصة الطائفية والحزبية، وتعاطيه مع المنظومة الحاكمة نفسها، بعد أن أخفق في تأليف حكومة من المستقلين.


وتابع في تصريحات لـ"العرب مباشر": "تكليف الحريري جاء بالاتفاق مع المنظومة الحاكمة، ولم يستطع أن يقدم جديدًا على صعيد طريقة تأليف الحكومة وعقليتها في لبنان"، متوقعا أن تكون الحكومة القادمة عاجزة عن إنجاز أي شيء، بعد أن دخلت في عملية تحاصص وتناحر بين الأحزاب على الحقائب الوزارية.