خيبة أمل في تعز بعد فشل محاولات فك الحصار الحوثي.. كيف يعيش اليمنيون؟

تواصل ميلشيا الحوثي الإرهابية ارتكاب جرائمها ضد الشعب اليمني

خيبة أمل في تعز بعد فشل محاولات فك الحصار الحوثي.. كيف يعيش اليمنيون؟
صورة أرشيفية

صدمة جديدة أُصيب بها أهالي مدينة تعز اليمنية بعد أن فشلت المساعي الدولية لفك الحصار الذي فرضته ميليشيا الحوثي المدعومة على المدينة منذ سنوات طويلة، لتزيد من معاناتهم وتهددهم بأكبر مجاعة وكارثة إنسانية في التاريخ البشري.


وأكد محللون أن استمرار الحوثي في حصار مدينة تعز يعد من أسوأ جرائم الحرب التي ترتكبها الميليشيات في حق الشعب اليمني.

كارثة إنسانية

أكد مصدر حقوقي في تصريحات خاصة لـ "العرب مباشر"، أن حصار الميليشيات لتعز يجبر مرضى السرطان والفشل الكلوي على استخدام تضاريس أكثر صعوبة للوصول إلى المرافق الصحية.

وتابع أن هناك ما هو أسوأ فالمئات يواجهون الموت يوميا لعدم قدرتهم على توفير الدواء أو الماء بسبب الحصار الجائر المفروض على المدينة.

وبحسب صحيفة "آرب نيوز" الدولية، فإن اليمنيين في مدينة تعز وهي المدينة المكتظة بالسكان جنوبي غرب اليمن عبروا عن خيبة أملهم بعد فشل المحادثات بين الحكومة اليمنية والحوثيين في العاصمة الأردنية عمان في رفع الحصار الحوثي عن المدينة.

وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، هانز جروندبرج إن الجولة الأولى من المحادثات لم تسفر عن اتفاق على فتح طرق في تعز والمحافظات الأخرى.

وأكد المصدر الحقوقي أن الإعلان حطم آمال آلاف الأشخاص في تعز الذين أعربوا عن تفاؤلهم بأن المناقشات التي توسطت فيها الأمم المتحدة قد تؤدي إلى إنهاء الحصار.

أمل ضائع

وقال المصور خالد القاضي من المدينة المحاصرة: "عندما بدأت المناقشات، أعربنا عن أملنا في رفع الحصار بشكل نهائي".


وتابع "لكن الآمال تبددت عندما ظهر المفاوضون الحوثيون في محادثات بالزي العسكري".

وقال مصدر عسكري يمني إن الحوثيين المدعومين من إيران فرضوا حصارًا على تعز، ثالث أكبر مدينة في اليمن، على مدار السنوات السبع الماضية بعد فشلهم في السيطرة على المدينة بعد مقاومة شرسة من القوات الحكومية.

وتابع في تصريحات لـ"العرب مباشر": إن الميليشيات أغلقت المداخل والطرق الرئيسية التي تربط المدينة بعدن وصنعاء والحديدة وزرعوا ألغاما أرضية ونشروا قناصين لاستهداف الأشخاص الذين يحاولون عبور الطرق المسدودة.

وقال مواطن يمني مقيم في تعز رفض الكشف عن هويته "حصار الحوثيين أجبر العديد من المرضى على استخدام طرق غير معبدة ومنحدرة للوصول إلى المرافق الصحية في المدينة".

وتابع "يرى بعض الناس في تعز منازلهم في الجانب الذي يسيطر عليه الحوثيون من المدينة لكن لا يمكنهم زيارتها بسبب الحصار".

وأضاف "عليهم السفر لمدة سبع إلى ثماني ساعات للوصول إليهم، كما أن الوضع الاقتصادي هنا صعب للغاية."

فشل المفاوضات

وبدأت المناقشات بين الحكومة والحوثيين يوم الأربعاء وكان الهدف منها التوصل إلى اتفاق بشأن فتح طرق في تعز والمحافظات الأخرى بموجب الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة.

وقال مفاوضو الحكومة اليمنية إن الحوثيين قاوموا فكرة فتح الطرق الرئيسية في تعز واقترحوا فتح طريق ضيق جديد.

كما أفادت تقارير إعلامية محلية أن المبعوث الأممي إلى اليمن سيزور مدينة عدن الساحلية، العاصمة المؤقتة لليمن، لبحث فتح طرق في تعز، وتمديد الهدنة مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي.

وحث اليمنيون قادتهم على رفض اقتراح الحوثيين بفتح طرق صغيرة والضغط عليهم من أجل الرفع الكامل للحصار الحوثي ورفض أي تجديد للهدنة إذا رفض الحوثيون إنهاء الحصار.

ضغوط لرفع الحصار


وقال الناشط ماهر العبسي "نريد من المجلس الرئاسي رفع الحصار بأي طريقة يراها مناسبة - عسكريًا أو سياسيًا".

وتابع "نريد أن نعيش بسلام مثل باقي المحافظات حيث يتنقل الناس بأمان بين قراهم ومدنهم".

وانتقد يمنيون آخرون حكومتهم لقبولها افتتاح مطار صنعاء وميناء الحديدة قبل أن يرفع الحوثيون حصارهم عن تعزـ لكن مسؤولي الحكومة اليمنية ردوا بالقول إنهم قبلوا فتح المطار قبل إنهاء حصار تعز لإنهاء أعذار الحوثيين لعدم قبول جهود السلام لإنهاء الحرب.

وقال نجيب غلاب وكيل وزارة الإعلام: "كان هذا التنازل الكبير خلال الهدنة يهدف إلى بناء الثقة وأيضاً وضع الحوثيين في زاوية ضيقة لقبول الذهاب إلى مفاوضات لإخراج اليمن من هذه الحرب المستمرة منذ فترة طويلة". 

وأضاف أن الحوثيين سيستغلون الهدنة لتعزيز قواتهم خارج المدينة قبل شن عملية عسكرية جديدة للسيطرة عليها.

وقالت مجموعة الأزمات الدولية في 19 مايو إن الحوثيين ليس لديهم مصلحة في إنهاء حصارهم على تعز لأنه يسمح لهم بخنق المدينة اقتصادياً وإبقاء خصومهم متحصنين.

وقالت المنظمة: "لم يكن لدى الحوثيين حوافز كبيرة لتحسين الوصول إلى المدينة: إنهم يسيطرون على القلب الاقتصادي للمحافظة ويبقون خصومهم المحليين الرئيسيين محاصرين".